ذكرى وفاة أيقونة الفن الكردي عيشة شان “صوت الشعب الذي لا يُنسى”

في مثل هذا اليوم من عام 1996، رحلت عن عالمنا الفنانة الكردية الكبيرة عيشة شان، التي لا تزال تُعتبر واحدة من أبرز رموز الفن الكردي على مر العصور.

عيشة شان، التي حملت بصوتها شجون وأحلام شعبها، استطاعت أن تحول الأغنية الكردية إلى منبرٍ عالمي يعبر عن الهوية والنضال والثقافة الكردية، رغم القيود التي فرضتها الظروف السياسية والاجتماعية في زمانها.

مسيرة فنية لا تُنسى

وُلدت عيشة شان عام 1938 في مدينة آمد (ديار بكر)، ونشأت في عائلة كردية متواضعة تعشق الفلكلور والموسيقى. بدأت مشوارها الفني في سن مبكرة، متأثرة بالموسيقى الشعبية الكردية والتراث الغني الذي يميز منطقة ديار بكر.

منذ بداياتها، حملت عيشة شان مسؤولية التعبير عن آلام وآمال الشعب الكردي، وذاع صيتها كصوت أصيل ينقل تراث الأجداد للأجيال الجديدة. أغانيها التي كانت خليطًا بين الحزن العميق والشوق للحريّة أصبحت رمزًا للفن المقاوم الذي لا يخضع للاضطهاد.

الأغنية الكردية بين الحظر والانتشار

عملت عيشة شان في فترة شهدت فيها الأغنية الكردية تضييقًا كبيرًا من الحكومات التي حاولت طمس الهوية الكردية. لكنها، رغم ذلك، تمكنت من تسجيل أعمالها وإيصال صوتها إلى مسامع العالم. أغانيها مثل “Dar Hejiroke” و**”Hevale Baran”** و**”Ay Dilberê”** لا تزال محفورة في وجدان الشعب الكردي، وتُغنى في المناسبات الثقافية والوطنية.

عيشة شان لم تكن مجرد مغنية، بل كانت صوتًا ينقل قصص شعبها ومعاناتهم. عبرت في كلماتها عن قضايا المنفى، والفقد، والظلم، والحب للأرض والوطن، مما جعلها رمزًا خالدًا في وجدان كل كردي.

إرث خالد رغم الغياب

رغم رحيلها، لا تزال عيشة شان حاضرة في الذاكرة الكردية من خلال أعمالها التي تجاوزت الزمن والمكان. فنانون كثر استلهموا من إرثها وأعادوا غناء أعمالها، لتظل صوتًا حيًا يعبر عن الهوية الكردية بكل تفاصيلها.

وفي ذكرى وفاتها، تُنظم العديد من الفعاليات في كردستان وخارجها لإحياء إرثها. تُقام أمسيات غنائية، تُعرض أفلام وثائقية عنها، وتُقدم دراسات أدبية حول تأثيرها في الأغنية الكردية.

رسالة عيشة شان التي كانت تنادي بالسلام والحب والانتماء لا تزال تتردد في قلوب محبيها. بفضلها، أصبحت الأغنية الكردية نافذة للعالم للتعرف على حضارة شعب تعرض للكثير من التحديات.

المصدر: روج نيوز