نعت شخصيات سياسية وأكاديمية وإعلامية ومعارضون سوريون المعارضة والناشطة السياسية بسمة قضماني التي وافتها المنية في العاصمة الفرنسية باريس اليوم الخميس بعد صراع مع المرض.

وقضماني استاذة في معهد العلاقات الدولية الفرنسية وعضو سابق في المجلس الوطني وساهمت في تأسيسه، كما عملت عضو هيئة التفاوض السورية واللجنة الدستورية.

ولدت بسمة قضماني في دمشق عام 1958. وفي عمر 10 غادرت مع عائلتها إلى المنفى في بيروت لثلاثة أعوام، ثم لندن وباريس التي عاشت فيها معظم سنوات حياتها.

وفكر الناشطة السياسية تأثر بوالدها الدبلوماسي سابقاً، والمعارض لاحقاً ناظم قضماني، في وجه وزير الخارجية السوري الأسبق إبراهيم ماخوس بعد هزيمة الـ67 مطالباً إياه باستقالة الحكومة، الأمر الذي أدى الى سجنه ثم نفيه خارج بلاده وقد تأثرت بسمة بوالدها الدبلوماسي الذي عمل في السفارة السورية في باريس وكان نشطاً ومقرباً من الرئيس الفرنسي انذاك شارل ديغول.

دراستها وبداياتها

درست في معهد الدراسات السياسية في باريس، حيث حصلت على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية، وعملت في المعهد الدولي للعلاقات الدولية “إفري” في باريس حيث أنشأت وأصدرت، منذ العام 1981 حتى 1998، برنامج الشرق الأوسط في المعهد الدولي.

أنشأت في العام 2005 مبادرة الإصلاح العربي، وهي مجموعة من معاهد البحوث والسياسات العربية المستقلة، مع شركاء في الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي ، بهدف تعزيز الإصلاح وإرساء الديمقراطية في العالم العربي، ورفع مستوى الوعي حول الانتقال الناجح إلى الديمقراطية في أجزاء أخرى من العالم، والآليات والحلول التوفيقية التي جعلت هذه التحولات الناجحة ممكنة.

في العام 2007 عملت مستشارة في مجال التعاون الدولي في مجلس البحوث الوطني الفرنسي، وأستاذة مشاركة في جامعتي السوربون 1، وباحثة مركز الدراسات الدولية، وحتى العام 2011 كانت كبيرة مستشاري التعاون الدولي في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي.

بسمة قضماني (أ ف ب)

ألفت الدكتورة قضماني العديد من الكتب والأوراق البحثية والأكاديمية والمقالات باللغتين الفرنسية والإنكليزي حول قضايا التحول الديمقراطي في العالم العربي، وحول الشتات الفلسطيني، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، واستراتيجيات الدول العربية تجاه الحركات الإسلامية، والتغير السياسي في شمال أفريقيا، والأمن الإقليمي.

مدافعة عن الحرية

بدوره، قال الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري الدكتور برهان غليون لـ “العربية نت” إن “خسرنا صوتاً عالياً ومدافعاً عن الحرية والديمقراطية في سوريا، كانت بسمة معارضة وناشطة وقريبة من السوريين الذين كانوا يحتاجون ليد العون رحم الله بسمة قضماني”.

كما قال الدكتور خطار أبو دياب لـ “العربية نت” : “رحيل حزين ومؤسف للمعارضة بسمة قضماني كانت حاضرة دائماً ومدافعة شرسة عن حقوق السوريين المظلوميين من قبل حكومة الأسد ومن التدخلات الإيرانية في وطنها سورية. رحلت بسمة بعد صراع لأكثر من سنة مع المرض اللعين رحم الله بسمة قضماني”.

بعد العام 2011، لعبت الدكتورة قضماني دوراً بارزاً في المعارضة السياسية ضد نظام الأسد، وكتبت بانتظام مقالات في الصحف الأوروبية ترحب وتشجع الدول على دعم مطالب المتظاهرين بالديمقراطية في سوريا، وتدين قمع النظام للحراك السلمي للانتفاضة السورية.

عضو في المجلس الوطني السوري

كما أسست مع مجموعة من الأكاديميين والسياسيين السابقين جمعية “مبادرة من أجل سورية جديدة”، التي تعنى بالعمل الإغاثي ودعم المجتمع المدني السوري.

مع إعلان تشكيل “المجلس الوطني السوري” في أيلول من العام 2011، شغلت منصب المتحدث الرسمي باسم المجلس، واستقالت منه في آب من العام 2012، وكانت عضواً في اللجنة الدستورية السورية.

برحيل بسمة خسرت سوريا إحدى نسائها السياسات والمؤثرات، لم تتوان بسمة يوماً عن العمل من أجل سوريا ومع السوريين والسوريات مدفوعة بإيمانها العميق بالحرية والعدالة للوصول الى سوريا عادلة لنسائها ولرجالها.

 

العربية نت

Read More 

شارك هذه المقالة على المنصات التالية