رصدت السويداء 24 في شهر آذار/مارس الفائت، تعرض 26 مدنياً للانتهاكات، من عمليات خطف واعتقال تعسفي واحتجاز قسري للحرية.
وسجلت الشبكة جميع ضحايا الانتهاكات من المدنيين الذكور، بينهم 21 مدنياً تعرضوا لعمليات خطف عشوائية في حادثتين منفصلتين وقعتا في محافظتي درعا والسويداء، وقد تم إطلاق سراح جميع المحتجزين في الحادثتين خلال شهر آذار ذاته.
كما وثقت تعرض مدني واحد للخطف من عصابة منظمة تسعى للحصول على الفدية المالية، ولا زال مصير المخطوف مجهولاً حتى تاريخ إعداد هذا التقرير. وسجلت أيضاً اختطاف شخصين في ظروف غامضة، ولا يرال مصير أحدهما مجهولاً، فضلاً عن توثيق اعتقال جهاز الأمن العام لمدنيين اثنين بطريقة تعسفية، وقد تم إطلاق سراحهما بغضون يومين.
وكانت أول الانتهاكات في آذار الماضي، يوم الثلاثاء 4/3/2025، عندما تعرّض ستة مواطنين من محافظة السويداء للاختطاف قرب بلدة بصر الحرير في ريف درعا الشرقي، عُرف منهم: جمال الشوفي، وديع خداج، وذلك أثناء عودتهم من مراسم تشييع المنشد قاسم الجاموس. الحادثة التي حصلت في بصر الحرير، كانت بمثابة رد فعل من عائلة المواطن أنور عقلة غازي، الذي تقول عائلته إنه اختُطف في السويداء قبل عدة أيام. واطلعت السويداء 24 على مقطع فيديو يظهر تعرض المخطوف أنور لعمليات تعذيب، حيث تطالب الجهة الخاطفة بفدية مالية مقابل إطلاق سراحه. ونتيجة تدخل وساطات أهلية في محافظة درعا، فقد تم الإفراج عن المخطوفين الستة في نفس يوم اختطافهم من درعا، في حين لا يزال أنور غازي مجهول المصير حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
يوم الجمعة 14/3/2025 تعرّض المواطن غازي متروك المعاز (35 عاماً) من أبناء قرية بكا جنوب السويداء لعملية خطف من مجموعة مسلحة في مدينة دمشق، حيث كان يمارس عمله ببيع البنزين قرب جسر الوزان في مشروع دمر، واتهمت عائلته جهاز الأمن العام باعتقاله. ووفقاً لمصادر مقربة من المعاز، أظهرت كاميرات المراقبة في المنطقة لحظة احتجازه من قبل مجموعة أشخاص كانوا يستقلون سيارة “هونداي أكسنت” حمراء اللون. ولا يرال المعاز مجهول المصير حتى تاريخ إعداد هذا التقرير، ولم تعرف العائلة حتى اليوم سبب توقيفه، وأصدرت بياناً يتهم الأمن العام باحتجازه.
وفي يوم الأربعاء 19/3/2025 اقتحمت مجموعة مسلحة منزل المواطن نزيه بشارة في حي المهندسين بمدينة السويداء، وأقدمت على خطفه تحت تهديد السلاح ثم اقتياده إلى مكان مجهول. المسلحون كانوا يستقلون ثلاث سيارات وقد داهموا منزل بشارة الكائن في حي المهندسين، وكان بينهم ملثمون. وبعد مشادة كلامية واعتداء بالضرب عليه وعلى زوجته، أقدموا على خطفه. وفي نفس اليوم اطلق الخاطفون سراحه، وام يقدم بشارة أي تفاصيل حول أسباب الاختطاف.
وفي يوم الثلاثاء 18/3/2025 أقدم مسلحون محليون في السويداء على اختطاف 15 مدنياً من محافظتي درعا وريف دمشق على حواجز أقاموها بشكل عشوائي، رداً على توقيف جهاز الأمن العام في ريف درعا الشرقي شابين من محافظة السويداء، بعد ضبط صواريخ معدّة للتهريب بحوزتهما وفق الرواية المعلنة. وعُرف من المحتجزين: محمد العدوي، نسيب الحريري، أحمد الحريري، يحيى القداح، وسام القداح.
وبعد يومين من الاختطاف، أُفرج عن جميع المختطفين بوساطة مشايخ من السويداء ومن وجهاء العشائر. كما أطلق الأمن العام سراح أحد الشابين الموقوفين، وقال لوسطاء إن التحقيقات أكدت عدم تورطه في التهريب، فيما لا يزال الشاب الثاني موقوفاً. وترافقت عمليات الخطف مع حالات سلب لأسلحة ودراجات نارية تعود لبعض المختطفين، وعمليات تعذيب، مما زاد التوتر في المنطقة. نتيجة لذلك، احتجز مسلحون على طريق دمشق السويداء عدة سيارات لمدنيين من السويداء بشكل عشوائي اليوم الجمعة، وأرسلوا تسجيلات صوتية مطالبين باستعادة الأسلحة والدراجات المسلوبة، مقابل الإفراج عن السيارات.
وكانت أخر الانتهاكات التي وثقتها السويداء 24، يوم الأحد 23/3/2025، عندما اقتحمت مجموعة تابعة لجهاز الأمن العام منزلاً في قرية الدارة في ريف السويداء الغربي، واعتقلت الشقيقين عبد الكريم العنيزي وعلي العنيزي، قبل اقتيادهما إلى قسم إزرع في ريف درعا، وذلك بسبب صلة قرابة تربطهما بشخص متهم بجريمة قتل، ودون وجود لأي مذكرة توقيف. وخلال عملية الاقتحام، لم يراعي عناصر الأمن حرمة البيت، واعتدوا بالضرب والإهانات على جميع الموجودين، بمن فيهم النساء. وبعد يومين من اعتقالهما، أطلق جهاز الأمن العام سراحهما، بعد عمليات تحقيق تعرضوا خلالها الضرب والتعذيب للاستفسار عن أحد المقربين منهم.
المصدر: السويداء 24
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=66932