مرسى عطا الله: ضرورة عودة سوريا يا قادة الأمة العربية!

قلبى مع سوريا التى تكالبت عليها الأزمات والمحن والآلام تحت رايات عواصف الفوضى التى دهمت المنطقة قبل 8 سنوات باسم العيش والحرية والكرامة الإنسانية فكانت النتيجة أن فقدت العديد من الدول العربية وعلى رأسها سوريا أمنها واستقرارها تحت أقدام الغزاة الجدد الذين استباحوا التراب السورى ونشروا الظلم والظلام فى كل مكان واستلبوا من أهل سوريا الحد الأدنى من حقهم المشروع فى لقمة العيش.

واليوم وبعد أن أنجزت سوريا جزءا كبيرا من مهمة القضاء على فصائل الإرهاب وعلى رأسها فصيل تنظيم داعش وتمكنت دمشق من رفع أعلامها فوق ما يقرب من 90 بالمائة من مساحة الأرض السورية فإن صوت العقل والضمير فى الأمة العربية يتمنى على قادة الأمة المتجهين إلى قمة عربية وشيكة فى تونس أن يمسكوا بيد سوريا لمساعدتها على استعادة العافية السياسية والاقتصادية والأمنية والخروج من دوامة الأنواء والعواصف التى أحاطت بها، وذلك باتخاذ قرار يمكن سوريا من استعادة مكانها فى جامعة الدول العربية من جديد.

وربما يعزز من صحة ما يتنادى عليه أصحاب العقل والضمير العربى أن مصلحة العمل العربى المشترك أن تعود سوريا لكى تأخذ مكانها كقاعدة متقدمة فى النضال السياسى الشرس الذى فرضه قرار أمريكى جائر وقعه الرئيس ترامب أمس الأول فى حضور نيتانياهو داخل البيت الأبيض وينص على الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة على غرار القرار الجائر الذى اتخذته واشنطن قبل عام مضى بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو ما يمثل انتهاكا صريحا للقانون الدولى ومقررات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقدس والجولان منذ اغتصاب فلسطين عام 1948.

إن عودة سوريا إلى الجامعة العربية سوف تمثل نقطة تحول على طريق إزالة الأثار التى أفرزتها عواصف الفوضى فى المنطقة طوال السنوات العجاف، كما أنها تسهم فى تعزيز الجهد العربى بشأن القدس والجولان فليس هناك من هو أقدر على الدفاع عن الجولان من وجود دولة سورية قوية مدعومة من أمتها العربية. إن قرارا على مستوى القمة بشأن سوريا سوف يفتح أبواب الأمل أمام شعوب الأمة بعد سنوات عجاف كان فيها اليأس قد سد علينا كل سبيل!

خير الكلام:

<< البداية هى نصف كل شيء.. والإرادة هى نصف المعرفة!

“الأهرام”

أضف تعليق