قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الأربعاء خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس السلطة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع إنه “عرض على الشرع التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية من أجل التصدي لداعش”، لافتا إلى أن باريس ستدعم تنفيذ أي اتفاق بين السلطات السورية والإدارة الكردية
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أهمية التعاون مع سوريا لمواصلة التصدي لتنظيم داعش الإرهابي، مؤكدا على أن وجود داعش في سوريا تهديد للسلام والأمن الدوليين.
كما أشاد ماكرون بالاتفاق الذي وقعه القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي مع الشرع في 10 مارس في دمشق وقال “أحيي الجنرال مظلوم وأنت..” داعياً إلى تطبيق اتفاقيات مشابهة مع المكونات السورية الأخرى.
وعلى مدى الأشهر الماضية، اضطلعت فرنسا بدور الوساطة بين الشرع والأكراد في وقت قالت فيه مصادر إن الولايات المتحدة ستخفض قواتها البالغ قوامها ألفي جندي في سوريا إلى النصف خلال الأشهر المقبلة.
وتجري باريس محادثات مع الولايات المتحدة حول كيفية التعامل مع انسحاب القوات الأمريكية وكيف يمكن لفرنسا أن تلعب دورا أكبر. وصرح ماكرون بأنه يسعى لإقناع الولايات المتحدة برفع العقوبات وتأخير انسحاب القوات، لأن ذلك قد يُزعزع استقرار سوريا في هذه المرحلة الانتقالية.
كما شدد ماكرون خلال المؤتمر على ضرورة “حماية جميع السوريين من دون استثناء” بصرف النظر عن “أصلهم ودينهم ومعتقدهم وآرائهم”.
وأكد ضرورة “ملاحقة ومحاكمة مرتكبي” أعمال العنف الطائفية ضدّ الدروز في أيار/مايو ومرتكبي “المجازر” بحق العلويين في آذار/مارس، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 1800 شخص بينهم عناصر من الأمن ومسلحين مرتبطين به، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وشدّد الشرع على أنّ “سلامة المواطنين السوريين هي أولويتنا القصوى، وقد أكدنا ذلك للرئيس ماكرون اليوم”.
وأثارت الاشتباكات الطائفية والانتهاكات التي وثّقتها منظمات غير حكومية، الشكوك حول قدرة السلطات التي تولت الحكم بعد إطاحة الرئيس بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر، على ضبط مقاتلين متطرفين مرتبطين بها.
وتزامنا مع زيارة الشرع، تظاهر عشرات في باريس ينتمون لأقليات دينية سورية، رافعين شعارات تدعوه الى “الرحيل”.
الى ذلك، كشف الشرع أن دمشق تجري عبر وسطاء “مفاوضات غير مباشرة” مع اسرائيل التي شنّت مئات الغارات الجوية خلال الأشهر الأخيرة وكررت تهديداتها للسلطات الجديدة في سوريا.
وقال “بالنسبة للمفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل، هناك مفاوضات غير مباشرة تجري عبر وسطاء لتهدئة الأوضاع ومحاولة امتصاص الوضع لكي لا تصل الامور الى حد يفقد السيطرة عليه من كلا الطرفين”.
وكرر الشرع مطالبة الدول الغربية برفع العقوبات التي فرضتها على دمشق خلال حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وقال “هذه العقوبات وضعت على النظام السابق بسبب الجرائم التي ارتكبها وقد زال هذا النظام، وزوال النظام يجب أن تزول معه هذه العقوبات، وليس هناك أي مبرر لبقاء العقوبات”.
وفي حين دعا ماكرون الاتحاد الأوروبي الى “فرض عقوبات منهجية على مرتكبي هذه الجرائم” ذات الطابع الطائفي، أعرب عن تأييده لمواصلة “الرفع التدريجي للعقوبات الاقتصادية الأوروبية” إذا تمكّنت السلطات الحاكمة من تحقيق الاستقرار في سوريا.
وشدد الرئيس الفرنسي على أنه سيدفع في اتجاه رفع الاتحاد الأوروبي عقوباته المفروضة على سوريا في حزيران/يونيو، داعيا واشنطن بدورها الى “الإسراع في رفع العقوبات” عن البلاد التي بات 90 في المئة من سكانها تحت خط الفقر، بحسب الأمم المتحدة، بعد 14 عاما من نزاع مدمّر أسفر عن مقتل مئات الآلاف.
وتعرّض ماكرون لانتقادات شديدة من اليمين الفرنسي واليمين المتطرف بسبب دعوته للشرع الذي كان زعيما لجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، قبل أن تعلن فك ارتباطها معه.
وأعربت زعيمة “التجمع الوطني” مارين لوبن عن “الصدمة والاستياء” واصفة الرئيس السوري بـ”الجهادي الذي انضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة”.
وأكّدت دوائر الرئيس ماكرون أنها على دراية بـ”ماضي” بعض المسؤولين السوريين وهي حريصة على “عدم التساهل” مع “الجماعات الإرهابية”.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو عبر إذاعة “آر تي ال”، “أن عدم الانخراط في حوار مع هذه السلطات الانتقالية سيكون غير مسؤول تجاه الفرنسيين، وسيكون خصوصا بمثابة فرش السجادة الحمراء لتنظيم الدولة الإسلامية”.
وأوضح أن “مكافحة الإرهاب وضبط تدفق المهاجرين وضبط تهريب المخدرات” علاوة على “مستقبل لبنان”، “كل هذا مرتبط بشكل كبير بالوضع في سوريا”.
وكالات
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=68558