الكرد وكذبة الادعاء للقضية

كوردأونلاين |

يطرح أحدهم بوستاً على صفحته يسأل فيه عن رأي أصدقائه بالمجيء والإقامة في مناطق الإدارة الذاتية (شرق الفرات) وذلك بعد أن ضاقت بهم الأحوال في إحدى دول الجوار وقد تفاجأت حقًا بكم وحجم الردود السلبية حيث يمكنني القول؛ بأن الأغلبية المطلقة كانت تنصحه الذهاب لأي مكان وأن لا يفكر بالمجيء إلى مناطق الإدارة، طبعاً أدرك بأن عدد لا بأس من الردود تأتي من خلفيات سياسية وصراع حزبي أيديولوجي، لكن الأغلبية كانت بحجة المعيشة و”مستقبل الأولاد الدراسي” وللأسف لم أجد أحدهم تطرق للجانب القومي والوطني والارتباط بالقضية والأرض وهذه تعكس حجم الكارثة حيث وبالرغم من كل هذه السنوات الطويلة من العمل السياسي الحزبي وكل تضحيات أبنائنا وبناتنا أن تكون النتيجة صفر وطنيًا وانتماءً للأرض والقضية وذلك بالرغم من كل ادعاءاتنا الجوفاء على الإعلام بتلك الشعارات السياسية عن الوطن والوطنية حتى من صاحب البوست، كونه أحد العاملين بهذا الحقل.

وللعلم هذه ليس بيعًا لوطنيات جوفاء حيث أنا أيضًا تركت الوطن خلفي وبالتالي لست أحسن من غيري ولا أحتاج لمن يذكرني بالعودة إلى “جنة روژآڤا” (سويسرا الشرق)، لكن فقط سأقول لأولئك المخدوعين بسويسرا الغرب وأنا الذي أقيم فيها منذ عقد من الزمن؛ إن كان مستقبل أولادنا سيضيع في سويسرا الشرق، فإن في سويسرا الغرب سيضيع الأولاد أنفسهم.. ونترك لهم الخيار والبندورة والباذنجان فهي متوفرة كعلف انساني كتير إن كانت غايتنا في الحياة فقط المعيشة، نعم أعلم بنفس الوقت مدى ضرورة تأمين الاحتياجات الإنسانية وهذه تقع على عاتق الإدارة الذاتية وكل سلطة إدارية حيث المطلوب منها توفير تلك الاحتياجات وإلا فلتترك الساحة لغيرها دون أن ننسى ظروف الحرب طبعاً، لكن الحياة ليست فقط علف جيد، بل كرامة وطنية ويبدو أن الشخصية الكردية -الغالبية- ونتيجة واقع الاحتلال والاستعباد الطويل لكردستان قد فقدنا تلك الكرامة لفقداننا مفهوم الانتماء لوطن أصلاً!

بير رستم

شارك هذه المقالة على المنصات التالية