الإثنين, يناير 27, 2025

الكردي عندما يبرر سلوك تركيا العدواني؛ هل هو جبن سياسي وجلد لذات مقهورة، أم خيانة وعمالة؟!

بير رستم

هناك دائماً من يحاول أن يبرر لتركيا عدوانها وعدائها للكرد وقضاياهم، طبعاً لا نقصد أتراك أو عرب مستتركين بفكر إخواني أو طوراني وإنما قصدنا من هم من بني جلدتنا من الكرد وتحديداً البعض الذي يعمل في مجالي الثقافة والسياسة، وهؤلاء هم أخطرهم على قضايا شعبنا وذلك لم لهم من تأثير على المحيط الشعبي من جانب من جهة ومن جهة أخرى لاستغلال تركيا لمواقف هؤلاء لأجل تبرير مشاريعها العدائية ضدنا!

وللتوضيح فقد كتب مؤخراً أحد هؤلاء العاملين في حقل الثقافة منشوراً؛ يناقش فيه “مستقبل المفاوضات بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، محملاً الولايات المتحدة وحزب العمال الكردستاني جزءاً كبيراً من المسؤولية في حال فشلها”.

مبرراً ذلك بالقول: “أن حزب العمال الكردستاني أصرّ على فرض هيمنته على الكرد السوريين، مما أدى إلى صدامهم مع تركيا، رغم عدم وجود مصلحة لهم في ذلك. ويشير إلى أن المشكلة الأساسية للكرد كانت دائماً مع دمشق، لا مع أنقرة، منتقداً تحويل الصراع إلى عداء دائم مع تركيا”.

طبعأ لا ننفي مدى تأثير كل من الولايات المتحدة الأمريكية والعمال الكردستاني على مجريات الأحداث في سوريا، إن كان من خلال قسد وتطور الأوضاع في شمال وشرق سوريا أو في سوريا عموماً، وكذلك لسنا في وارد نفي مدى تأثير المنظومة العمالية على الطرف السياسي الذي يتحكم في مفاصل الإدارة الذاتية.

وإنما مأخذنا على لي عنق الواقع والحقيقة في المقال وذلك حينما وذلك حينما يدعي كاتبها ويقول؛ بأن “هيمنة العمال الكردستاني على الكرد السوريين، أدى إلى صدامهم مع تركيا”! ولا نعلم متى اصطدم الكرد السوريين -وهو هنا يقصد قسد- مع تركيا حيث لم تطلق رصاصة واحدة من جانب الإدارة وقسد على تركيا، بل هذه الأخيرة كانت وما زالت تريد القضاء على أي “خيمة كردية ولو في أفريقيا”!!

للأسف هناك، وكما قلنا في مقدمة المقال، من يريد أن يبرر دائماً لتركيا عدائها ويحمّل الكرد أو المنظومة العمالية الكردستانية تبعات جرائم تركيا، فهل هو جبن سياسي وجلد الذات المقهورة أم سلوك المستعبد الذي لا يمكن أن يتصور الخطأ في سلوك السيد.. أم الحقد الحزبي والإرث القبلي في عداء الأخ والوقوف مع الجاني والغازي المحتل، أم الإرتزاق والخيانة للشعب والقضية.

تركيا وعلى لسان عدد من قادتها، وأولهم أردوغان، صرحوا مراراً وتكراراً؛ بأنهم لن يقعوا في نفس الخطأ الذي وقعوا به وذلك عندما “سمحوا بولادة إقليم كردي على حدودهم في الجانب العراقي بحيث يتكرر نفس الأمر على حدودهم مع سوريا!”، وهذه تكشف وتوضح سلوك تركيا العدائي ضد شعبنا ويأتي من يبرر لها ذاك السلوك العدواني وهو يحمّل تبعاته من خلال مقولة كاذبة عن “صدام هذه الأخيرة مع تركيا!”.. بالله خبرونا متى اصطدمت قسد مع تركيا!

شارك هذه المقالة على المنصات التالية