3 أشهر من الهزائم المتتالية للقوات التركية على تخوم مدينة الباب وأطرافها ومجازرها تخلف نحو 400 شهيد مدني من قاطني منطقة الباب
كورد أونلاين تاريخ النشر: 13 فبراير، 2017
لم تتمكن القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة ضمن عمليات “درع الفرات”، من انتزاع السيطرة على البلدات الرئيسية في منطقة الباب، على الرغم من مضي 3 أشهر على وصولها لتخوم المدينة، فمن الـ 13 من تشرين الثاني / نوفمبر من العام الفائت 2016، وحتى الـ 13 من شباط / فبراير الجاري، لم تفلح الآلة العسكرية التركية رغم المجازر التي ارتكبتها بحق المواطنين من أبناء الشعب السوري، من قاطني منطقة الباب بمدنها وبلداتها وقراها، حيث أن الأمر لم يستمر بهذه الوتيرة، بل تلقت القوات التركية في الـ 21 من كانون الأول / ديسمبر الفائت من العام 2016، أولى هزائمها على يد تنظيم “الدولة الإسلامية” عند أطراف مدينة الباب الغربية، خلال محاولة قوات عملية “درع الفرات” اقتحام المدينة، ليسوقها صعوبة الدخول من هذا المحور، إلى البحث عن محاور أخرى للاقتحام، والتي تمكن التنظيم المستميت للبقاء في مدينة الباب ومحيطها، من صد هجمات القوات التركية والفصائل المتتالية على مدينة الباب وبلدتي قباسين وبزاعة، على الرغم من التحشدات العسكرية الكبيرة للقوات التركية وفصائل “درع الفرات”، وعلى الرغم من القصف المكثف والعنيف من قبل القوات التركية وطائراتها الحربية على مدينة الباب ومحيطها، ليبدأ ليل الـ 7 من شباط / فبراير الجاري من العام 2017، عملية عسكرية جديدة، أفضت إلى سيطرته على الضواحي الغربية لمدينة الباب ووصوله إلى الأطراف الشمالية للمدينة.
هذا الإصرار التركي على انتزاع السيطرة على مدينة الباب، من تنظيم “الدولة الإسلامية”، وطرده من أكبر معاقله في ريف حلب، وتوسيع نطاق سيطرة عملية “درع الفرات” التي بدأت في الـ 24 من شهر آب / أغسطس من العام الفائت 2016، والتي سيطرت خلالها على مدينة جرابلس ومساحات واسعة من ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي، عقبها دخول دفعة جديدة من القوات والآليات والدبابات التركية عبر مناطق سيطرة الفصائل في الريف الشمالي لحلب، وتمكنت الفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة ضمن عملية “درع الفرات” المدعمة بالقوات والدبابات والطائرات التركية، من السيطرة على ما تبقى من الشريط الحدودي بين الضفاف الغربية لنهر الفرات وصولاً إلى اعزاز، لحين وصولها إلى تخوم مدينة الباب في النصف الأول من تشرين الثاني / نوفمبر الفائت، هذا الإصرار، لم يوقفه تسبب قذائفه وصواريخ طائراته بقتل المدنيين السوريين القاطنين في مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، لتخلف الساعات الـ 24 الأخيرة من القصف التركي الجوي والمدفعي،17 شهيداً مدنياً بينهم 3 إناث و5 أطفال دون سن الـ 18، بينهم عائلتان اثنتان ورجل ووالدته، وثقهم المرصد السوري لحقوق الإنسان، ليرتفع إلى 381 مدني على الأقل، بينهم 72 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و40 مواطنة فوق سن الـ 18، في ريف حلب الشمالي الشرقي، ممن قضوا جراء القصف التركي على مدينة الباب وريفها وبلدتي بزاعة وتادف، منذ الـ 13 من تشرين الثاني / نوفمبر من العام الفائت 2016، تاريخ وصول عملية “درع الفرات” لتخوم مدينة الباب، وحتى اليوم الـ 13 من شباط / فبراير من العام 2017، ومن ضمن الشهداء 290 مدني بينهم 63 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و36 مواطنة استشهدوا في القصف من قبل القوات التركية والطائرات الحربية التركية على مناطق في مدينة الباب ومناطق أخرى في بلدتي تادف وبزاعة وأماكن أخرى بريف الباب، منذ الهزيمة الأولى للقوات التركية في الـ 21 من كانون الأول / ديسمبر الفائت من العام 2016، على يد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
يشار إلى أن تركيا حصلت في أواخر العام 2016 على الضوء الأخضر الروسي الذي سمح لها بالتقدم نحو مدينة الباب والسيطرة عليها، وطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” منها، في أعقاب الاتفاق على تهجير نحو 27 ألف شخص من بينهم أكثر من 7 آلاف مقاتل من مربع سيطرة الفصائل في القسم الجنوبي الغربي من مدينة حلب نحو ريف حلب الغربي، لأن هذا التقدم والسيطرة على مدينة كبيرة وذات استراتيجية سيتيح المجال أمام القوات التركية لمنع استغلال قوات سوريا الديمقراطية ثغرة الباب والسيطرة عليها، والتي ستمكن قوات الأخير، من وصل مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية ببعضها في المقاطعات الثلاث “الجزيرة – كوباني – عفرين”.
المرصد
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=2579