الأربعاء, أكتوبر 30, 2024

هآرتس: يجب دعم الأكراد في سوريا

تسفي هاوزر
إن على الغرب استغلال الانقسام الفعلي القائم في سوريا وتقديم الدعم للكيان الكردي الذي تبلور في شمالها. ويخلق تعاظم قوة إيران في الشرق الأوسط وسيطرتها على أجزاء كبيرة في سوريا والعراق شراكة مصالح على المستوى الإستراتيجي بين الأكراد وبين كل من يرى في تقوية محور إيران-الأسد تطوراً سلبياً في المنطقة.

25d825ae25d825b125d9258a25d825b725d825a92b25d825b325d9258825d825b125d9258a25d825a72b25d9258825d825b125d9258825d825ac25d825a725d9258125d825a7-7849283


نتائج الاستفتاء في الإقليم الكردي في شمال العراق تطرح من جديد السؤال حول مستقبل الأكراد في الشرق الأوسط. وفي الوقت الذي يجري فيه تركيز الانتباه على كردستان العراق، فإنه من المناسب النظر إلى الأكراد المقيمين في شمال سوريا. فالأكراد يشكلون 15% من مجمل سكان سوريا. وغالبتهم المطلقة تعيش في منطقة تبلغ مساحتها حوالي 15% من مساحة سوريا، بالقرب من الحدود مع العراق وتركيا.
إن على الغرب استغلال الانقسام الفعلي القائم في سوريا وتقديم الدعم للكيان الكردي الذي تبلور في شمالها. ويخلق تعاظم قوة إيران في الشرق الأوسط وسيطرتها على أجزاء كبيرة في سوريا والعراق شراكة مصالح على المستوى الإستراتيجي بين الأكراد وبين كل من يرى في تقوية محور إيران-الأسد تطوراً سلبياً في المنطقة. وقد استطاعت الولايات المتحدة الأميركية، خلال مراحل الحرب ضد داعش، التقاط المنفعة الكامنة في تقديم الدعم للأكراد السوريين، وجعلت منهم حلفاء لها، وأقامت قواعد في مناطقهم، ورعت عملية إعادة ترميم وتطبيع حياتهم.
إلا أنه، وبالذات، في ظل نجاح هذا الحلف، وفي ظل القضاء النهائي المرتقب على أواخر جيوب “الدولة الإسلامية” في سوريا، فإنه من المتوقع أن تظهر إشارة استفهام حول استمرار التواجد الأميركي في هذه المناطق. ومن شأن انسحاب أميركي كامل من المنطقة أن يخلق تهديداً حقيقياً على الكيان الكردي المستقل الآخذ بالتشكل في سوريا، وذلك من خلال تعاون محور إيران-الأسد مع الأتراك، والذين هم ليسوا مسرورين أيضاً من صعود الأكراد كقوة مستقلة في المنطقة.
إن على العالم الحر الاستعداد لهذا التحدي وفعل كل ما يمكن فعله من أجل منع نظام بشار الأسد- بدعم من إيران وبالتعاون مع الميليشيات الشيعية- إكمال سيطرتهم على هذه المنطقة. ويجب قبل كل شيء بذل كل جهد ممكن لإقامة منطقة حظر طيران على القوى المعادية فوق المنطقة الكردية-السورية. وهذا هو عنصر حيوي في التسوية، التي ستمنح للأكراد في شمال سوريا قدرة الدفاع عن أنفسهم.
إن الأكراد السوريين هم عنصر هام في المنطقة، وهم يعملون بجد ضد الميليشيات الجهادية، وفي الوقت نفسه، يحالون إقامة نظام حكم ديمقراطي. وهم حلفاء للولايات المتحدة، وليسوا أعداء لإسرائيل. والتبدلات التي حصلت في سوريا خلقت أمام الغرب فرصة لإقامة وزن كردي مضاد في ظل التشدد الإسلامي المتزايد وتطلعات السيطرة من جانب كل من إيران وتركيا. ومحاولة كبح احتمالات العدوان النووي الإيراني والاتفاق النووي المشوش يتطلبان العمل بحزم لكبح احتمالات أي عدوان تقليدي من جانبها في المنطقة. وعلى عملية الكبح هذه أن تركز على مناطق في سوريا، وليس هناك عملية إستراتيجية فعالة جداً لكبح إيران أكثر من خلق جبهة كردية موالية للغرب في هذه المنطقة. وسيؤدي تعاظم قوة الأكراد في سوريا إلى زيادة الآمال لتحويلها (سوريا) من قوة معادية فعالة ضد إسرائيل إلى منطقة مشتتة وضعيفة نسبياً.
وعلى هامش هذه الأقوال فإنه يجب على إسرائيل أيضاً دراسة احتمال توجيه ردود واضحة على التدخل التركي النشط والمتزايد في غزة، وفي يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، وفي أوساط عرب إسرائيل. ومن شأن وجود واقع إقليم كردي ككيان يتمتع بالحكم الذاتي في إطار سوريا فيدرالية، أو كدولة كردية مستقلة، أن يشكل إشارة للأتراك مفادها بأن لكل الأطراف خاصرة رخوة، وأن هناك ثمناً لإدارة ظهرها للغرب ولقيمه، ولتعاظم العدوانية الإسلامية في فضاء الشرق الأوسط.
 (الميادين)

الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين

شارك هذه المقالة على المنصات التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *