يعد هذا المثل من أكثر الأمثال المتداولة معنى ومضموناً، وهو مثل شهير يضرب؛ حينما يتنكر الفرد لمن أحسن إليه، فقد يتنكر الشاب، حينما يصبح رجلاً فتياً لأمه، وقد تتنكر الابنة، التي ربُيت، وعُلمت حتى زُوجت لأهلها. وعن هذا ذُكرت العديد من القصص في القرآن، كما نرى ونتابع دائمًا في حياتنا اليومية، فدور المسنين والشوارع تعج بمئات الأهالي الذين لفظوا من قبل أبنائهم، لأنهم عدوهم عبئا ثقيلًا عليهم.
قصة المثل: يُحكي أن رجلاً ربى ابن أخت له، حتى كبر، وصار فتيًا قويًا، فلما أحس الولد من نفسه القوة، والقدرة، تنكر لمربيه، وأخذ يرد جميله نكرانًا وكفرًا، فقال الرجل في ذلك بعض الأبيات الشعرية:
فَيَا عَجَباً لمن رَبَّيْتُ طِفْلاً
ألقَّمُهُ بأطْراَفِ الْبَنَانِ
أعلِّمهُ الرِّماَيَةَ كُلَّ يوَمٍ
فَلَمَّا اسْتَدَّ ساَعِدُهُ رَمَاني
وَكَمْ عَلَّمْتُهُ نَظْمَ الْقَوَافي
فَلَمَّا قَال قَافِيَةً هَجَاني
أعلِّمهُ الْفُتُوَّةَ كُلَّ وَقْتٍ
فَلَمَّا طَرَّ شارِبُهُ جَفَان
وهكذا يصنع من لا يثمر فيهم المعروف، فيسيئون إلى من أحسنوا إليهم، ولا يقدرون لهم المعروف، وفي هذه الأبيات يصف العربي ابن أخته بنكران الجميل حين قال: لما استد ساعده رماني، أي أنه حينما أصبح قويًا استقوى عليَّ أنا، ونسى أني مربيه، الذي علمته فن الرماية، ولكنه حينما رمى؛ رماني، وأنا الذي علمته نظم الشعر، ولكنه حينما قال الشعر هجاني، أي سبني.
العبرة من المثل: ليس تقديم المعروف لكل الناس سواء، فهناك أناسا مهما فعلت لهم لن يشكروك، وسينكرون دائما، وقفتك إلى جوارهم، وتقديمك الدعم والمساعدة، لذا يجب أن تتخير الناس، حتى لا تصاب بخيبة الأمل فيمن حولك.
الثقافة – صحيفة روناهي
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=12717