الإثنين 11 آب 2025

المرصد يكشف تفاصيل إعدام المهندس محمد رفيق البحصاص داخل مستشفى السويداء الوطني الذي أثار موجة غضب واسعة

أثار مقتل المهندس محمد رفيق البحصاص، المتطوع في الكادر الصحي بمستشفى السويداء الوطني، صدمة واستنكارًا واسعًا، بعد أن أُعدم بدم بارد داخل أروقة المستشفى خلال الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة في 16 تموز الماضي.

وأظهر مقطع مصوّر تجمع عدد من أفراد الكادر الطبي في بهو الطابق الأرضي قبل لحظات من إطلاق النار على البحصاص من مسافة قريبة، ما أدى إلى مقتله على الفور، وسط ذهول وإصرار الحاضرين من الكادر الطبي.

ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم أمس جزءًا من شريط مصور مدته ثوان، أثناء تجمع الكادر الصحي في بهو المستشفى، بينما لم يُنشر الجزء الآخر احترامًا لمشاعر ذويه وسياسة النشر، ويظهر الشريط لحظة إعدام البحصاص بشكل واضح.

ووفقًا لمصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان وشهادات من كوادر المستشفى، نشب جدال بين البحصاص وأحد العناصر الأمنية، انتهى بإطلاق الأخير النار عليه. وتشير المعلومات إلى أن العنصر المتورط التقى البحصاص قبل أيام من الحادثة، عندما طلب منه تقديم الإسعافات لعناصر الأمن العام الجرحى، إلا أن البحصاص اعتذر عن محدودية خبرته الطبية محاولًا تهدئة الموقف، لكن ذلك لم يمنع ارتكاب الجريمة.

البحصاص، وهو مهندس، تطوع مع آخرين لتقديم الإسعافات الأولية في ظل تدهور الوضع الإنساني وارتفاع أعداد المصابين، رغم قلة خبرته الطبية. وقد عُرف عنه حرصه على مساندة الطواقم الطبية في مواجهة الظروف القاسية التي يمر بها المستشفى.

المهندس محمد رفيق البحصاص

وتزامنت الجريمة مع مقتل وائل عزام، المسؤول عن كاميرات المراقبة في المستشفى، بعدما رفض تسليم تسجيلات توثق تفاصيل الحادثة، خشية استخدامها ضد الكادر الطبي أو تعريض سلامتهم للخطر.

تأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد أعمال العنف والانتهاكات بحق المدنيين والعاملين في القطاع الصحي في مناطق النزاع السورية، ما أثار موجة غضب واستنكارًا محليًا ودوليًا واسعًا.