الجمعة, ديسمبر 27, 2024

آلاف العلويين يتظاهرون في سوريا وقتيل في حمص

تظاهر آلاف السوريين من أبناء الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس المخلوع بشار الأسد، الأربعاء في عدد من المدن بعد تداول مقطع فيديو يظهر اعتداء مفترضا على مقام للطائفة في حلب، وقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل متظاهر في حمص.

في موازاة ذلك، قُتل 14 شخصا في اشتباكات بمحافظة طرطوس (غرب) بعد أن حاولت قوات الأمن اعتقال ضابط عسكري تولى مناصب في عهد الأسد مرتبطة بسجن صيدنايا، وفق المرصد.

والتظاهرات هي الأولى للعلويين منذ أن أطاح تحالف فصائل معارضة بقيادة هيئة تحرير الشام الإسلامية الأسد ودخل دمشق في الثامن من كانون الأول/ديسمبر في هجوم خاطف استمر 11 يوما سيطر خلاله على قسم كبير من البلاد.

وبعدما حكم البلاد مدى 24 عاما، فرّ الأسد إلى موسكو مع تخلي الحليفين الروسي والإيراني عنه، ما مثّل نهاية أكثر من 50 عاما من حكم عائلة الأسد لسوريا.

وأفاد المرصد وشهود بخروج آلاف السوريين العلويين إلى الشوارع في طرطوس واللاذقية وجبلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، حيث معاقل هذه الأقلية.

كذلك أشار إلى اندلاع احتجاجات مماثلة في بانياس وحمص حيث ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الشرطة فرضت حظرا للتجول بين السادسة مساء والثامنة صباحا.


وأعلنت السلطات في جبلة أيضا فرض حظر للتجول.

في حمص، أفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن فرانس برس بأن “متظاهرا قُتل وأصيب خمسة آخرون بعدما أطلقت قوات الأمن (…) النار لتفريق المتظاهرين ضد الهجوم على المقام”.

– “إثارة الفتنة” –

الاحتجاجات الغاضبة اندلعت على خلفية فيديو تم تداوله الأربعاء على شبكات التواصل الاجتماعي يظهر “اعتداء مسلحين” على مقام أبو عبد الله الحسين الخصيبي في منطقة ميسلون بمدينة حلب شمال البلاد.

لكن وزارة الداخلية السورية شدّدت على أن الفيديو “قديم ويعود لفترة تحرير” المدينة، مشيرة إلى أن الفعل “أقدمت عليه مجموعات مجهولة”.

وحذّرت الوزارة في بيان من أن “إعادة نشر” المقطع هدفها “إثارة الفتنة بين أبناء الشعب السوري في هذه المرحلة الحساسة”، مشددة على أن “أجهزتنا تعمل ليل نهار على حفظ الأملاك والمواقع الدينية”.

وتبذل السلطات الجديدة جهودا لطمأنة الأقليات في بلد أنهكته الحرب.

في جبلة، أطلق متظاهرون هتافات تطالب بسلام عابر للطوائف، وفق ما أفاد وكالة فرانس برس المتظاهر علي داوود.

وفي اللاذقية، ندّد محتجون بـ”انتهاكات ضد الطائفة العلوية”، وفق متظاهر لفت إلى أنه “حاليا تلقى دعوات الهدوء آذانا صاغية… لكن الوضع يمكن أن ينفجر”.

– اشتباكات في طرطوس –

في طرطوس، أفاد المرصد أن “14 من عناصر قوى الأمن العام” في الإدارة السورية الجديدة و”ثلاثة مسلحين” قتلوا بعد أن حاول عناصر الأمن اعتقال ضابط “شغل منصب مدير إدارة القضاء العسكري ورئيس المحكمة الميدانية” وهو “أحد المسؤولين عن جرائم سجن صيدنايا”.

وقال المرصد إن “شقيق المطلوب وشبانا مسلحين من أتباع الضابط طردوا الدورية من القرية، ونصبوا كمينا لهم قرب القرية، واستهدفوا إحدى سيارات الدورية، مما أدى إلى مقتل 6 عناصر وإصابة آخرين من قوى الأمن العام”.

من جهة أخرى، أفاد مسعف في “الخوذ البيضاء” (الدفاع المدني) وناشط الأربعاء بالعثور على مقبرة جماعية في سوريا من المحتمل أنها تضم رفات معتقلين سجنتهم السلطة السابقة إبان حكم بشار الأسد أو مقاتلين قضوا خلال النزاع.

وشاهد فريق من فرانس برس الأربعاء في أرض قاحلة تبعد نحو ثلاثين كيلومترا شمال شرق دمشق، حفرا مصفوفة بجانب بعضها البعض، تشكل خندقا عمقه أكثر من متر، ويغطي كل منها ألواح خرسانية تم تحريكها.

وأمكن رؤية أكايس عدة، وقد أفاد صحافي في فرانس برس برؤية كيس يحتوي على جمجمة بشرية وعظام.

وقال عبد الرحمن مواس من الدفاع المدني عبر الهاتف لفرانس برس “دخلنا إلى ما نعتقد أنه مقبرة جماعية قرب جسر بغداد ووجدنا قبرا مفتوحا في داخله سبعة أكياس بيضاء مليئة بالعظام”، وذلك بعد أن زارت فرقه الموقع مؤخرا.

منذ سقوط نظام الأسد، بدأت السلطات الجديدة والسكان حول العاصمة في تحديد المواقع التي من المحتمل أنها تضم مقابر جماعية.

– إتلاف مليون قرص كبتاغون –

على صعيد آخر، أحرقت السلطات الانتقالية في سوريا كميات كبيرة من المخدّرات، منها نحو مليون قرص كبتاغون، كانت تنتج على نطاق واسع خلال حكم الأسد.

وأفاد مصوّر فرانس برس بأنّ عناصر أمن أشعلوا النار في كميات من القنب الهندي وصناديق من عقار الترامادول ونحو خمسين كيسا صغيرا تحتوي على أقراص كبتاغون وردية اللون في باحة المربع الأمني للنظام السابق بدمشق.

وحبوب الكبتاغون من المخدرات السهلة التصنيع ويصنّفها مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة على أنّها “أحد أنواع الأمفيتامينات المحفّزة”، وهي عادة مزيج من الأمفيتامينات والكافيين ومواد أخرى.

شهد حكم بشار الأسد إنتاج الكبتاغون بكميات كبيرة، ما أدى إلى تحويل البلاد إلى دولة مخدّرات وإغراق الأسواق في الشرق الأوسط بهذه المادة، وهي آفة وصلت إلى العراق المجاور وإلى دول الخليج مثل السعودية.

وحوّل الكبتاغون سوريا إلى أكبر دولة في العالم تعتمد على عائدات المخدرات البالغة أكثر من عشرة مليارات دولار، وأصبح أكبر صادرات سوريا متجاوزا جميع صادراتها القانونية مجتمعة، وفقا لتقديرات مستمدة من بيانات رسمية جمعتها وكالة فرانس برس خلال تحقيق أجري عام 2022.

وأدى النزاع الذي اندلع عام 2011 في سوريا بعد حركة احتجاجية سلمية تم قمعها بعنف، إلى مقتل أكثر من نصف مليون شخص ونزوح الملايين داخل البلاد وخارجها.

المصدر: أ ف ب

شارك هذه المقالة على المنصات التالية