استهداف ممنهج للعلويين في سوريا: عمليات خطف وقتل يومية في ظل صمت دولي

تشهد مناطق متفرقة من سوريا تصاعدًا خطيرًا في عمليات استهداف المدنيين من الطائفة العلوية، في سياق حملات منظمة تمارسها جماعات مسلحة مرتبطة بهيئة تحرير الشام، الجناح الإسلامي المتشدد الذي يتبع لما يسمى “الأمن العام”.

وبحسب مصادر محلية وتقارير ميدانية، تُسجَّل يوميًا حوادث خطف وتعذيب وقتل تطال أفرادًا من الطائفة العلوية، في نمط يبدو ممنهجًا ويهدف إلى بث الرعب بين السكان ودفعهم نحو النزوح القسري، ضمن سياسة تهجير ديموغرافي تستند إلى خلفيات طائفية واضحة.

وتُوجَّه أصابع الاتهام بشكل مباشر إلى هيئة تحرير الشام، التي لا تزال تمارس نفوذًا أمنيًا وعسكريًا في عدة مناطق شمال غربي سوريا. وتورّط الهيئة في هذه الانتهاكات يضعها في خانة المسؤولية الكاملة عن المجازر وعمليات القتل الجماعي والتهجير التي طالت العلويين خلال السنوات الأخيرة.

ورغم خطورة هذه الانتهاكات واتساع نطاقها، لا يزال المجتمع الدولي يتعامل معها بقدر من التجاهل أو التجزئة، في ظل غياب أي آلية فعالة للمساءلة أو الحماية.

نطالب في مركز التوثيق بضرورة تدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل للضغط من أجل وقف المجازر بحق العلويين، ومحاسبة الجهات المسؤولة عنها، وتأمين حماية فورية للمدنيين المعرضين للخطر، دون تمييز على أساس طائفي أو عرقي.

ونؤكد أن هيئة تحرير الشام لا يمكن الوثوق بها كجهة تملك السيطرة أو الضبط الأمني، بل إنها تمثل جزءًا من المشكلة، كونها تقف خلف غالبية حملات الاستهداف والتهجير القسري، وهو ما يتطلب إعادة تقييم شاملة للتعاطي الدولي مع الكيانات المسلحة الفاعلة في سوريا.

​المصدر: مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا