صدر كتابي ( غرب كردستان ….الربيع الدامي ) عام ٢٠٠٤ عن ” رابطة كاوا للثقافة الكردية ” – أربيل، كتوثيق مباشر، وجامع لكل مايتعلق بالهبة الآذارية الدفاعية المجيدة التي وللأسف لم تتحول الى انتفاضة كردية – وطنية شاملة لاسباب موضوعية، وذاتية جئنا على ذكرها،، فتحتوي صفحات الكتاب المائة والثمانون على سرد تاريخي للوضع الكردي السوري، واحواله، وحركته السياسية، وصنوف الاضطهاد القومي الذي يعانيه ومازال، وحقيقة ماحصل في القامشلي بالقرائن، والمعلومات الدقيقة، وجداول كاملة بأسماء الشهداء ( العشرين ) والجرحى، والمتضررين، والمعتقلين من مختلف المناطق في الجزيرة، وكوباني، وعفرين، وحلب، ودمشق، والذين بلغوا المئات، ونصوص وبيانات من ردود الفعل من جانب التيارات السياسية السورية ان كان سلبا او إيجابا، وبيانات ( مجموعة الأحزاب الكردية ” وردود الفعل من تصريحات، وبيانات، من جانب الأطراف الإقليمية، والتحالف الدولي، والدول الأوروبية، ومنظمات حقوق الانسان العالمية .

لاشك ان بنات وأبناء شعبنا في جميع مناطقهم، وأماكن تواجدهم بدون استثناء، ابلوا البلاء الحسن، وبشكل خاص، الوطنييون المستقلون، والطلبة، والشباب من النساء والرجال، حيث واكبوا ذلك التحول العظيم، الذي حمل العنوان الأبرز وهو : انتقال من مرحلة افول نجم – الأحزاب – في الحركة الكردية، وبداية انتهاء دورها الى أخرى تتطلب إعادة بناء الحركة على أسس جديدة، وبمشروع قومي ووطني مناسب، ومازلنا نعيش مسارها، وضرورات توفير شروط إنجازها الى يومنا هذا .
كثيرون شاركوا وضحوا، وبعضهم مثل الجنود المجهولين لم يحدثوا أي ضجيج اعلامي، والبعض فاجانا – بادوار – لانعلم مدى صحتها، وهناك قاعدة تنطبق على الجميع : كل من ساهم ان كان شهيدا، او جريحا، او متضررا، او داعما من قريب او بعيد كان في خدمة هدف أساسي مباشرة او غير مباشر، وهو : المقاومة السلمية الشجاعة عن الكرامة القومية، والوطنية من جهة، ومن بقي من الاحياء استمراره في العمل على إعادة بناء الحركة الكردية من جديد، والسعي لتوفير شروطها، ولاشك ان بطولات فردية عديدة قد حصلت خاصة من بين الشهداء والجرحى، ولكن العمل الجماعي العام ومن أطياف وتيارات ومناطق مختلفة كان السائد، فلم تظهر بتلك العجالة – قيادات – ميدانية، او كيانات منظمة استقطبت الجمهور الواسع، واستكملت المهام المطلوبة .
وسننشر بهذه المناسبة نص مقابلتي في تلفزيون – روز – في حينها

نص المقابلة التلفزيونية التي اجراها تلفزيون ” روز ” ﻣﻊ اﻟﺴﻴﺪ ﺻﻼح ﺑﺪر اﻟﺪﻳن.
بتاريخ ١٩ – ٣ – ٢٠٠٤-

ﻣﺎ ﺣﺼﻞ كان ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺧﻄﻪ ﻣﺮﺳﻮﻣﻪ كانت ﺗﻬﺪف إﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻣﺮﻳﻦ :
ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺿﺮﺑﻪ اﺳﺘﺒﺎﻗﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻜﺮدﻳﺔ واﺳﺘﻔﺰاز اﻟﻜﺮد ﺑﺈﺑﺮاز ﺻﻮر ﺻﺪام المسؤول عن ﺎﻹﺑﺎدة اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ واﻷﻧﻔﺎل واﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻲ وكذلك ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻷﻧﻈﺎر ﻋﻦ أزﻣﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻤﺘﻔﺎﻗﻤﺔ، واﻟﺰﻋﻢ ﺑﻮﺟﻮد ﺧﻄﺮ اﻧﻔﺼﺎﻟﻲ، واﻟﺨﻄﺔ كانت ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ رﺳﺎﻟﺘﻴﻦ واﺣﺪﻩ إﻟﻰ اﻟﻜﺮد واﻟﻘﻮى اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ ﺑﺄن اﻟﻨﻈﺎم ﻗﻮي و ﺁﻟﺘﻪ اﻟﻘﻤﻌﻴﺔ ﻣﺎزاﻟﺖ كما هﻲ،
ورﺳﺎﻟﺔ للتحالف اﻟﺪوﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق وكذلك اﻹدارة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺑﺄن ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻔﺪراﻟﻴﺔ .ﻟﻜﺮد اﻟﻌﺮاق ﻟﻦ ﻳﺆﻣﻦ اﻻﺳﺘﻘﺮار ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ

لقد ﻣﺎرس اﻟﻜﺮد واﺟﺒﻬﻢ .اﻟﻤﻄﻠﻮب واﻟﻤﺸﺮوع ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ واﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﻨﻔﺲ

اﻟﺨﻄﺔ ﻟﻢ ﺗﻨﺠﺢ ﺑﻌﺪ اﻣﻨﻴﺎ واﻟﺨﺸﻴﺔ أن ﺗﻨﺠﺢ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎَ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺿﺮب اﻟﻜﺮد .ﺑﺎﻟﻌﺮب وإﺷﻌﺎل اﻟﻔﺘﻨﻪ اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ

ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺜﻠﻲ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻜﺮدي اﻟﺬﻳﻦ أداروا اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻔﺎوﺿﻴﺔ ﺣﺘﻰ اﻵن أن ﻳﻌﻮا دﻗﻪ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ وان ﻳﺘﺤﺬروا ﻣﻦ أﻻﻋﻴﺐ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺤﺎول اﻻﻟﺘﻔﺎف وان ﻻ ﻳﺴﻤﺤﻮا ﺑﺘﺤﻮﻳﻞ اﻟﻤﻮﺿﻮع إﻟﻰ ﻣﺴﺄﻟﺔ أﻣﻨﻴﺔ ﺑﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻳﻌﺒﺮوا ﻋﻦ إرادة اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻜﺮدي ﻓﻲ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮق اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻤﺪرﺟﺔ ﻓﻲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ الحركة اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻟﻜﺮدﻳﺔ
.وﺑﺬﻟﻚ ﺳﻴﺴﺘﻄﻴﻌﻮن اﻟﻮﻓﺎء ﻟﺪﻣﺎء اﻟﺸﻬﺪاء واﻟﺠﺮﺣﻰ واﻟﻤﺘﻀﺮرﻳﻦ ﻃﺒﻌﺎ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ اﻟﻤﻠﺤﺔ ﺑﺈﻋﺎدة اﻷﻣﻮر إﻟﻰ ﻧﺼﺎﺑﻬﺎ ﻗﺒﻞ اﻷﺣﺪاث أﻣﺮ ﺟﻴﺪ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ
ﻣﺠﺎل إﻃﻼق ﺳﺮاح اﻟﺴﺠﻨﺎء وﺳﺤﺐ اﻟﺠﻴﺶ واﻷﻣﻦ واﻟﺸﺮﻃﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻜﺮدﻳﺔ وﻟﻜﻦ اﻷهﻢ ﻣﻦ كل ذﻟﻚ ﻋﺪم الارتهان لوعود اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺣﻮل إﻋﺎدة اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ .ﻟﻠﻤﺤﺮوﻣﻴﻦ

هﻨﺎك اﻧﺠﺎزات ﺗﺤﻘﻘﺖ ﺑﻔﻀﻞ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ السلمية اﻟﺮاﺋﻌﺔ وﺗﺤﻮل اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻜﺮدي ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺔ إﻟﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺳﻮرﻳﺔ وإﻗﻠﻴﻤﻴﺔ وﻋﺎﻟﻤﻴﺔ وﻳﺠﺐ اﺳﺘﺜﻤﺎر هﺬا اﻟﺘﻄﻮر ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻤﺜﻠﻲ اﻟﻜﺮد وذﻟﻚ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار اﻟﺘﺤﺮك اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ دون ﺗﻮﻗﻒ ﺣﺘﻰ .ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﻄﺎﻟﺐ وأهﺪاف ﺷﻌﺒﻨﺎ وذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ واﻟﺨﺎرج وﻋﺒﺮ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم

هﻨﺎك ﻣﺤﺎوﻻت ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻹﺿﻌﺎف اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﻜﺮدي اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وذﻟﻚ ﻋﺒﺮ اﻹﺷﺎﻋﺎت واﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎت ذات اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﻌﻨﺼﺮي وآﺬﻟﻚ ﻋﺒﺮ ﻣﺤﺎوﻻت ﺗﻔﺘﻴﺖ اﻟﺼﻒ اﻟﻜﺮدي
،إن كان ﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﻠﺠﺎن اﻟﻤﻤﺜﻠﺔ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎت أو ﻋﺒﺮ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺿﻌﺎف .اﻟﻨﻔﻮس واﻟﺘﻤﻬﻴﺪ ﻟﻤﻮاﻗﻒ اﺳﺘﺴﻼﻣﻴﻪ وﻣﻮاﻟﻴﻪ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ

هﻨﺎك أﻳﻀﺎ ﻧﺸﺎط إﻋﻼﻣﻲ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻳﺼﺐ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺗﺒﺮﺋﻪ اﻟﻨﻈﺎم واﻋﺘﺒﺎر أن اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻃﺮﻓﺎً أو ﻋﺪم وﺟﻮد ﻣﺸﻜﻠﻪ كردية ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺔ أو اﻋﺘﺒﺎر اﻷﺣﺪاث
.ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ اﻣﻨﻴﺎً ﻟﺬﻟﻚ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺤﺮك ﻣﻀﺎد ﻹﻇﻬﺎر اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻧﻌﻮد ﻟﺘﻘﻮل أن اﻟﻤﻬﻤﺔ اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ واﻟﺤﺎﺳﻤﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺿﺮورة اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﺎﺳﻚ اﻟﻘﻮﻣﻲ ، ووﺣﺪة اﻟﻤﻮﻗﻒ وﺻﻴﺎﻏﺔ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ واﺿﺢ وﺣﺎﺳﻢ ووﺿﻊ آلية اﻟﻤﺴﺘﻠﺰﻣﺎت وﺗﻮﻓﻴﺮهﺎ ﻣﻦ اﺟﻞ اﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ اﻟﺘﺤﺮك اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﻋﺪم اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ اﻟﺜﻮاﺑﺖ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ووﻋﻲ اﻟﺠﻮاﻧﺐ واﻟﻤﺆﺷﺮات اﻻﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﻜﺮدﻳﺔ واﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ وﻋﺪم . ﺗﻔﻮﻳﺖ اﻟﻔﺮﺻﺔ اﻵن وﺑﻌﺪ هﺬﻩ اﻷﺣﺪاث تاكد ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ بان هﻨﺎك ﺗﻀﺎﻣﻦ ﺷﺎﻣﻞ وﻣﻌﺒﺮ وﻣﺆﺛﺮ ﻣﻊ ﻗﻀﻴﺔ ﺷﻌﺒﻨﺎ اﻟﻜﺮدي ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺔ ﻓﻤﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ إﻻ ﻧﻜﻮن ﺑﻤﺴﺘﻮى وﻋﻲ .اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ وإدارة اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﻨﻔﺲ المستوى.

شارك هذه المقالة على المنصات التالية