الإثنين, فبراير 3, 2025

مركز حقوقي: آلاف السوريين يفرّون نحو الإدارة الذاتية خشية الفوضى والاضطهاد

مع تصاعد التوترات والفوضى في المحافظات السورية، تتزايد أعداد السوريين الفارين باتجاه منطقة “الإدارة الذاتية” شمال شرق سوريا، والتي أصبحت ملاذًا آمنًا لمن يخشون القمع والعنف، وفق ما أفاد مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا.

غالبية هؤلاء النازحين ينتمون إلى الأقليات، فضلًا عن متقاعدين وموظفين سابقين في مختلف القطاعات، ممن يخشون عمليات القتل والخطف والتعذيب على يد الجماعات الإسلامية التي استولت على السلطة في دمشق.

وتحوّلت منطقة “الإدارة الذاتية” إلى مركز لاستقبال وحماية السوريين الذين يخشون اضطهاد الإسلاميين، وهو ما دفع العديد من منظمات المجتمع المدني والاتحادات النسائية إلى إغلاق مقراتها في المحافظات السورية والتخطيط للانتقال شمالًا. كما اضطرت مؤسسات إعلامية وإذاعات محلية عدة إلى وقف بثها، مع خطط لاستئناف عملها من داخل مناطق الإدارة الذاتية، حيث تتمتع بقدر أكبر من الحريات مقارنة بالمناطق التي يسيطر عليها الإسلاميون.

في ظل هذا النزوح، تبرز مخاوف من استهداف منطقة “الإدارة الذاتية” من قبل الميليشيات المدعومة من تركيا، حيث فقد ما لا يقل عن 50 مدنيًا نتيجة “هجمات ممنهجة” ضد المدنيين الكرد منذ سيطرة الإسلاميين على السلطة في دمشق.

وتلعب تركيا دور رئيسي في تسليح “الميليشيات” التي تنفذ هذه الهجمات، مما يثير القلق بشأن تصعيد محتمل قد يعرض المنطقة لكارثة إنسانية وأمنية.

وسط هذه التهديدات، تتزايد الأصوات المطالبة بتدخل “المجتمع الدولي” لحماية منطقة الإدارة الذاتية عبر فرض “منطقة حظر طيران” ومنطقة آمنة، لمنع المزيد من الانتهاكات ضد السكان وحمايتهم. كما يتخوف مراقبون من مخطط تركي محتمل يهدف إلى إطلاق سراح عشرات الآلاف من مقاتلي داعش المحتجزين في سجون تحت إشراف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مما قد يعيد داعش إلى الواجهة كقوة تهدد الأمن الإقليمي والعالمي، تحت غطاء النظام الجديد في دمشق.
مع تصاعد الأزمة، أصبح الوضع في سوريا أكثر تعقيدًا، مما يستدعي تحركًا دوليًا فاعلًا للضغط على الاسلاميين في دمشق ولحماية المدنيين في منطقة الإدارة الذاتية، ومنع تحولها إلى ساحة صراع جديدة بفعل التدخلات الخارجية والجماعات المتشددة.

​المصدر: مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا

 

شارك هذه المقالة على المنصات التالية