الأحد, نوفمبر 10, 2024

الأزمة المعيشية تتفاقم في دمشق… ولا حل في الأفق

تشهد عموم المناطق السورية منذ اشتداد موجة البرد، منذ أكثر من شهرين، أزمات خانقة في توفر الغاز المنزلي، ونقص كبير في وقود التدفئة وإعادة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، إضافة إلى تراجع قياسي في قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي، ما أدى إلى تحليق جديد في الأسعار ضيق سبل العيش، وجعل الحياة بالغة الصعوبة.

وقالت صحيفة “الشرق الأوسط” أنه رغم تأكيد الحكومة في بداية الأزمات أنها “عابرة وسيتم تجاوزها خلال أيام”، فإن الوضع بقي على حاله لا بل ازداد تفاقماً.

ولوحظ أن أزمة توفر مواد الطاقة تزايدت منذ بدء الحديث عن مشروع القانون الخاص بالعقوبات الأميركية على الحكومة السورية، وتفاقمت مع إقرار الكونغرس الأميركي لمشروعها، ومحاولات دمشق الالتفاف عليها عبر توقيع “اتفاق التعاون الاستراتيجي الطويل الأمد” مع إيران الذي يشمل التعاون في مجالات كثيرة أبرزها المجال الاقتصادي.

وحسب خبراء اقتصاديين تحدثوا لـ”الشرق الأوسط”، فإن كل محاولات الحكومة السورية للالتفاف على تلك العقوبات عبر إيران “لن تجدي نفعاً”. ويقول أحدهم: “بالأصل إيران ومنذ ما قبل توقيع اتفاق البرنامج تعاني من العقوبات، وبعد خروج الولايات المتحدة العام الماضي من ذلك الاتفاق زادت واشنطن العقوبات، وازداد الحصار الاقتصادي عليها، وباتت بالكاد توفر الحاجات الأساسية لمواطنيها، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف لميت أن يساعد ميتاً!”.

ويلفت أحدهم إلى توقف الدعم الاقتصادي والمالي الإيراني للحكومة السورية منذ أكثر من عام، بعد تفاقم الوضع الاقتصادي في إيران بسبب العقوبات، وأن طهران لم تفعل الخط الائتماني الثالث البالغ مليار دولار والمقدم من إيران للحكومة السورية.

وفي ظل أزمة توفر مواد الطاقة الخانقة، يتساءل أعضاء في مجلس الشعب (البرلمان) في صفحاتهم على “فيسبوك” عن “الأصدقاء”، في إشارة إلى كل من إيران وروسيا.

وترافقت أزمة توفر مواد الطاقة مع تراجع قياسي في قيمة الليرة وموجة ارتفاع جديدة في الأسعار، فاقمت كثيراً من سبل العيش للغالبية العظمى من الناس، حيث تدهور منذ الشهر تقريباً سعر صرف الليرة السورية إلى نحو 530 مقابل الدولار في السوق السوداء، بعد ما حافظ على سعر نحو 440 ليرة لمدة عام تقريباً.

وأدت هذه الحالة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخضراوات بشكل جنوني، ونقص في كميات الخضار والفاكهة المعروضة في الأسواق، ولوحظ أن ارتفاع الأسعار لم يجارِ مستوى تدهور الليرة أمام الدولار، بل تجاوزه إلى عدة أضعاف، حيث قفز سعر كيلو الفروج من 750 ليرة إلى أكثر من 1200 ليرة، أي بنسبة أكثر من 50 في المائة عما كان عليه قبل التدهور الأخير في سعر الصرف.

“أبو محمود” في العقد السادس من عمره يقول لـ”الشرق الأوسط”، إن الضائعة المعيشية التي يمر به الناس “لم تمر عليهم ولا حتى في أشد سنوات الحرب” عندما كانت المعارضة تسيطر على مساحات البلاد، و”لم تمر عليهم حتى في زمن الحصار الاقتصادي على البلاد في ثمانينيات القرن الماضي”، ويقول: “الوضع كتير صعب… الله يكون بعون الناس”.

تموز نت

شارك هذه المقالة على المنصات التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *