لعب السيد حاجو آغا دوراً بارزاً في الحركة القومية الكردية، و خاصة في غرب كردستان، من آذار عام 1926 و حتى وفاته في نيسان عام 1940. و سعى، مع بقية القوميين الكرد في تنظيم خويبون، إلى إيصال صوت الشعب الكردي إلى مراكز القرار، سواء في الدول العظمى في ذلك الوقت أو في عصبة الأمم.
لم يمنعه انتماءه لقوميته الكردية و التزامه بقضيتها العادلة من الدفاع عن المصالح السورية التي كانت ترعاها السلطات الفرنسية في فترة ما بين الحربين العالميتين. و تؤكد العديد من الوثائق الفرنسية بأنه كان يسعى إلى تشكيل قوة عسكرية كردية.
نعرض لكم ترجمة رسالة أرسلها حاجو آغا إلى القيادة الفرنسية في بدايات الحرب العالمية الثانية:
****
دمشق في السادس و العشرين من شهر كانون الثاني عام 1940
إلى صاحب السيادة الجنرال كايو
سيدي الجنرال
أمام التهديد الذي يخيم على العالم، و بشكل خاص على الوضع الحرج للبلاد الخاضعة للانتداب، أعتبر من واجبي أن أعرض على مقامكم العالي الاقتراحات التالية، التي تفرض نفسها، انطلاقاً من تعلقي العميق بفرنسا، حاميتنا الكريمة، و من أجل بلادي كردستان.
تُعلمنا الأخبار القادمة من داخل تركية عن وجود بعض الاتفاقات السرية بين تركية من طرف و روسيا و ألمانيا من طرف آخر.
في نفس الوقت، لا أنسى بأنه تم التوقيع على بعض الاتفاقات بين فرنسا و انكلترا للتعاون مع تركية ، من أجل الدفاع عن الشرق الأوسط ضد غزو روسي.
في الحالتين، أعتقد بأن الشعب الكردي سيكون مدعواً للاشتراك بمقياس هام في الأحداث التي ستدور في الشرق الأوسط.
يشغل الكرد الحدود التركية-السورية و الحدود التركية العراقية، و هذه الحدود هي على طول أكثر من ألف كيلو متر.
التنظيم العسكري الذي سيتم بين كرد سورية، و خاصة في منطقة كرد-داغ، و جرابلس و الجزيرة العليا، و أيضاً في مناطق شمال العراق، المأهولة بالكرد، سيشكل قوات هامة، إذا أخذنا بعين الاعتبار بأن عدد سكان هذه المناطق يقدر بأكثر من مليون و ثلاثمائة نسمة.
إذا أضفنا إلى ذلك، حوالي أربعة ملايين من الكرد الذين يعيشون في تركية، تبدو أهمية منظمة كردية كل أهميتها.
في حال نكوص الوعد من قبل الأتراك، ستفيد هذه القوة الكردية فرنسا و انكلترا من أجل الدفاع عن الحدود المشتركة.
وفي حالة العكس، فيما إذا بقي الأتراك أوفياء لوعدهم، سيعتبر الكرد من واجبهم، ضمن إطار الجيوش الفرنسية، الدفاع عن بلادهم ضد الغزو الروسي.
الدولة البلشفية، التي تتنكر لتقاليد الشعوب، و تهدم دينهم، و تلغي طبقات المجتمع، و تعمل في البلاد التي تسيطر عليها على سيادة البؤس، و العيب، و اليأس و الحرمان، ستجد أمامها إلى جانب جيوش فرنسا الشعب الكردي كعدو لا يقهر.
حيث أن عدد المتعلمين بين الكرد محدود، يتوجب انجاز تنظيم عسكري ذات نتائج مأمولة بأسرع ما يمكن، لكي يتمكن المشتركون فيه من التدريب بشكل جديّ.
لي الشرف و السعادة، سيدي الجنرال، بأن أشير بان كل الزعماء الكرد يوافقونني في الرأي، و بأن كل الأكراد من أية ديانة سيكونون سعداء بأن يضعوا أنفسهم في خدمة فرنسا، و في خدمة بلادهم.
تفضلوا، صاحب السيادة، بقبول فائق تقديري.
رئيس عشائر الهفيركان في سورية
حاجو
****
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=24336