رسالة ونداء للرئيس مسعود بارزاني
بير رستم
سيادة الرئيس مسعود بارزاني؛ لماذا تصرّ على تقزيم دورك الكردستاني، نعم نعلم بأن بعد الاستفتاء هناك من طلب إبعادك عن المشهد السياسي، إن كان داخل العائلة أو من قبل دول لها مصالحها في العراق، وبالمقدمة منها بريطانيا الكولونيالية، كما أن مصالحكم العائلية وكذلك الحزبية كطرف سياسي؛ الحزب الديمقراطي الكردستاني وتنافسكم مع الأطراف الكردية الأخرى للسيطرة والنفوذ، يلعب دوراً كبيراً في إنزياحكم لجانب تركيا، لكن سيادة الرئيس أنت في نظر أغلب الشعب الكردي تعتبر أباً روحياً ووريث والدك الراحل؛ ملا مصطفى بارزاني، الأيقونة الكردية في العصر الحديث، وهذا ما كان أغلب شعبنا يتأمله منك وما زال؛ بأن تكون أباً وقائداً وزعيماً وطنياً كردستانياً، تتعالى على العائلية والعشائرية والحزبايتية، لكن هناك من لم يرد لك ذاك الدور، وأنت وبكل أسف تنازلت عن دور الزعيم الوطني لتكون على مقاس مسطرتهم العائلية والحزبية.
لكن ما زالت الفرصة موجودة إذا أردت فعلاً أن تقود المرحلة والأمة حيث هناك نداء العمال الكردستاني ما زال قائماً لانعقاد مؤتمر وطني كردستاني تحت قيادتك، وها هو الاتحاد الوطني الكردستاني وبتصريح من زعيمها الشاب؛ بافل طالباني، قد أكد بأنه ترجى منك تلبية طلب شخصي له؛ بأن تقابل القائد الروژآڤاوي مظلوم عبّدي، وها أن الأخير يبدي استعداده للقاء وبأن تقوم بهذا الدور الأبوي الراعي للقضية، ويوافقه في ذلك أغلب شعبنا، بل هو ونحن كنا وما زالنا نتأمل منكم أن تقودوا هذا الشعب، كما قاد موسى شعبه في الخلاص من جور فرعون، وأنت عليك أن تقود الكرد للخلاص من جور فرعون العصر (أردوغان) وذلك بأن تستقبل هولير كل الأطراف والقيادات الكردستانية، ورجالات الثقافة والفكر، لانعقاد مؤتمرنا الكردي الأول، بدل أن تستقبل وكلاء تركيا وميليشياتها التي تقتل شعبنا وتدمر مناطقنا وتقوم بتغيير ديموغرافيتها وبأوامر من أردوغان وحكومته الفاشية وجماعة الاخوان.
سيادة الرئيس مسعود بارزاني؛ حاول أن تعيد وجه ذاك الأب الحنون الطيب والذي كنا نراه في وجهك وذلك قبل أن يحولوك البعض ل”يهوذا الأسخريوطي”، وأعذرني على هذه القسوة فهي ناتجة عن محبتنا وحرصنا على عودة النقاء لهذا الوجه الأبوي الكردي، وللعلم سيادة الرئيس؛ فإن الأعداء لا يحبون ولا يحترمون من يتنازل لهم، بل من يأخذون مواقف صلبة لأجل قضايا شعبهم وأنت كنت كذلك في مواقف كثيرة وحاول أن تستعيد مجدداً ذاك الدور الوطني.. وبالمناسبة ولكي تعيد ذاك الدور، عليك أن تستبدل مستشاريك الحاليين بمن يحملون هماً وحباً كردستانياً وليس حقداً وغلاً حزبياً ضد الأطراف الكردستانية الأخرى.. نأمل حقاً أن تلقى هذه الرسالة صدى لدى هولير لتصبح بحق قبلة كل الكرد وعاصمتهم الكردستانية الحبيبة وليس فقط عاصمة للبارزانيبن.