يقول المعارض السوري ذي الجنسية التركية؛ خالد خوجة، والذي ترأس ما تسمى ب”الائتلاف الوطني السوري” عام ٢٠١٥م في مقالة له نشرت على صفحته بالفيسبوك مؤخراً عن عودة، أو بالأحرى إعادة النظام السوري للجامعة العربية ومبرراً لتركيا تطبيعها معه، ما يلي؛ “..مع تدويل القضية السورية وضعت الإدارة الأمريكية خياراً وحيداً على الطاولة أمام باقي اللاعبين لتحقيق هذا الهدف مازال سارياً حتى اليوم وهو التحالف مع قوات قسد ومجلسها الديموقراطي كشرط لدعم عملية الانتقال السياسي في سوريا بعد أن خلقت لها قصة نجاح في محاربة داعش واعتمدتها كحليف ، ممّا أوجد مشكلة أمنيّة لتركيا من الناحية العملية لعدم إمكانية ضمان فك سيطرة جبل قنديل المحكوم بقيادات ارهابية من أكراد تركيا على هيكلية قسد ومجلسها المدني ودفَعها لعرقلة تمكين هذا الخيار”.

ويمضي قائلًا؛ “هذا الوضع المسدود فتح المجال لإيران وروسيا لتعزيز تموضعهما داخل سوريا بينما جعل الإدارة في تركيا تغيّر مقارباتها من دعم الثورة ضد النظام إلى ترجيح التفاهم مع مع النظام ضد قسد”.

طبعاً ما يهمنا هنا ليس موقفه من الكرد والإدارة الذاتية وقسد ولا حتى موقفه من قنديل وكيل الاتهامات أو بالأحرى ترديد مقولات الاستخبارات التركية عن قضية اتهام الكردستاني ب”الإرهاب” حيث جميعنا نعلم؛ بأن هذه القضية صيغت وفق المصالح الأمريكية الأوروبية مع تركيا وليس من منطلق حقيقة الأمر ويحكي لنا التاريخ الحديث عن عشرات من هذه السيناريوهات والتي اتهم فيها قوى وأحزاب بالإرهاب ولكن عندما اقتضت مصالح الغرب أن تنفي عنهم التهمة رفعوا عن تلك القوائم، بل ما يهمنا هنا ك”كرد روژآفايين” هو قوله بخصوص الشرط الأمريكي لدعم ما كانت تسمى بالمعارضة السورية، ألا وهو “التحالف مع قوات قسد ومجلسها الديموقراطي”.

طبعاً هو يتغافل عن ذكر محاولة الأمريكان مع بعض الفصائل العسكرية التي كانت محسوبة على قوى المعارضة وكيف أن هؤلاء باعوا أسلحتهم ل”د١عش”، بل أن قسم كبير منهم قاتل إلى جانبهم وبدعم من تركيا، مما أجبر الأمريكان عن البحث عن حليف جديد؛ ألا وهم الكرد من خلال قوات سوريا الديمقراطية وقبلها وحدات حماية الشعب، لكن المهم في الموضوع ليس تبريره لتركيا سلوكها الجديد بخصوص التطبيع مع النظام وإنما هو الإقرار بأن لا يمكن تجاوز الإدارة الذاتية وقوات قسد حيث الشرط الأمريكي لأي دعم قادم، أو الانتقال السياسي، مرتبط بالتحالف مع ذاك الحليف الأمريكي وهذا يجعل الإدارة في موقع قوي في أي حل سياسي قادم في سوريا ويعطي الضمان، كما إنه يعري تركيا وملحقاتها من جماعة المعارضة التركسورية ب”عربها وكردها وتركمانها”؛ بأنهم على استعداد للذهاب والارتماء لحضن النظام في سبيل افشال الإدارة الذاتية وفقط أن لا يحصل الكرد على بعض حقوقهم وبالتالي فإن كان الموقف السابق يدين الجماعات السورية مرة، فإنه يدين عشرات المرات ممن يحسب على (كرد سوريا) -ونقصد تحديدًا المجلس الوطني- وهو يمضي تحت ظل هكذا مشروع معادي لقضايا شعبنا تقوده الفاشية التركية الإخوانية.

بير رستم

شارك هذه المقالة على المنصات التالية