فيصل يوسف: المرحلة الانتقالية في سوريا فرصة تاريخية لتثبيت حقوق الكرد وباقي المكونات

في ظل التطورات المتسارعة على الساحة السورية، تؤكد القوى السياسية الكُردية على ضرورة إشراكها كشريك أساسي في صياغة مستقبل البلاد.

في هذه المقابلة الخاصة مع [موقع المجلس الوطني الكردي]، يتحدث فيصل يوسف، الناطق باسم المجلس الوطني الكردي والمنسق العام لحركة الإصلاح الكردي – سوريا، عن رؤية المجلس الوطني الكردي للمرحلة الانتقالية، والضمانات المطلوبة لحماية حقوق الشعب الكُردي، وطبيعة العلاقة مع الإدارة الانتقالية والأطراف الأخرى.

R-ENKS : ما الذي يعنيه سقوط نظام البعث بالنسبة للقضية الكُردية؟

الأستاذ فيصل يوسف :

سقوط النظام يمثل نهاية مرحلة طويلة من الاستبداد والتهميش الممنهج وإنكار الحقوق القومية للشعب الكردي.

إنها فرصة تاريخية لصياغة عقد اجتماعي جديد يكرّس الاعتراف الدستوري بالهوية الكردية، ويضمن حضور القضية الكُردية كجزء رئيسي من الحل الوطني،

وليس كملف مؤجل يُتعامل معه من منطلقات ضيقة. إن تحقيق هذا الهدف يتطلب جهداً منظماً من الحركة الوطنية الكردية بالتعاون مع جميع القوى الوطنية السورية لبناء سوريا ديمقراطية مستقرة.

R-ENKS: كيف يمكن استثمار المرحلة الانتقالية لضمان مشاركة الكُرد الفاعلة؟

الأستاذ فيصل يوسف : البداية تكون بترسيخ وحدة الموقف الكُردي، التي انبثقت عن “كونفرانس وحدة الصف الكُردي”، ومأسستها ضمن مرجعية كردية جامعة، وتفعيل أداء الوفد التفاوضي المشترك لضمان إدراج الحقوق القومية في مسار الحل السياسي والدستور الجديد للبلاد.

R-ENKS: ما الضمانات التي ترونها لنجاح “الرؤية الكُردية المشتركة”؟

الأستاذ فيصل يوسف : الضمان الأول هو الالتزام الفعلي من جميع الأطراف الكُردية بمخرجات كونفرانس نيسان ٢٠٢٥، وتشكيل مرجعية كُردية شاملة تكون صاحبة القرار في رسم السياسات الاستراتيجية على الصعيد الوطني العام والكُردي، وتعبر عن موقف الشعب الكُردي في مختلف المجالات، واتخاذ القرارات التي تخصه.

R-ENKS: ما رسالتكم إلى حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) بشأن تنفيذ مخرجات الكونفرانس؟

الأستاذ فيصل يوسف : نؤكد ضرورة اتخاذ خطوات عملية لبناء الثقة، ووقف الانتهاكات بحق أنصار المجلس الوطني الكردي، وتحقيق شراكة حقيقية في إدارة المناطق الكُردية (كوباني وعفرين والجزيرة). إن استمرار الخلافات الداخلية يضعف الموقف الكُردي أمام الشركاء الوطنيين وكل الأصدقاء.

وفي هذا السياق، يتمسك المجلس بوحدة الصف الكُردي ومخرجات كونفرانس وحدة الصف الذي انعقد في نيسان ٢٠٢٥.

R-ENKS: كيف يمكن ضمان تنفيذ اتفاق آذار بين الرئيس أحمد الشرع والجنرال مظلوم عبدي؟

الأستاذ فيصل يوسف : يتم ذلك من خلال وضع آلية متابعة مشتركة وجدول زمني واضح، مدعوم بضمانات دولية ملزمة. كما يجب حصر الخلافات في إطار الحوار السياسي وعدم اللجوء إلى أي إجراءات تصعيدية تزيد معاناة المواطنين. الاتفاق يجب أن يُنفذ كحزمة متكاملة غير قابلة للتجزئة.

R-ENKS: كيف ترون العلاقة المطلوبة بين الحركة السياسية الكُردية والإدارة الانتقالية؟

الأستاذ فيصل يوسف : يجب أن تقوم العلاقة على أساس الشراكة والاحترام المتبادل، بما يضمن مشاركة الكُرد في مؤسسات الدولة وصياغة الدستور على قاعدة المساواة،

وإظهار سوريا على حقيقتها كدولة متعددة القوميات والأديان. نحن مستعدون للتعاون لبناء سوريا جديدة، ديمقراطية ولا مركزية.

وعلى الإدارة الانتقالية المبادرة بفتح حوار مع الممثلين الحقيقيين للشعب الكُردي، وإلغاء السياسات التمييزية المطبقة بحقه، واتخاذ خطوات عملية كبادرة حسن نية، مثل الاعتراف بعيد النوروز عطلة رسمية، وإعادة المهجرين إلى مناطقهم.

R-ENKS: كيف ترون واقع العلاقة الكُردية–العربية في الجزيرة اليوم، وما هي آفاق تطويرها في ظل المرحلة الانتقالية؟

الأستاذ فيصل يوسف: العلاقة الكُردية–العربية في الجزيرة السورية علاقة تاريخية وجغرافية عميقة، تعرّضت لتشوهات بفعل سياسات النظام البعثي القائمة على التفرقة والإقصاء.

ومع ذلك، لا تزال الأرضية المشتركة متينة لأن الكُرد والعرب يتشاركون المعاناة والمصير، ويتطلعون معًا إلى بناء دولة سورية ديمقراطية تحترم حقوق جميع مكوناتها.

نحن في المجلس الوطني الكردي نعتقد بأن التعاون الكُردي–العربي في هذه المرحلة ليس خيارًا تكتيكيًا، بل ضرورة استراتيجية لضمان الاستقرار في الجزيرة السورية، وحماية السلم الأهلي، والمساهمة في إنجاح الحل السياسي الشامل. ومن المهم إيجاد آليات مناسبة للحوار والتعاون.

R-ENKS: بماذا تختتمون هذه المقابلة؟

الأستاذ فيصل يوسف : الشعب السوري أمام فرصة تاريخية لبناء دولة على أسس ديمقراطية تعددية.

من الضروري أن تكون الحركة السياسية الكُردية شريكاً أساسياً في جميع مراحل العملية السياسية لضمان نجاح المرحلة الانتقالية وبناء سوريا آمنة ومستقرة للجميع.

تعزيز الهوية الوطنية الجامعة هو الاستثمار الحقيقي لمستقبل البلاد.

ولا بد من تكاتف الجميع لتعزيز المنجز العظيم الذي حققته الثورة السورية بإسقاط النظام البعثي الذي ترأسه بشار الأسد، والتفرغ لإعادة إعمار البلاد، وتحقيق تطلعات السوريين في الحرية والكرامة.

إعلام المجلس الوطني الكوردي

 

 

Scroll to Top