يديعوت أحرونوت تكشف تفاصيل “عملية الأخضر الأبيض”: أكبر توغل إسرائيلي في سوريا بعمق 38 كيلومتراً

كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، في تقرير نشرته يوم السبت 13 سبتمبر 2025، عن تفاصيل ما وصفته بأكبر عملية توغل بري للجيش الإسرائيلي داخل الأراضي السورية منذ عقود، وذلك في أعقاب سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر 2024.

وفقاً للصحيفة، حملت العملية اسم “الأخضر الأبيض” (White Green)، وتم تنفيذها في الساعات الأولى من يوم 8 ديسمبر 2024، مباشرة بعد انهيار نظام الأسد. وشملت التوغل بعمق يصل إلى 38 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، واستمرت لمدة 14 ساعة.

شاركت في العملية مئات من جنود الاحتياط التابعين للفرقة 210، بما في ذلك لواء الجبل (Mountain Brigade)، ووحدات من الكتيبة 551 والكتيبة 299، بالإضافة إلى وحدات مدفعية إسرائيلية دخلت الأراضي السورية لأول مرة منذ حرب 1973 لتأمين القوات المشاركة.

كانت أهداف العملية الرئيسية السيطرة على قواعد عسكرية سورية مهجورة، ومنع نهب الأسلحة من قبل المدنيين، ومراقبة طريق دمشق-بيروت، وكشف طرق تهريب الأسلحة إلى حزب الله في وادي البقاع اللبناني، بالإضافة إلى جعل السيطرة على جبل الشيخ (جبل حرمون) أولوية لمراقبة الجولان من الجانبين، وحماية الدروز حسب الادعاءات الإسرائيلية.

شملت المواقع المستهدفة شريطاً من الأراضي السورية بعرض يقارب 10 كيلومترات على امتداد الجولان، وصولاً إلى منطقة المثلث الحدودي في حماة غدير، بالإضافة إلى قواعد عسكرية في القنيطرة، وقمة جبل الشيخ، وقرى درزية في ريف دمشق.

أسفرت العملية عن السيطرة على قاعدتين عسكريتين سوريتين دون قتال، ومصادرة نحو 3.5 أطنان من الأسلحة والذخائر من إجمالي 7 أطنان تم جمعها، بما في ذلك صواريخ مضادة للدبابات، وقذائف هاون، وصواريخ قصيرة المدى، ودبابات سوفييتية قديمة، وشاحنات عسكرية، بالإضافة إلى إقامة 8 مواقع عسكرية إسرائيلية على طول الشريط. كما ادعت الصحيفة أن الجنود الإسرائيليين تواصلوا مع سكان القرى الدرزية الذين قدموا معلومات عن مخازن أسلحة الجيش السوري السابق.

ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن “هذه المواقع الجديدة تمنح إسرائيل ميزة استراتيجية في مراقبة طريق دمشق-بيروت وكشف طرق تهريب الأسلحة إلى حزب الله”. كما أشارت إلى أن العملية تذكر قدامى الجيش الإسرائيلي بالتوغل الكبير الأخير في سوريا قبل 52 عاماً.

وتأتي هذه الكشوفات وسط استمرار التوغلات الإسرائيلية في جنوب سوريا، بما في ذلك عمليات في درعا وريف القنيطرة، مع غارات جوية أسفرت عن مقتل مدنيين وتدمير مواقع عسكرية سورية، وفقاً لتقارير إعلامية أخرى. وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في مقابلة سابقة أن إسرائيل تسعى لإقامة منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا لمنع هجمات مستقبلية.

Scroll to Top