من هي الخلايا النائمة لإيران في مناطق شمال شرقي سوريا وكيف تعمل

من هي الخلايا النائمة لإيران في مناطق شمال شرقي سوريا وكيف تعمل
25d9258125d825b525d825a725d825a625d925842b25d825a725d9258a25d825b125d825a725d925862b25d9258125d9258a2b25d825b325d9258825d825b125d9258a25d825a7-1369189
منذ تحرير مناطق شرقي الفرات من تنظيم داعش تتواصل هجمات مستمرة ضد القوات العسكرية بالإضافة إلى عمليات نوعية تستهدف في بعض الأحيان القوات الامريكية التي تتواجد ضمن مناطق شرقي الفرات، الامر الذي يثير نوعاً من الريبة والشك فهل يا ترى من يقف خلف هذه العمليات النوعية والتي تستهدف في غالبية الأحيان العمق الأمني والعسكري في هذه المناطق.
لعل داعش وجبروتها التي سقطت في مناطق شمال شرقي سوريا وانتهاء الخلافة المزعومة التي كانت تدعيها وانتقال الحرب ضد داعش من المرحلة العسكرية إلى الأمنية أو الاستخباراتية كان الفرصة الملائمة لكافة الأطراف المتصارعة على الأراضي السورية من تنفيذ عملياتها وهجماتها تحت عباءة داعش، “النظام السوري، إيران، روسيا، تركيا، بالإضافة إلى العديد من الدول الاوربية التي قامت بإرسال الجهاديين إلى سوريا وذلك من خلال عمليات دقيقة للغاية وبكامل السرية”.
إلا أن أبرز تلك القوى التي كانت تعمل في الخفاء منذ ظهور تنظيم داعش وحتى يومنا الراهن هو النظام السوري الذي ودون أي شك استطاع من العمل بشكل منظم ودقيق للغاية واختراق وتشكيل أكبر قدر ممكن من الخلايا النائمة،  النظام السوري والذي استطاع وفي أوج ظهور تنظيم داعش من رفع العلم السوري فوق المؤسسات الأمنية والعسكرية لداعش كان مؤشراً قوياً على أن النظام السوري استطاع من الوصول إلى العمق السوري فمن كانت الأدوات التي استخدمها النظام السوري في عملياته في الرقة ودير الزور.
سرايا الجيش العربي السوري
أحد التنظيمات الاستخباراتية التي ظهرت أثناء تمدد داعش على الجغرافية السورية هي “أنصار الجيش العربي السوري” والتي رفعت شعار “مدني سلمي سري نسبة الخطأ فيه يجب أن تكون صفراً” والتي كانت تقوم بعمليات بغاية الدقة ضمن تجمعات تنظيم داعش وكانت تستهدف بالفعل القوات العسكرية والأمنية سواءً الأجنبية أو المحلية للتنظيم.
ممن لا شك فيه فأن أنصار الجيش العربي السوري التي تأسست في الرقة في عام 2014 كانت بعد سيطرة داعش على مدينة الرقة حيث نقلت عوائل الرقة من قبل النظام السوري إلى العاصمة دمشق واللاذقية فيما حجزت بعض الفنادق بشكل كامل للعوائل الرقاوية، فيما افتتحت عدد من مراكز التدريب في العاصمة ووصل نسبة المنضمين من أبناء مدينة الرقة إلى أرقام مرتفعة للغاية وذلك تحت حجة “رح نرجع على رقتنا”
كانت نسبة العناصر الذين انهوا تدريبهم وأرسلوا من العاصمة دمشق في عام 2014 إلى محافظة الرقة 450 عنصراً ناهيك عن عشرات لا بل المئات من عناصر الدفاع الوطني الذين تطوعوا في هذا العمل لتحرير مدينة الرقة وعلى هذا الأساس أوكلت إلى جهاز أمن الدولة في الرقة مهمة الدعم اللوجستي والعسكري للعمليات التي ستقوم في الرقة والتي تجري والخطيط ودراستها.
قام جهاز أمن الدولة بتخصيص ميزانية للعناصر العاملين ضمن سرايا أنصار الجيش العربي السوري وكانت في الوقت آنذاك 25.000 ألف ل.س أي ما كان يقارب (170 دولاراً امريكياً)
وعلى هذا الأساس قامت الخلايا بالدخول إلى مدينة الرقة والانخراط ضمن التنظيم والوصول في بعض الأحيان إلى مراكز حساسة لها.
كانت أولى الخطوات التي اتخذت في ذاك الوقت هو رفع العلم السوري فوق المؤسسات التي تتبع لداعش وكتابة العبارات التي تعد بعودة الجيش السوري إلى مدينة الرقة وقرب تحريرها، هذا الامر الذي أثار موجة من الاستهجان والدعم من قبل الرقاوين لدعم الخلايا النائمة لا بل وتقديم كافة المساعدة لهم.
أبرز العمليات التي قامت بها سرايا الجيش العربي السوري في الرقة والطبقة
الحديث عن العمليات التي قامت بها هذه التنظيمات ضمن الرقة والطبقة لا ينتهي إلا أننا سنسرد أحد العمليات البارزة التي قامت بالمشاركة بها وتكللت بالنجاح وهي العملية التي أفضت إلى تحرير ما يقارب 250 جندياً من النظام السوري من مطار الطبقة، حيث ظهرت في  عام 2014 فيديوهات تظهر فيها عدة عربات من نوع قاطرة مقطورة تقوم بنقل شبان يجرون بسرعة فائقة، ويتحدث خلال أحدى الفيديوهات أحد الأشخاص ويقول أنهم جنود المحررين من مطار الطبقة العسكري، وبعد مضي ما يقارب  48 ساعة عن انتشار هذه الفيديوهات نشر تنظيم داعش اعدام 250 شخصاً مجهولاً ادعت بأنهم عناصر الجيش السوري، فالسؤال هنا من قامت داعش بإعدامهم؟؟.
بعد الاتفاق الذي جرى في بلدة الهورة الواقعة غربي محافظة الرقة بين قيادات من حزب البعث وقيادات من لواء أويس القرني أحد التشكيلات العسكرية من الجيش الحر التي كانت تتواجد في الطبقة تقرر تسليم كافة العناصر الذين يحتجزهم اللواء ممن كانوا في مطار الطبقة بالإضافة إلى حل اللواء لنفسه كما أنه تقرر بأن يتم تصفية كافة أعضاء فصيل من خلال ارتدائهم للباس الجيش السوري.
لعل أبرز تلك التناقضات التي ظهرت من خلال تصريحات النظام السوري حول احتجاز لواء اويس القرني 100 مقاتل فيما قامت داعش بعد سيطرتها على كامل الطبقة بإعدام 250 عنصراً مدعيتاً بأنهم من الجيش السوري.
لعل هذه الواقعة هي خير مثال على العمليات التي قامت بها سرايا الجيش العربي السوري في مدينة الرقة والطبقة والتي لاقت تعاطفاً بشكل كبير مع النظام السوري على الواقعة التي استهدفت الجنود اللذين كانوا من الخدمة الإلزامية في مطار الطبقة.
تحرير الرقة والطبقة من تنظيم داعش وسيطرة قوات قسد عليها.
النشاطات التي كانت تقوم بها هذا التنظيم “سرايا الجيش العربي السوري” لم تتوقف بل أستمرت أيضاً لتشمل القوات العسكرية التي قامت بتحريرهم من تنظيم داعش، حيث شنت هذه التنظيمات سلسلة من العمليات النوعية استهدفت من خلالها قوات قسد بالإضافة إلى قوات الامن الداخلي بشكل مستمر.
هذه العمليات التي أقدمت عليها هذه الميلشيات لم تتوقف إلى هذا الحد فقط بل عمدت ولكي تبعد الشبهات عن نفسها بتأسيس تشكيل مشابه لها من ناحية المضمون والاهداف فقامت بتشكيل “المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية” المدعوم إيرانياً لتشمل عملياتها كافة المنطقة الشرقية وتستهدف بشكل مباشر القوات الامريكية والأجنبية ضمن التحالف الدولي بالإضافة إلى استهداف قوات قسد بشكل غير شرعي، حيث أن النظام البعثي لم يتبنى هذا التشكيل العسكري منذ تأسيسه وحتى الان.
لماذا تقوم هذه التنظيمات بعمليات عسكرية ضد القوات العسكرية في المنطقة الشرقية
تنتهج حكومة البعث إحدى أكثر السياسات خبثاً ومكراً حيث تحاول ومن خلال التهرب من المسؤولية إبراز نفسها في موقف الضحية، الحصار الاقتصادي الذي تعاني من الدولة السورية والعقوبات المفروضة عليها من كافة الجوانب تلجأ بهدف التهرب منها على إبراز نفسها بأنها هي الضحية لهذا تقوم الدولة التركية بتحميل مناطق شمال شرقي سوريا مسؤولية الحصار الخانق الذي تعاني منه فيما تحرض بذلك مشاعر المتواجدين في مناطق شمال شرقي سوريا بأن شرقي الفرات هو الشوكة في حلق الدولة السورية لهذا تلجأ الدولة السورية بذلك لإهمال المنطقة الشرقية بشكل كامل وعدم الاكتراث لها.
من جانباً أخر يستهدف النظام البعثي وبشكل مباشر القوات العسكرية من خلال الآلة الإعلامية التي يمتلكها معتمداً على أسلوب التضليل الإعلامي والحرب النفسية ضد الشعب، لعل هذه الأسباب تعد أخطر من الحرب العسكرية التي تشن على منطقة كون العواقب من خلال هذه الأساليب تعد وخيمة للغاية.
Dar news
2019-04-29
Scroll to Top