لم يعد موسم جمع الكمأة الذي يبدأ في سوريا بحلول الشهر الثاني من كل عام، موسماً عادياً بل دموياً.
فتنظيم داعش الإرهابي ومنذ إعلان النصر عليه ودحره قبل سنوات، بات ينتظر هذا الموسم لقطف أرواح السوريين كما يقطفون الكمأة.
موسم دموي
ففي الآونة الأخيرة، سجلت الأرقام تزايداً كبيراً بضحايا التنظيم من جامعي هذه النبتة في مناطق متفرقة من سوريا.
ومنذ شباط/فبراير، يشنّ التنظيم بشكل متكرر هجمات تستهدف العمال في البادية السورية المترامية الأطراف، تتخللها عمليات إطلاق رصاص وخطف، ما أودى بحياة العشرات.
في حين يعتبر قطاف فطر الكمأة من الأنشطة الموسمية الزراعية المهمة في مناطق كثيرة من سوريا، ومصدر رزق للعديد من العائلات، خصوصًا تلك التي تسكن في مناطق البادية الممتدة بين الجنوب والشمال السوري بمحاذاة الحدود العراقية.
إلا أن هذا النشاط ترافق خلال السنوات الماضية مع مخاطر لا توصف، إذ تعرضت مجموعات كبيرة من المزارعين وهواة جمع الكمأة إلى الخطف، وقُتل كثيرون.
مخاطر جمّة
ومن أبرز المخاطر التي كان ولا يزال جامعو الكمأة يواجهونها انفجار الألغام، وتعتبر إلى جانب مخلّفات الحرب من مسببات الموت الرئيسة للعمال في هذا المجال.
إلى ذلك، تعتبر صعوبة الوضع الاقتصادي بالنسبة للسكان أول أسباب تجاهل المزارعين للمخاطر، إذ يمكن لفطر الكمأة أن يحقق مدخولًا جيدًا لأبناء المناطق الصحراوية، أو القاطنين على مقربه منها.
يشار إلى أنه ومنذ شباط الماضي، حصد تنظيم داعش الإرهابي أرواح العشرات في سوريا أثناء خروجهم لجمع الكمأة، إلى جانب العشرات من المفقودين.
المصدر: العربية نت