قامشلو/ آرين شنكالي –

تتواصل السهرات الثقافية المميزة، التي ينظمها اتحاد مثقفي روج آفايي كردستان، ضمن برنامجه الرمضاني الثقافي بعنوان “قناديل روج آفا” وللعام الثاني على التوالي، وتضمن برنامج السهرات الثقافية، تنوعا في مواضيع ثقافية، أدبية، وفنية، من مسرح وأمسيات أدبية، ومحاضرات متنوعة.

في السهرة الثقافية ليوم السبت الخامس عشر من نيسان، كان عشاق، ومحبو المسرح مع محاضرة قيمة للكاتب والمخرج المسرحي وليد العمر بعنوان “إضاءات مسرحية” ألقى خلالها الضوء على جوانب هامة في المسرح، والعمل المسرحي، ومكانة المسرح وحقيقته، والدور، الذي يلعبه المسرح على مدى تاريخه الطويل.

الكاتب وليد العمر أشار في معرض حديثه عن المسرح إلى ضرورة أن يصبح المسرح بتشعباته جزءًا من حياتنا المعاشة، اليومية: “علينا أن نهتم بالمسرح ونجعله من أولوياتنا، وألَّا نستهين به، فالمسرح على مر العصور كان مرشد المجتمعات، ونبض صوتها وصورتها، ومطلق الثورات، وباني الدول والحضارات”، وليد العمر أشار كذلك إلى أن هناك مسرحاً في العالم كله، وفي مناطقنا، ولكن نفتقد للأعمال المسرحية، الحقيقية، وإن هناك خطرا يداهم المجتمعات في غياب المسرح الحقيقي، الذي يقدم الرسالة الحقيقية الهادفة: “المسرح يكاد يشد رحالة عنا، هناك مسرح بالاسم، ولكن هناك طغيان للإنترنت والسوشيال ميديا، وهذه الميديا رغم بعض جوانبها الجيدة، إلا أنها تهدد المجتمع بموت الرباط الأسري، وبخاصة جيل الناشئة بين سني 13 و16 سنة، والمسرح أحد أهم وأنجع هذه الحلول للحد من استفحال هذه المشكلة”.

جانب آخر أشار إليه المحاضر، وهو ما أسماه بالمسرح التنفيذي، وما يلعبه من دور خطير في المجتمع، وأوضح ذلك: “المسرح التنفيذي يقدم وينتقد بعض المشاكل والمعضلات الاجتماعية في إطار تهريجي، ويقدم حلولاً ضبابية، فيسد الطريق أمام المسرح الجاد، الذي ينتقد السلطات والتجاوزات، والأنظمة تدعم مثل هذا المسرح؛ لأنه في النهاية يكون في خدمتها”.

المحاضر الكاتب وليد العمر، أشار في نهاية محاضرته إلى نقطة هامة: “من الخطأ القول: إن هناك مسرحاً كردياً، وآخر عربياً أو فرنسياً، فالمسرح مسرح حيث وجد، ولكن هناك مسرح يطرح قضايا كردية، وآخر يطرح قضايا عربية أو فرنسية، وأوكد ختاما، لا بدّ من أن يكون المسرح مجتمعياً، وأن يصبح مادة تدريسية في المناج الدراسية”.

وفي ختام المحاضرة دارت نقاشات قيمة حول واقع وصعوبات وسبل تطوير المسرح محليا وعالميا، ما أكسب المحاضرة المزيد من الغنى والفائدة.

​الثقافة – صحيفة روناهي

شارك هذه المقالة على المنصات التالية