جواد إبراهيم ملا
ان تقسيم كوردستان على يد الإستعمار الأوروپي إثر انهيار الامبراطورية العثمانية فيما بعد الحرب العالمية الأولى هو اكبر دليل على الأكاذيب التي اختلقتها العنصرية العربية والتركية والفارسية بأن الكورد هم اداة بيد الإستعمار يحركونهم كلما أرادوا، بينما الحقيقة ان الكورد ضحية من ضحايا الإستعمار ولو كان الكورد اداة بيد الإستعمار لأقام لهم دولة كوردية ليكونوا اداة فعالة.
إن التقسيم الإستعماري قسم كوردستان ارضا ووطنا ولكنه لم يستطع من تقسيم الشعب الكوردي، فحينما قامت جمهورية كوردستان في مهاباد 1946 شارك فيها عشرات الضباط الكورد الذين كانوا ضباطا في الجيش العراقي حيث تركوه والتحقوا بجيش جمهورية كوردستان كما ان البارزانيين جاءوا من جنوب كوردستان وشاركوا في بناء جمهورية كوردستان في مهاباد أيضا.
كما ان قدري جميل باشا وغيره من الشخصيات الكوردية من غرب وشمال كوردستان شاركوا في بناء جمهورية كوردستان في مهاباد أيضا.
نعم ان كوردستان قد تم تقسيمها ولكن الشعب الكوردي حتى ذلك الزمان كان واحدا قلبا وقالبا… ولكن بعد ظهور حوالي مئة حزب في جميع أقاليم كوردستان وكل حزب يعتبر نفسه الصح والوحيد في النضال الكوردستاني، مع اعتبار البقية خونة وبذلك أوجدت الأحزاب الكوردية مئة كوردستان ومئة شعب كوردي ومئة إله… وهذا هو التقسيم الحقيقي الاقذر والاحقر من تقسيم إتفاقية سايكس بيكو الإستعمارية التي قسمت أرض كوردستان ولكنها لم تستطع من تقسيم الشعب الكوردي الذي نفذته القيادات الكوردية الحزبية.
لقد نجحت القيادات الكوردية الحزبية نجاحا كبيرا في تقطيع الشعب الكوردي إلى مئة شعب بينما فشلت مؤآمرات الاستعمار والدول التي تحتل كوردستان وعملائهم وجحوشهم من تحقيق ذلك، لأن القيادات الكوردية الحزبية تتكلم باللغة الكوردية وتتحدث عن القومية الكوردية علنا وتنفذ مؤآمرات الاستعمار والدول التي تحتل كوردستان وعملائهم وجحوشهم سرا.
لقد تحررت الفيتنام بعد عشرة أعوام من محاربة الجيش الأمريكي أقوى جيوش العالم.
وتحررت الجزائر بعد عشرة أعوام من محاربة الجيش الفرنسي أحد أقوى جيوش العالم.
وتحررت كوبا بعد خمسة أعوام من محاربة أمريكا وعملائها وأسست دولة شيوعية تبعد بضعة أميال عن أمريكا أكبر دولة رأسمالية في العالم.
لقد تحررت أفغانستان وهزمت جيوش أقوى ثلاثة إمبراطوريات خلال المئة عام المنصرمة (البريطانية والروسية والأمريكية).
إلا أن القيادات الكوردية الحزبية في جنوب كوردستان بعد نصف قرن من الفيدرالية لا يزالوا يشتكون للكبير والصغير في إن بغداد لم ترسل لهم رواتبهم.
فإذا لم يستيقظ الشعب الكوردي ويطالب بالدولة الكوردية، فإن القيادات الكوردية الحزبية ستستمر بالمطالبة بالرواتب حتى ما بعد القرن القادم، لإرغام الشعب الكوردي على التسول والتطبيع والتعايش مع العدو على نار هادئة.
إلا أن دولة كوردستان قادمة مهما كره الكارهون
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=77763