اعتبر رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين عمر أوسي، أن تصريحات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، بأنها منفتحة على الحوار مع الحكومة السورية، «مهمة وإيجابية وخطوة بالاتجاه الصحيح»، معرباً عن أمنيته أن يبدأ الحوار فوراً بين الجانبين، وأن يشمل جميع الأكراد لأن القضية الكردية هي قضية وطنية سورية تحل عبر الحوار السوري- السوري في دمشق.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال أوسي: «رغم أن الجولات السابقة من الحوار بين قسد ومسؤولي الحكومة السورية في دمشق لم تسفر عن أي اتفاق حول المواضيع الخلافية أو نتائج سياسية إيجابية على مر السنوات الماضية، إلا أن تصريحات الأخ مظلوم عبدي قائد «قسد» الأخيرة باتجاه دمشق وطلب مواصلة الحوار وإمكانية الاتفاق مع حكومة دمشق، مهمة وإيجابية وخطوة بالاتجاه الصحيح، في ضوء المستجدات والتطورات الإقليمية في المنطقة، وخاصة ما يشاع من إمكانية (حصول) تقارب تركي سوري وتطبيع الأوضاع بين أنقرة ودمشق».
ورأى أوسي، أنه من الضروري استثمار تصريحات عبدي وانفتاحه على الحوار مع دمشق من دون شروط، متمنياً أن يبدأ الحوار الفوري مع دمشق وأن يشمل الحوار جميع الأكراد (معارضة وموالاة) لأن القضية الكردية هي قضية وطنية سورية بامتياز وشأن داخلي سوري.
وأوضح أن الكرد السوريين لا يثقون بتصريحات رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان ولا بأقواله فهو «يجيد البراغماتية واللعب على الحبال».
وأضاف: «نحن في المبادرة الوطنية للكرد السوريين ومعنا قسم كبير من الأكراد وأغلبية مكونات الشعب السوري لسنا ضد التقارب مع تركيا والشعب التركي، لكن على أساس انسحاب الجيش التركي من جميع الأراضي السورية التي يحتلها وأن يوقف دعمه للمرتزقة والعصابات المسلحة والإرهابيين المحسوبين عليه وألا يتدخل في شؤون سورية، وألا يكون هذا الاتفاق الذي يتحدث عنه على حساب الكرد السوريين أو أي مكون آخر من مكونات الشعب السوري وهو ما أكد عليه الرئيس بشار الأسد في السنوات الأخيرة وبأن لقاءه بأردوغان مرتبط بالانسحاب التركي من الأراضي السورية ووقف دعم الإرهاب».
ولفت أوسي إلى أن حكومة أردوغان ومنذ بداية الأزمة السورية تسببت في تدمير البنية التحتية في سورية والتغيير الديموغرافي والإرهاب والقتل والمجازر التي ارتكبتها مجاميع الإرهابيين والمرتزقة التي أدخلتهم إلى العمق السوري وتسببت في هذه التراجيديا الإنسانية المدمرة للشعب السوري.
وشدد على أن انسحاب المحتل التركي يجب أن يكون شاملاً من الخاصرة الشمالية لسورية ابتداء من إدلب شمال غرب البلاد مروراً بمدينة عفرين بريف حلب ووصولاً إلى مدينة رأس العين بريف الحسكة.
ولفت أوسي إلى أن المسؤولين الأتراك وعلى رأسهم أردوغان مازالوا ينظرون إلى سورية كولاية عثمانية، مشككاً في صدق نياتهم، وأنهم مازالوا يتحدثون عن المناطق الآمنة على طول الحدود السورية التركية المشتركة والعراقية التركية المشتركة في إطار الميثاق المللي التركي عام 1920 ومازالت أطماعهم الاستعمارية الكولونيالية موجودة في سورية والعراق.
وأضاف: «بهذه المناسبة نحن نشيد بهذا التريث السوري فيما يخص التقارب مع تركيا وبمواقف الرئيس الأسد وتمسكه بالثوابت الوطنية السورية، وندعو إلى بدء حوار فوري بين الكرد والحكومة في دمشق واستغلال هذا المناخ الإيجابي لتثبيت الأمن والاستقرار في عموم سورية وفي شمال شرقها وعودة مؤسسات الدولة جميعها إلى تلك المنطقة وإبرام اتفاق تاريخي وطني بين الجانبين، فالمسائل الخلافية ليست مستحيلة الحل ويمكن إيجاد المخارج لها على طاولة الحوار ومن خلال تدوير الزوايا وتقديم بعض التنازلات من الجانبين قبل فوات الأوان».
وتابع: «علينا نحن الكرد ألا نراهن على أي قوة خارجية، فقضيتنا قضية وطنية سورية تحل عبر الحوار السوري السوري في دمشق».
وفي وقت سابق أمس أعلن عبدي في مقابلة نشرتها وكالة «هاوار» الكردية أن «قسد» منفتحة على الحوار مع الجميع وفي مقدمتهم الحكومة السورية ولديهم إيمان بالتوصل إلى حل مع دمشق.
وأوضح أن «قسد» على اتصال مع الحكومة السورية، لكن على دمشق «إعادة النظر بموقفها»
المصدر: الوطن
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=47380