سي إن إن تعترف بتعرضها “للتضليل” من قبل ضابط مخابرات سوري
اعترفت شبكة “سي إن إن” الأميركية، الإثنين، أنها تعرضت للتضليل من قِبل ضابط مخابرات سوري عنه من سجن سوري الأسبوع الماضي بينما كانت كاميرات الشبكة تسجل المشهد.
وأكدت “سي إن إن” هويته من خلال صورة حصلت عليها تظهره في مكتبه بالزي العسكري، وتم التحقق منها باستخدام برنامج للتعرف على الوجوه بنسبة تطابق تجاوزت 99 بالمئة.
وكانت الشبكة قد بثت، الأسبوع الماضي، تقريرا مصورا أظهر مراسلتها للشؤون الدولية، كلاريسا وارد، وهي تكتشف، برفقة حارس من قوات المعارضة، رجلا محتجزا في زنزانة منفردة بأحد سجون دمشق.
وعرّف الرجل نفسه في التقرير باسم “عادل غربال”، مدعيا أنه مدني اعتقلته المخابرات من منزله قبل ثلاثة أشهر.
وقد انتشر على نطاق واسع في الأسبوع الماضي مقطع فيديو للسجين المذهول وهو يُقتاد إلى خارج السجن على يد الصحفية كلاريسا وارد، التي وصفت المشهد بأنه “واحدة من أكثر اللحظات غير العادية التي شهدتها” في مسيرتها المهنية الممتدة لعشرين عامًا.
لكن منظمة التحقق من الحقائق Verify-Sy نشرت تقريرا مفصلا يوم الأحد قالت فيه إن السجين البريء على ما يبدو كان في الواقع سلامة محمد سلامة – وهو ضابط في مخابرات القوات السورية وله تاريخ طويل من جرائم الحرب.
وقال متحدث باسم “سي إن إن” إن أحدا لم يكن يعلم أن فريق الشبكة سيزور السجن في ذلك اليوم.
وأضاف أن قرار الإفراج عن الرجل كان بيد الحارس، وليس فريق الشبكة.
وفي التقرير، ظهرت فرق من منظمة الهلال الأحمر السوري وهي تساعد الرجل الذي بدا أنه في حالة صدمة خارج السجن.
وذكرت المنظمة على منصة “اكس” أن الرجل “عثر عليه بدون هوية” وتم “إعادته إلى أحد أقاربه” في العاصمة دمشق.
ووجدت Verify-Sy المتخصصة في تدقيق صحة الوقائع، بعد ذلك أنه لا يوجد سجل لعادل غربال في المنطقة، مما قاد إلى هويته الحقيقية.
ويعرف سلامة باسم “أبو حمزة”، وكان يعمل في عدة نقاط تفتيش أمنية في حمص وكان متورطاً في السرقة والابتزاز وإجبار السكان على أن يصبحوا مخبرين للأسد، بحسب ما قاله سكان محليون لمدققي الحقائق.
كما قام بقتل مدنيين خلال الحرب الأهلية السورية في عام 2014 – ويُزعم أنه احتجز وعذب الشباب بتهم زائفة، ورفض العديد منهم دفع الرشاوى، حسبما ذكر موقع تدقيق الحقائق Verify-Sy.
ويقول السكان المحليون إنه تم حبسه في السجن حيث تم اكتشافه لمدة تقل عن شهر بسبب نزاع مع ضابط رفيع المستوى بشأن تقاسم الأموال التي تم ابتزازها.
وأثار التقرير جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شكك البعض في مصداقية اللقاء، مشيرين إلى تناقضات في رواية الرجل وحالته الجسدية التي لم تكن تعكس ظروف الاعتقال التي ادعاها.
وعبر بعض الصحفيين عن دعمهم لـ كلاريسا وارد، التي تعتبر مراسلة أجنبية متمرسة ووجها لتغطيات “سي إن إن” في مناطق النزاع حول العالم.
وكتب كبير المراسلين الأجانب في فوكس نيوز تري ينغست: “الهجمات ضد كلاريسا لا أساس لها من الصحة وسخيفة. إنها صحفية نزيهة ومحترفة”.
وكالات
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=58508