ليست ثمة صورة تتضح فيها مآسي غياب المرأة عن المساهمة في صناعة التاريخ البشري اكثر من تلك التي تصف المشهد الدولي هذه الايام اذ يدلل ما يشهده العالم من حدة في الاستقطاب البالغ منسوبا  اقرب الى اندلاع نزاع عالمي قد يكلف الجنس البشري وجوده و حضارته و حياته ،على كارثية طغيان الذكورية على الثقافة الانسانية وهول ما يخلفه تغييب المرأة عن لعب دور محوري في قيادة  مجتمعها و صناعة مصيره . واذ تثبت المجتمعات التي تسوسها عقليات ذكورية تحتفي بالقوة و الصلابة و تحبذ الصراع و النزال انها أقل اتزانا من ان تتلافى سيناريوهات الغزو و الحرب و الحاق التدمير  بحياة الناس وحيث يهيمن الرجل “القيصر” مع مجموعة من الرجال الاقوياء  على صناعة قرار الحرب في دولة تمتلك القدرة النووية و القوة التي تستطيع  عبرها تدمير الكرة الارضية عدة مرات ، يصبح مؤكدا ان تغييب صوت القلب واقصاء  الذكاء العاطفي اللذان تحوزهما النساء عن التأثير في مصير العالم لجهة تجاوزه اسس النزاع و الاحتراب قد يودي بمقومات   الحياة و استمراريتها ويصيب وجودنا  بدمار تام ومريع   ، و لتظهر  العلاقة  بين تغييب المرأة عن الفاعلية في الحياة و قضايا المجتمع و قبل ذلك قضاياها الذاتية والنظر اليها بطريقة تشييئية تسليعية او اختزال كينونتها بجمال شكلها وبالوظائف البيولوجية التي تقوم عليها بما هو رديف لاضطهادها وتهميشها و بين انتشار الحروب و الكوارث والنزاعات ، عضوية وجدلية ، فيكون الطرف الاول فيها سببا و مدخلا  والثاني منها مخرجا و نتيجة .ان حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية اذ يؤكد بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ايمانه بالمقدمة اعلاه ،واذ يهنئ المرأة  بعيدها وبيومها العالمي  يشدد على ان عالما لا تتساوى فيها حقوق الرجال بحقوق النساء و لا تتكافأ واجباتهم مع واجباتهن ،هو عالم ينزع الى التدمير الذاتي  ، يتدحرج نحو الهاوية ،و ان مجتمعات تقتل نصفها ،تقمع رافعتها النسوية وتعطل من فعاليتها و قدرتها على الفعل و الخلق و المبادرة هي مجتمعات ايلة للتآكل و للانفجار .فكل ما لايؤنث ،بالتأكيد ، لا يعول عليه .

كل عام والمرأة في مناطق الادارة الذاتية ، في سورية و في كل حيز من هذا الوجود  بالف الف خير حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية 

مجلس الادارة السياسي 

في الثامن من اذار من عام ٢٠٢٢

ظهرت المقالة عن المرأة في فكر الحزب … بمناسبة يوم المرأة العالمي..  أولاً على حزب الحداثة والديمقراطية لسورية.

​ 

المصدر: حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية

شارك هذه المقالة على المنصات التالية