الكورد من شعوب الشرق الاوسط الاصلية

جواد إبراهيم ملا 

لقد إستغل الاستعمار ظاهرة انتشار الاسلام بين الشعوب الاصلية لمنطقة الشرق الاوسط مما أدى الى انتشار لغة القرآن اي اللغة العربية وخلال 1400 عام تم تعريب معظم الشعوب الاصلية ولهذا سعى الاستعمار لتعيين أنظمة حاكمة في الشرق الاوسط من هم ليسوا اصحاب المنطقة الاصليين وبالتالي ليسهل له من حلب خيرات البلاد لمنافعه وترك قسم ضئيل لعملائه الذين رضوا بأي حصة لأنهم في الاساس ليسوا بأصحابها.

فالدول العربية هي دولا مصطنعة وأنظمتها تم تعيينها من قبل الاستعمار الاوروبي في بداية القرن الماضي وفبركها حسب مصالحه ومنافعه وتم للاستعمار الاوروبي ذلك من خلال تغييب الشعوب الاصلية عن مسرح السياسة والاقتصاد وتم تهميشهم اجتماعيا وثقافيا ايضا أي ان انظمة الحكم في الشرق الاوسط كله هي أنظمة عميلة للاستعمار ولا تمثل الشعوب الاصلية وليس لها علاقة بشعوب الشرق الاوسط لا من قريب ولا من بعيد.
وساعد الاستعمار الاوروبي الانظمة التي تنادي بالقوميات العربية والتركية والايرانية والباكستانية وغيرها من أجل القضاء على الشعوب الاصلية للمنطقة ولكي يتم تضييعها بالكامل في دمجها في تلك الدول القومية التي تم اختيارها وتعيين قادتها من رضى بهلوي ومصطفى كمال وغيرهم.
فدولة الباكستان ليست قومية وانما يوجد ضمن حدودها المصطنعة التي تم بناؤها على حساب قوميات البلوش والسند والبشتون وغيرهم.
كما ان الدولة الايرانية ليست قومية وانما يوجد ضمن حدودها المصطنعة التي تم بناؤها على حساب قوميات الآذريين والكورد والبلوش والعرب وغيرهم.

ودولة تركيا ليست قومية وانما يوجد ضمن حدودها المصطنعة التي تم بناؤها على حساب قوميات الكورد واللاز والارمن واليونان وغيرهم.
أما بلاد الشام من سورية والاردن ولبنان وفلسطين فلم يكن يسكنها سوى الشعب الآرامي والكوردي واليهودي، ولكن العروبيون استطاعوا من جعل اليهود والآراميين أقليات دينية مسيحية ويهودية بينما هم بالحقيقة قوميات تاريخية… فالانجيل نزل باللغة الآرامية وهذا يعني ان القومية واللغة الآرامية كانت موجودة قبل المسيحية وليسوا أقلية دينية محصورة في منطقة معلولا في شمال دمشق كما يدعي العروبيون، كما إن عيسى المسيح كان من بني اسرائيل كما جاء في القرآن الكريم اي ان اليهودية قومية وليست ديانة كما يدعي العروبيون أيضا.

وعليه فالذين يتكلمون العربية اليوم في بلاد الشام ومهما تكون اللغة التي يتكلمون بها فهم وبلا شك أحفاد الآراميين أو الكورد أو اليهود تم تعريبهم… ونفس الشئ حصل مع الاقباط في مصر حيث انهم الشعب المصري بإمتياز وليسوا أقلية دينية على الاطلاق… فالشعب المصري كله قبطيا ولكن التعريب جعلهم عربا واني أجزم ان الرئيس المصري السابق محمد مرسي والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي هم من الاقباط قد تم تعريب أجدادهم خلال 1400 عام… ونفس الشئ حصل للامازيغ في شمال أفريقيا وتم استعبادهم وتجزئتهم في أكثر من سبعة دول… ونفس الشئ حصل للشعب الكوردي في استعباده وتجزئته في أكثر من خمسة دول… وكذلك حصل نفس الشئ للشعب البلوجي في استعباده وتجزئة وطنه بلوشستان في ثلاثة دول.
والسؤآل هنا: لماذا استطاع الاستعمار الفرنسي في الجزائر في جعل لغته الفرنسية المسيطرة في المجتمع الجزائري حيث أصبحت اللغة الفرنسية خلال 132 عاما من الاستعمار الفرنسي أقوى من اللغة العربية حتى بعد استقلال الجزائر وبناء المدارس العربية الحديثة إلى جانب الكتاتيب في الجوامع لتدريس الاطفال اللغة العربية منذ أكثر من 1400 عام وذلك لأن الشعب الجزائري في الاساس ليس عربيا تم تعريبه أي ان العربية ليست لغته الاصلية بل هي لغة دخيلة واللغات الدخيلة يتم استبدالها بسهولة وبذلك تمكنت اللغة الفرنسية منه بسهولة… ولكن الشعب الكوردي المحروم من دولته بعد سقوط أمبراطوريته الميدية الكوردية في العام 550 قبل الميلاد ومنذ ذلك الوقت خسر الشعب الكوردي حريته وتعرض للتعريب والتفريس بشكل ممنهج… وللتتريك منذ 800 عام حينما جاء الاتراك من منغوليا الى الشرق الاوسط ايضا.

إلا أن اللغة الكوردية لا تزال موجودة ومتداولة بدون مدارس ولا كتاتيب لتعليم اللغة الكوردية، لأن الشعب الكوردي شعب أصيل وصاحب حضارة متجذرة في الارض والتاريخ حتى العظم… وسيبقى الشعب الكوردي وحضارته ولغته الكوردية موجودا شوكة في عيون الدول التي تحتل كوردستان ولو بعد 1400 عام أخرى.

عاشت كورستان دولة مستقلة.

شعار الإمبراطورية الكوردية الميدية