الجمعة, ديسمبر 27, 2024

اتفاقية لوزان بعد مرور أكثر من مئة عام عليها

لا يخفى على أحد أنّ الحرب العالمية الأولى قد هيّأت لاتفاقية “سايكس بيكو” وقسّمت منطقة الشرق الأوسط؛ فبناءً على معاهدة “فرساي” قامت الدول التي خرجت من الحرب منتصرة بتقاسم منطقة الشرق الأوسط وفق مصالحها، حيث بُنيت العشرات من الدول والدويلات التي تتمتّع باستقلال شكليّ، والتي تخدم مصالح الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى، وتشكّلت دول على الأرض التاريخية للكرد باسم الأتراك والعرب؛ مثل تركيا وسوريا والعراق، في حين أنّ الشعب الكردي الذي يعيش على هذه الأرض منذ آلاف السنين لم يُؤخذ بعين الاعتبار.

اتفاقية لوزان /1923/ التي أنكرت حقوق الشعب الكردي، هي من نتائج توافق القوى الدولية، وهذه القوى – بالدرجة الأولى- تتحمّل مسؤولية ما آلت إليه القضية الكردية، كما أنّ الدول القومية التي بُنيت في المنطقة على يد القوى الخارجية قد تسبّبت في اقتتال شعوب المنطقة فيما بينها، وجعلت المنطقة تسبح في مستنقع من الدماء، وتسبّبت في تعقيد أزمات المنطقة.

تُعتبَر اتفاقية لوزان إحدى مآسي القرن؛ حيث كانت سببًا في تخلّف الكرد مدّة قرن كامل، وكما أنّ الكرد – بسبب لوزان- قد انقسموا جسديًا وجغرافيًا، كذلك انقسموا فكريًا أيضاً، وتجزّأت ثقافتهم ولغتهم كذلك، لذا؛ نجد اليوم قسمًا من الكرد قد أضحى غريبًا عن لغته وثقافته وهويته، وانصهر الملايين منهم وتحوّلوا إلى أتراك وعرب وفرس، وقسم آخر من الكرد تهرّب من الهوية الكردية لأجداده؛ وبات يخجل من زيّه الكردي، وبات من ضحايا “التتريك والتعريب والتفريس”. ففي أي مكان من العالم تجد شعبًا من قومية واحدة ويستخدم لغةً واحدة مكتوبة بأبجديتَين مختلفتَين؟ فهذا الاغتراب يُلاحَظ بوضوح لدى قسم من الكرد.

وفي هذا الإطار يقول ابن خلدون: ” المغلوب مولَع أبدًا بتقليد الغالب؛ في شعاره وزيّه ونِحْلته وسائر أحواله وعوائده”. ويمكن ملاحظة هذا النوع من البشر بين الكرد بكثرة؛ حيث انسلخ من جوهره وحقيقته، ولم يقف عند هذا الحدّ، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، حيث وصل لدرجة الخيانة؛ فيتعاون مع عدوّه ضدّ شعبه، وهناك مقولة تتردّ على ألسنة الكرد: ” الكرديّ كالحجل الثمين، ينقنق؛ فيرمي ببني قومه في الفخّ”.

تسبّبت “لوزان” بحرمان الكرد من حقوقهم وهويتهم، كما حالت دون إقامة كيان لهم، وأبقتهم في مرمى ومواجهة سياسات الإبادة الجسدية والصَهر والتهجير القسري؛ وإذا ما تتبّعنا كردستان بأجزائها الأربعة يمكننا القول أنّه وبعد الحرب العالمية واتفاقية لوزان قد بلغ عدد الضحايا أكثر من مليون كردي، كما تمّ تهجير عشرات الملايين من الكرد من مناطقهم، بالإضافة إلى إحراق عشرات القرى الكردية.

فخلال السنوات الماضية التي تجاوزت المئة؛ ما الذي أصاب الكرد؟ وخلال الأعوام الماضية بعد اتفاقية “لوزان” التي تجاوزت المئة، ماذا تغيّر في الوضع الدولي والإقليمي؟ ما التغيير الذي طرأ على الوضع الكردي سياسياً وعسكريًا؟ تُرى هل سينال الكرد حقوقهم خلال القرن الـ/21/ أم أنّ الكرد سيبقون تحت نير هؤلاء المحتلّين الأربعة مدّة قرن آخر؟ كيف سيتمّ تجاوز “لوزان”؟

بعد إعلان الجمهورية التركية تمّ إنكار القضية الكردية، وبدأت سياسات الإبادة والصهر والتهجير في أجزاء كردستان الأربعة، بدأ تطبيق خطّة “إصلاح الشرق” في شمال كردستان (باكور)، وفي غرب كردستان (روج افا) تمّ تجريد الكرد من الهوية من خلال الإحصاء الاستثنائي /1961/م، كما تفعيل مشروع “الحزام العربي” هناك، أمّا في العراق فبدأت حملات “الأنفال” والأسلحة الكيماوية واحدة تلو أخرى.

أثناء الحرب العالمية وبعد اتفاقية “لوزان” خلال /100 / عام بلغ عدد ضحايا هذه الاتفاقية في عموم كردستان أكثر من مليون كردي، كما تمّ إحراق وتدمير أكثر من / 10000/ قرية كردية، وتمّ تهجير أكثر من / 10 / ملايين كردي، وصَهر أكثر من /10/ ملايين آخرين من الكرد، وقد لعبت الدولة التركية دورًا رئيسًا في إعداد النظريات والخطط والمشاريع التي تستهدف وجود الكرد وترمي إلى إبادتهم، وقد أدخلت الدولة التركية للمرّة الأولى خطّة “إصلاح الشرق” حيّز التنفيذ عام /1925/م، وهناك تنسيق كبير من الناحية الاستخباراتية والأمنية بين الدول الأربعة المحتلّة لكردستان خلال /100/ عام الماضية، حيث اتفاقية “سعد آباد” /1937/ بين تركيا وإيران والعراق وأفغانستان، وبرعاية بريطانيا، وبالرغم من أنّ تلك الاتفاقية تبدو من ناحية الشكل أنّها ضدّ روسيا، إلّا أنّها في الوقت نفسه كانت ضدّ الكرد أيضًا. وهناك أيضًا اتفاقية /1923/ بين تركيا وإيران، حول القضاء على انتفاضة “أرارات” حيث سمحت إيران لتركيا بالدخول في أراضيها للالتفاف على المقاتلين الكرد والقضاء عليهم. في /1963/ ذهب الجيش السوري (لواء اليرموك) بقيادة فهد الشاعر لنجدة البعثيين في العراق؛ فتعاون مع الجيش العراقي ضدّ الحركة الكردية. في العام /1982/ تمّ توقيع اتفاقية بين العراق وتركيا ضدّ حزب العمال الكردستاتي؛ وبموجبها يسمح العراق لتركيا بالدخول في أراضيه لمسافة /5/ كيلومترات. في العام / 1998/م تمّ توقيع اتفاقية “أضنا” بين تركيا وسوريا، وبموجبها سمحت سوريا لتركيا بالدخول إلى أراضيها لتصفية الحركة الكردية. بهذا الشكل يكون إنكار الكرد في “لوزان” قد منح القوة والجرأة للقوى المحتلّة للكرد أن تهاجمهم بكامل قوّتها وتقوم بإبادتهم؛ فبات الكرد ضحيّة لمصالح قوى الهيمنة العالمية، وهذه القوى تتحمّل – بالدرجة الأولى- مسؤولية ما حلّ بالكرد من مجازر ومآسٍ.

النظام السياسي والاقتصادي للعالم والذي تمّ رسمه خلال القرن الـ /20/ قد انتهى، والنظام الرأسمالي أيضًا يعيش أزمة وحالة عدم استقرار كبيرة، ومن خلال التدخّل في شؤون الدول العربية، والحرب في سوريا وأوكرانيا، وحرب غزّة وحماس، هناك محاولات لبناء نظام سياسي واقتصاديّ جديد، والدول القومية التي بنتها قوى الهيمنة العالمية في طريقها إلى الزوال لا محال؛ فالدولة القومية التي تعتمد فكر اللغة الواحدة والعَلَم الواحد والقومية الواحدة قد جعلت الشرق الأوسط يسبح في مستنقع الدماء، وبعد أن أصبحت تلك الدول قويّة باتت لا تخدم سادتها، كما كانت تفعل في السابق، بل أصبحت بين الحين والآخر تتحرّك وفق مصالحها، لذا؛ إنّ منطقة الشرق الأوسط سوف تهبّ عليها رياح التغيير لا محال.

خلال الربع الأخير من القرن الـ /20/ وخاصّة خلال السنوات الأخيرة الماضية وإلى اليوم خطت الحركة الكردية خطوات كبيرة؛ وتمكّنت حركة حرية كردستان من إحداث تغيير في ذهنية المجتمع الكردي، واستمرّ هذا التغيير والتأثير بعد ثورة غرب كردستان (روج آفا)، وكذلك بعد انتفاضة (جينا أميني) بقيادة نساء شرق كردستان ( روج هلات) وتحت شعار:” المرأة، الحياة، الحرية” والتي تحوّلت إلى انتفاضة للنساء في عموم إيران والعالم؛ ويلعب الكرد اليوم دورًا فاعلًا ومؤثّرًا في تغيير دول المنطقة ونشر الديمقراطية فيها، وسيتابعون دورهم في رفع لواء التغيير وقيادته.

اليوم وبعد مرور أكثر من مئة عام يمكن ملاحظة تغيير جزئي في سياسات قوى الهيمنة العالمية إزاء الشعب الكردي، وهذا التغيير قد بدأ خلال السنوات العشر الأخيرة من القرن الـ/21/؛ فتأسيس إقليم جنوب كردستان (باشور)، و كذلك تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، ما هما إلّا مثالان يثبتان أنّ الـ”فيتو” الذي كان مفروضًا على الكرد قد تحطّم، وهذا الـ”فيتو” لم يتحطّم من تلقاء نفسه، بل تمّ بذل الكثير من التضحيات الجِسام مقابل هذا التغيير؛ فعشرات الآلاف من الشهداء قد بذلوا دماءهم رخيصة على هذه الأرض في سبيل ذلك، وبعد كلّ تلك التضحيات لا يمكن لقوى الهيمنة العالمية أن تتجاهل الكرد؛ لأنّ الكرد وبفضل قوّتهم وبذل التضحيات قد جعلوا من أنفسهم رقمًا صعبًا وقويّا لا يُستهان به في معادلة أزمات الشرق الأوسط، واليوم وأكثر من أيّ وقت مضى توضَع القضية الكردية على طاولة القوى العُظمى.

القوى الإقليمية التي تحتلّ كردستان، كلّ منها يعيش في حصار، وتمرّ بحالة لا تُحسَد عليها، فالنظام السوري بات هزيلاً وعلى أبواب الانهيار، والدولة التركية تتعرّض لأزمات اقتصادية وسياسية نتيجة سياسات أردوغان، ويحاول الخروج منها بشتّى السبل، إلّا أنّ المسألة ليست بتلك البساطة التي يراها أردوغان، ولا يمكن حلّها “بين ليلة وضحاها”، بل إنّ الخروج منها لا يكون سوى بالتغيير الديمقراطي وحلّ المسألة الكردية. النظام الإيراني ليس بأفضل حال من سابقيه ويعاني من حصار خانق منذ عشرات السنين، كما أنّ الضربات الإسرائيلية التي تستهدف الوجود الإيراني في سوريا وأماكن أخرى قد ضيّقت الخناق على إيران إلى حدّ كبير، وإيران أسوأ حالاً من تركيا. إذا ما انتقلنا إلى العراق فإنّها قد فقدت هيبتها كدولة؛ ومن المعلوم أنّ العراق يترنّح تحت الوصاية الإيرانية، وفي الفترة الأخيرة تحاول تركيا أيضًا ومن خلال سُنّة العراق والبارزاني أن تتحكّم في القرار السياسي هناك، وحاليًّا لا يمكن لأيّ من تلك الدول أن تقاتل بمفردها، وهذه الدول القومية الأربعة التي تحافظ على كياناتها تستمدّ قوّتها من وحدتها. لذا؛ ومقابل التغيّرات محتملة الحدوث، تستمرّ تلك الدول باتّباع الآليات الثلاثية والرباعية ضدّ الكرد، وتحاول هذه الدول من خلال اجتماعات “أستانة وطهران وأنقرة” أن تقطع الطريق أمام التطوّرات والتغيّرات التي يمكن أن تطرأ على القضية الكردية، إلّا أنّ الوقت قد مضى على تلك المؤامرات، ولم يعد بمقدورهم أن يثبّطوا من سرعة الحركة الكردية أو القضاء على الكرد من خلال أذرعـها السياسية والعسكرية، وما عاد الكرد كسابق عهدهم؛ فبعد ثورة “روج آفا” وحرب داعش أصبحت المسألة الكردية مسألة دولية، كما أنّ قوات سوريا الديمقراطية (قسد) باتت من القوى الفعّالة والمؤثّرة في محاربة داعش، وهذه القوات جزء من التحالف الدولي ضدّ داعش، والذي يضمّ 72 دولة.

حتى الأن تُعتبر قراءة حركة حرية كردستان وقوى غرب كردستان (روج آفا) للأحداث والتطوّرات في المنطقة قراءة دقيقة وصحيحة، لذا؛ تمكّنت من حماية الكرد في شنكال وكركوك وروج آفا، وفي نفس الوقت تمكّنت من أن تخطو خطوة نوعية نحو الأمام في المسألة الكردية بعد مئة عام على توقيع اتفاقية “لوزان” وبعد كل هذا لا يمكن بشكل من الأشكال أن تتراجع خطوة إلى الوراء.

لكن في المقابل ينبغي أن نشير أيضًا إلى أنّ قسمًا آخر من الكرد يجدون تمثيلهم في المجلس الوطني الكردي (ENKS) وعائلة بارزاني، وهؤلاء كانت قراءتهم لتطوّرات الأحداث في المنطقة غير دقيقة وكانت قراءة خاطئة، فاعتمدوا على تركيا والائتلاف السوري “الإخواني” الذي يعادي الكرد، وهؤلاء وجدوا تمثيلهم لدى المحتلّين الذي يقتلون الشباب الكرد يوميًا في الشوارع، فما مدى صوابية ذلك؟ إنّ الشعب الكردي لم يعد كما كان سابقًا، وبات قادرًا على التمييز بين محور “الخيانة” ومحور “المقاومة”، فإذا ما وضع الكرد المصالح الضيّقة والعائلية جانبًا، واتّخذوا من وحدة الكرد أساسًا يستندون إليه، ولم يصبحوا توابع لغيرهم، ولم يقعوا في فخّ العدو وشباكه، حينها سينتصر الكرد؛ فوحدة الصفّ الكردي ووضع الخلافات جانبًا هي التي يمكنها تجاوز “لوزان” ويجب أن يجتمع الكرد من جميع الأجزاء، ويتّفقوا على رأي واحد ويحدّدوا مطالبهم من الدول التي هم فيها، ويجب أن تتحوّل النقاط التي سيتّفقون عليها إلى خطوط حمر، ولا يجوز لأيّ طرف تجاوز تلك الخطوط بأيّ شكل من الأشكال، وقد طرح القائد أوجلان خمس قواعد لوحدة الكرد على مستوى كردستان عموماً، وهي:

عقد المؤتمر القومي، بمشاركة كل الفئات والأقسام والشخصيات والأحزاب والتنظيمات.
يكون للمؤتمر هيئة قيادية، تتولّى مسؤولية النضال العملي.
يتولى كمؤسّسة ممارسة العمل السياسي والدبلوماسي الداخلي والخارجي، والاقتصادي والمجتمعي والثقافي.
توحيد جميع قوات الدفاع الذاتي في الأجزاء الأربعة تحت مظلّة مشتركة.
تأسيس هيئة علاقات خارجية، تتولّى إقامة العلاقات مع الدول والمجتمع المدني.
وإذا ما تمّ تطبيق هذه الأسس التي طرحها السيد أوجلان فستزول المعاناة التي يكابدها الشعب الكردي منذ مئات السنين.

أشرنا سابقًا إلى أنّ تغييرًا قد طرأ على مواقف قوى الهيمنة العالمية حيال الكرد؛ فأمريكا لن تنسحب من سوريا بتلك البساطة، وتربط بقاءها في سوريا بأمنها القومي، كما تخطّط لإضعاف إيران وحماية إسرائيل، وزيارة رئيس هيئة الأركان الأمريكية إلى إقليم شمال وشرق سوريا قد حسمت الأمر داخل أروقة المراكز والمؤسّسات الأمريكية بالنسبة لبقاء أمريكا في سوريا، وأمريكا حاليا بحاجة للكرد لأنّهم العنصر الفاعل والمؤثّر للتغيير، فثورة “روج آفا” والسيطرة على المناطق سيرغم الدولة السورية على القيام ببعض التغييرات، والدولة السورية مرغمة على أن تخطو بعض الخطوات بخصوص اللامركزية.

وفي تركيا أيضًا الحلّ الوحيد لإخراجها من أزمتها يكمن في حلّ القضية الكردية والقبول بالإدارة الذاتية في جنوب تركيا (باكور كردستان)، فلا يمكن لتركيا أن تستردّ عافيتها إلّا بإيقاف إراقة الدماء في الداخل، وتكاليف الهجمات التي تنفّذها الدولة التركية ضدّ الكرد قد أنهكت كاهل الاقتصاد التركي وجعلته على أبواب الإفلاس، وبهذا الخصوص كان السيد أوجلان قد قال في إحدى كتاباته خلال لقاء معه عام /2009/م: ” مع الخروج من آماسيا قام مصطفى كمال أتاتورك بنشر رسالة للعموم قال فيها إنّ الكرد والأتراك يناضلون معًا، والدولة التي سيتمّ بناؤها ستكون للشعبين.” وفي دستور عام /1921/ تمّ تضمين بعض القرارات والقوانين التي تقبل بمنح الإدارة الذاتية للشعوب. السيدّ أوجلان يوضّح أنّه” إذا ما تحقّق لوزان المجتمعي فستُحلّ جميع المشاكل”. الجمهورية الحالية لاتزال ناقصة وغير مكتملة الجوانب، ويجب أن تتمتّع بنظام ديمقراطي، وهي حاليًا جمهورية من طرف واحد، و”لوزان” التي تمّ تطبيقها كانت اتفاقية بين دول، ولا تعبّر عن المجتمعات، لذا؛ فقد أنهت تلك الاتفاقية أخوّة وتعايش الشعوب، وجعلتهم يكنّون العداء لبعضهم بعضاً، ويجب تصحيح هذه المسألة وإعادتها إلى مسارها الصحيح.

إيران باتت تدرك جيّدًا أنّها مستهدفة، لذا؛ فقد أرادت من خلال بيان رئيسها الجديد “بزشكيان” بخصوص الكرد أن تستقطبهم نحوها، إلّا أنّ الكرد لم يعودوا كما كانوا في القرن الـ/20/ بل تركوا تلك المرحلة خلف ظهورهم، فمع حرب داعش واندلاع ثورة “روج آفا” ترك الكرد بصمتهم على صفحة القرن الـ/21/. لذا؛ لا يمكن تجاهل الكرد في بناء الشرق الأوسط الجديد، وسيحصلون على حقوقهم وسيكون لهم كيان على الأرض، ولا يمكن لأحد أن يقف في طريقهم ويمنعهم من ذلك، والكرد مرشّحون للقيادة على مستوى الشرق الأوسط، وباتت فلسفة “الأمّة الديمقراطية” واقعًا ملموسًا في شمال وشرق سوريا، وهذا هو البديل للدولة القومية التي تلفظ أنفاسها الأخيرة.

المصدر: nrls

شارك هذه المقالة على المنصات التالية