بتوجيهٍ من الاستخبارات التركية، أصدر معظم المكاتب الأمنية لميليشيات ما سمي بـ”الجيش الوطني السوري” قبل عيد الأضحى بأسبوع تعاميم وتوجيهات شفهية لمخاتير القرى وسائقي حافلات نقل الركاب، بوجوب تبليغها بأسماء مواطني منطقة عفرين القادمين بقصد العودة الدائمة أو الزيارة، وقد أرسل المخاتير مقاطع صوتية بهذا المضمون عبر مجموعات الواتس آب، دون أن يلقى هذا التعميم تنفيذاً فعلياً إلّا جزئياً، إثر استهجان شعبي عام.
ومن جانب آخر نظراً لتدهور حال طرقات القرى في المنطقة خلال سنوات الاحتلال التركي منذ عام 2018م، نتيجة تدني الخدمات العامة، وإثر مغادرة نسبة كبير من المستقدمين، تمّ إصلاح الطرقات وإزالة الأوساخ والمخلفات بمبادرات أهلية في “مدينة عفرين، ميدانكي، قاسم، زركا، كيلا، كوركان فوقاني، تلف، خلنير، كمروك، كؤرا، كوليا، كوبكه، آفراز” وغيرها.
فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:
= الاعتداء على مدنيين:
– بتاريخ 2/6/2025م ليلاً، قام مسلّحان ملثمان يستقلان دراجة نارية بالاعتداء على المواطن “حنان رشيد كوربلو /45/ عاماً” من أهالي قرية “خلالكا”- بلبل وضربه ضرباً مبرحاً بعد تقييده، وسرقة مبلغ مالي منه وتركه، وذلك أثناء تواجده في حقل عنب له لأجل حراسته من السرقات والرعي الجائر، واستدعت حالته نقله إلى مشفى في عفرين لتلقي العلاج.
– ثاني أيام عيد الأضحى 7/6/2025م ليلاً، قام أربعة مسلّحين ملثمين يستقلون دراجات نارية بمداهمة منزل المواطن “فائق منان حبش /74/ عاماً” وزوجته أمينة في قرية “بيباكا” – بلبل، والاعتداء عليهما بالضرب بعد تقيديهما لدرجة كسر فكي أسنان الزوجة الصناعيين، وسرقوا منهما أربعة أسوار ذهب وجهازي هاتف جوّال، ثم لاذوا بالفرار.
= الاعتداء على طفل:
إثر شجار بين أطفال في قرية “حسيه/ميركان” – مابتا/معبطلي، مساء 26/5/2025م، أقدم والد أحدهم المدعو “محمد أبو حورية” المنحدر من الرقة بالاعتداء على الطفل “حسين مصطفى محمد /11/ عاماً” من أهالي القرية وضربه ضرباً مبرحاً، مهدداً والده إذا اشتكى؛ حيث أجاب الأمن العام على المشتكي الأب بأنّ ميليشيا “فرقة السلطان سليمان شاه- العمشات” المسيطرة على القرية هي المسؤولة عن هكذا أمور، في حينه.
= اعتقالات تعسفية:
– بتاريخ 7/6/2025م، بناءً على طلب الاستخبارات التركية، داهمت دورية مشتركة من الأمن العام وميليشيات “فرقة الحمزات” قرية “قره كول” – بلبل، لتعتقل الشاب “آزاد إسماعيل سيدو /21/ عاماً”، بينما لاذ الشاب “رشيد أحمد محمد /21/ عاماً” بالفرار، حيث تمّ نقل الأول إلى مركز مدينة عفرين، فيما قام الثاني بتسليم نفسه إلى مركز بلبل في اليوم التالي، وقد أطلق الأمن العام سراحهما في 8/6/2025م.
يُذكر أنّ الشابين قد عادا إلى قريتهما يوم وقفة عيد الأضحى 5/6/2025م بعد سبع سنوات من النزوح القسري، واعتقلا بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة.
– وأيضاً بتاريخ 7/6/2025م، دورية لجهاز الأمن العام بمفرق طريق قلعة النبي هوري، اعتقلت الشاب “دليل محمد رشو /34/ عاماً” من أهالي قرية “حسن ديرا”- بلبل، وأفرجت عنه في اليوم التالي، دون توجيه أي تهمة له.
= ميليشيات “العمشات”:
خلال أيام 10-12/6/2025م، تمّ تداول خبر إزالة حواجز ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه” التي يتزعمها المدعو “محمد الجاسم/ أبو عمشة” في ناحية شيه/شيخ الحديد وقرى مجاورة لها، ومغادرة عناصرها؛ ولكنّ الحقيقة غير ذلك، فلا تزال مقرّاتها الأمنية والعسكرية في بلدة شيه وقرية قرمتلق المجاورة وحواجزها في قرى “سَناره، خليل، قرب أرنده، قرب خازيانا” على حالها، سوى أنّ حاجز “دفه يول- قرية مَروانية” أصبح مشتركاً بينها وبين جهاز الأمن العام، وأنّ الأخير فتح له مقرًّا جديداً في بلدة شيه، وأزيل حاجز العمشات في قرية “كاخره”، وحاجزها في قرية “آشكان غربي” فيما يجتمع عناصرها في منزل فيلا “حج عقيل مصطفى”، وما زال مسؤولها الأمني المدعو “قتيبة” يمارس مهامه في بلدة معبطلي؛ ولا يزال معظم عوائل مسلّحيها والمستقدمين باقون في الناحية، حيث لم تغادر سوى بعض العوائل إلى مناطقها الأصلية.
وإثر حضور الأمن العام إلى ناحية شيه وتداول تلك الأخبار غير الدقيقة، قامت حواجز “العمشات” بتشديد إجراءاتها والتحقيق مع الداخلين إليها والتدقيق في بطاقاتهم الشخصية.
= قرية “چيه – Çê/الجبلية”:
التابعة لناحية راجو، لا تزال مهجّرة، فلا يسمح الجيش التركي الذي أقام فيها قاعدة عسكرية بعودة أهاليها، وعلاوةً على ذلك تتعرض ممتلكاتهم للسرقة والتعديات المستمرّة، من استيلاء على منازلها وقطع وحرق حقولهم الزراعية وسرقة مواسمها؛ آخرها الرعي الجائر لقطعان المواشي بين أشجار الزيتون، حيث اعترض عدد من الأهالي على ذلك، قبل ثلاثة أسابيع، ولكنهم تلقوا تهديدات بالسلاح من قبل رعاة ومربي المواشي، فقدّموا شكوى لدى جنائية الأمن العام في عفرين بلا جدوى، بل حاول عناصرها تكذيب المشتكين لأجل التنصل من المسؤولية.
= السرقات:
– مساء 27/5/2025م، اعترض مسلّحان من ميليشيات “فرقة الحمزات” يستقلان دراجة نارية طريق الشاب “جوان صلاح بكر” من أهالي قرية “خليلاكا”- بلبل، قرب مفرق القرية، وسرقا منه مبلغ مالي بحدود /5/ آلاف دولار أمريكي وجهاز هاتف، ولاذا بالفرار.
– بتاريخ 1/6/2025م، أقدم مسلّحون على سرقة سيارة تكسي خاصة عائدة للمواطن “كمال عارف علو” من أهالي بلدة بعدينا، أثناء ركونها ليلاً في شارع عام قرب المركز الثقافي وسط مدينة عفرين.
– مؤخراً، سرق مسلّحون الشباك والقضبان الحديدة والكراسي من حديقة “جميل هورو” الواقعة خلف المركز الثقافي وسط مدينة عفرين، مع قطع بعض أشجارها.
– وأيضاً قبل أن يغادر المستقدمون المسلّحون قرية “تلف” غرب مدينة عفرين، سرقوا تجهيزات الطاقة الكهرضوئية (لوحات، بطاريات، أنفرتر) من مدرسة القرية، و”البطاريات وجهاز الأنفرتر” من مسجدها.
= الرعاية التركية للشؤون الدينية:
في سياق استمرار احتلالها لعفرين، تواصل تركيا رعايتها للشؤون الدينية في المنطقة عبر مؤسساتها الرسمية، حيث أنّ:
– سلسلة روضات براعم الجنة، التابعة لشعبة أوقاف عفرين- التي تعمل تحت إدارة وقف الديانت التركي، بتاريخ 29/5/2025م، أقامت حفل تخرّج تكريمي لـ/427/ طالباً وطالبة، بحضور وفد من وقف الديانت التركي الذي قدّم “هدايا تقديرية” للأطفال.
– جمعية التآخي بالتعاون مع شعبة أوقاف عفرين، بتاريخ 31/5/2025م، في “مدرّج كلية التربية في جامعة غازي عنتاب – فرع عفرين”، أقامت حفلاً تكريمياً لـ” /28/ طالبة أتممن حفظ القرآن، و /100/ من طالبات البراعم ممن أنجزن حفظ أجزاء من القرآن”.
– شعبة أوقاف عفرين ومدرسة الصفا للأيتام، بتاريخ 5/6/2025م، أقامت حفلاً تكريمياً ومنحت هدايا وشهادات تقديرية لـ”/12/ حافظاً للقرآن”.
– وفداً من دار الإفتاء والأوقاف في ولاية هاتاي التركية، بتاريخ 13/6/2025م، زار شعبة أوقاف عفرين، ومنح “شهادات شكر وتقدير” في “لقاء تكريميّ خُصّص للعاملين الإداريين في الشعبة، وعدد من الشخصيات الفاعلة التي كان لها أثر ملموس في دعم المشروع الديني في المنطقة، وذلك خلال الفترة الممتدة من عام 2018 حتى 2025″، وذلك “تعبيرًا عن الامتنان للجهود المخلصة والمستمرة في خدمة بيوت الله، ودعم المسيرة القرآنية والدعوية في مدينة عفرين ونواحيها”.
وذلك حسب ما نشرته صفحة شعبة أوقاف عفرين على الفيس بوك.
= حرائق الغابات:
– بتاريخ 27/5/2025م، أُضرم حريق في حراج طبيعي بجبل بلدة “بعدينا” الغربي، إلى أن أخمد تلقائياً في اليوم الثاني.
– بتاريخ 28/5/2025م، أضرم حريق في جبل “حج حسنا” – جنديرس، فقام بعض الأهالي بجهود ذاتية وأدوات متواضعة بإخماده.
– بتاريخ 1/6/2025م، أخمدت فرق “الدفاع المدني السوري” حريقاً حراجياً في موق “دفه يول” قرب قرية “مَروانية” – جنديرس.
– خلال أيام 5-7/6/2025م، استمرّ حريق في غابة طبيعية بين قريتي “بليلكو، جلا” بناحية راجو، حيث فشل الأهالي في إخماده بإمكاناتهم الذاتية، إلى أن قامت فرق “الدفاع المدني السوري” بإطفائها، وكان هناك حريق آخر بموقع “قره بيليه” شمال قرية “بليلكو” تمّ إخماده أيضاً.
= قطع أشجار الزيتون:
– بتاريخ 30/5/2025م، تبين لأهالي قرية “حسيه/ميركان”- مابتا/معبطلي أنّ مسلّحين قاموا بقطع /20/ شجرة زيتون للمواطن “نذير كنجو” و /25/ شجرة للمواطن “مصطفى حمالكيو“، بعضها بشكلٍ كامل.
– خلال الأسبوعين الأخيرين من شهر أيار الماضي، تمّ قطع أكثر من /100/ شجرة زيتون معمّرة في موقع وادي “شش بَران” قرب بلدة مابتا/معبطلي بشكلٍ كامل، وهي عائدة للمواطن “أحمد مصطفى” قريب المواطن “عزت مصطفى قلندر“، بالإضافة إلى الإضرار بكرم عنب بين الزيتون بالرعي الجائر للمواشي؛ وفي فيديو متداول صرّح “قلندر” بأنه تقدّم بشكوى لدى الأمن العام وينتظرون محاسبة المجرمين واسترداد حقوقهم.
يُذكر أنّ متزعمي الميليشيات يتولون معظم عمليات قطع أشجار الزيتون والغابات، حيث يحظون بالحماية من الاحتلال التركي، ولا تُفتش سياراتهم، خاصة في عمليات التحطيب ونقل وبيع المواد.
وعلى سبيل الافتراض، مئة شجرة زيتون يعادل مئة طن من الحطب على الأقل، فكيف تمّ تقطيعها ونقلها وبيعها، فيما المنطقة مليئة بالمقرّات والحواجز الأمنية والعسكرية؟!
= فوضى وفلتان:
– يوم الجمعة 13/6/2025م، اتهم مسلّح من عناصر ميليشيا “جيش النخبة” أحد مواطني قرية “حفطارو”- بلبل بسرقة خرطوم مياه ري من مشروعه، ولدى تفتيش بيته برفقة آخرين وعدم العثور على شيء، ردّ عليه أحد أهالي القرية بأنّ السرقات تتمّ من قبل المستقدمين وما عليهم إلّا الرحيل إلى مناطقهم الأصلية، فغضب المسلّح واتصل بأحد متزعمي “النخبة”، ثم هددوا أهالي القرية بالعقاب، قبل أن يلوذ رجالهم وشبابهم بالفرار، وقد تدخل الأمن العام وحضر إلى القرية اليوم، ليطمئن الفارون بالعودة إلى بيوتهم.
إنّ بقاء عناصر ميليشيا “الشرطة العسكرية” وغيرها السابقين في صفوف جهاز الأمن العام، وبقاء مكاتب باقي الميليشيات، يعرقل بسط الأمن والأمان في المنطقة، ويُشجّع على استمرار الانتهاكات والجرائم، ويُعيق توفير بيئة آمنة لعودةٍ حرّة كريمة لأبنائها المهجّرين.
14/06/2025م
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=70723