الإثنين, مارس 3, 2025

عفرين تحت الاحتلال (317): الاعتداء على مواطنين مدنيين، اعتقالات تعسفية، فوضى وسرقات واسعة وانتهاكات متفرقة

يواصل جهاز الأمن العام فرض سيطرته في المنطقة، إلّا أنّ ميليشيات ما سمي بـ”الجيش الوطني السوري” تستمر في ممارسة الانتهاكات، والاستخبارات التركية برفقة “ميليشيا الشرطة المدنية” تعتقل المواطنين الكُـرد، ولا زال العلم التركي مرفوعاً في العديد من الحواجز والأماكن وداخل مكاتب البريد والشركات التركية ومكاتب ميليشيا “الشرطة العسكرية- سابقاً”؛ وقد استهزأ أهالي بلدة مابتا/معبطلي من خبر فتح صندوق للشكاوي، لأنه وضع ضمن المقرّ الأمني لميليشيات العمشات، فكيف سيجرؤن على الدخول إلى المقرّ والشكوى ضد متزعميها وعناصرها؟!

فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:

= الاعتداء على مدنيين كُـرد:

– بعد الإفراج عن المواطن “محمد علي سيجام /35/ عاماً” من أهالي بلدة شيه/شيخ الحديد من معتقله في مدينة أعزاز، بتاريخ 13/1/2025م، تبين أنّ حالته الصحية سيئة للغاية، نتيجة آثار التعذيب الشديد الذي تعرّض له على أيادي ميليشيات ما سمي بـ”الجيش الوطني السوري” منذ اعتقاله ليلة 2/12/2024م، بتهمة ملفّقة بالعلاقة مع “قوات تحرير عفرين”، بعد سيطرة الميليشيات على مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، التي نزح إليها “سيجام” عقب احتلال عفرين في آذار 2018م، حيث أسعف إلى مشفى بمدينة حلب بسبب الإصابات على كامل جسده وقص بعض أصابع قدميه وحرق ساقيه وقلع بعض أسنانه، وهو يعاني من مشاكل نفسية وعقلية.

– قبل أسبوعين، في بلدة ميدانكي، اعتدى خمسة مسلّحين من عناصر ميليشيات “فيلق الشام”، منحدرين من حي بابا عمرو بمدنية حمص، على المسن “رجب محمد حسن /70/ عاماً”، بالشتم والضرب المبرح، رغم قرب مقرّ للفيلق، لأنه رفض أن يقوموا بفك أبواب ونوافذ منزله لدى إخلائه، وهو مستولى عليه منذ عام 2018م، حيث أكملوا سرقاتهم وكسّروا ما بقي من أدوات.

– مساء الجمعة 28/2/2025م، قامت مجموعة مسلّحة ملثمة بالاعتداء على المواطن “محمد علي الملقب بـ جلمي” بالضرب المبرح وإصابة رأسه بجروح وسرقة بارودة صيد/جفت منه، حيث أنه كان داخل غرفة حراسة بئر ارتوازي عائد لـ”محمد حمو” مختار قرية “أرنده”- شيه/شيخ الحديد، ولم يرد المكتب الأمني لميليشيات العمشات على شكوى المختار، بل اتهمت الحارس “محمد علي” بسرقة البارودة العائدة للمختار أيضاً وفتحت تحقيقاً مع عائلته وأقربائه حول ذلك.

= اعتقالات تعسفية:

اعتقلت الاستخبارات التركية برفقة ميليشيا “الشرطة المدنية”:

– قبل أسبوعين، المواطن “عبد الرحمن عزت محمد /39/ عاماً” من أهالي قرية “كوندي مزن/الذوق الكبير” – شيروا، وذلك من منزل بقرية “قسطل مقداد” – بلبل، واقتيد إلى مركز ناحية راجو، دون معرفة التهمة الموجّهة له.

– قبل حوالي عشرين يوماً، المواطن “عصام حميد حسن /34/ عاماً، في حي الأشرفية بمدينة عفرين، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة.

– بتاريخ 24/2/2025م، المواطن “حسن منان حبش /60/ عاماً” من أهالي قرية “ديكيه”، بمركز ناحية بلبل، دون معرفة التهمة الموجّهة إليه.

– بتاريخ 25/2/2025م، المواطن “بانكين مصطفى شعبان /35/ عاماً” من أهالي بلدة “بعدينا” – راجو، من قبل حاجز مفرق قرية “كُوكان” على طريق راجو، واقتيد إلى مركز ناحية مابتا/معبطلي، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، وذلك بعد عودته إلى منطقته بحوالي عشرة أيام.

= السرقات:

– في قرية “آغجلة” بناحية جنديرس، التي تسيطر عليها ميليشيات “جيش الشرقية”، مساء السبت 22/2/2025م، حاول مسلّحون لصوص- يقطنون في مخيم قرب القرية- سرقة أشياء من ثلاثة معاصر زيتون عائدة للمواطنين “حسين حسن، علي النجار، حسين وحمودة كوجر“، حيث كانوا قد نقلوا /17/ تنكة زيت (الواحدة 16 كغ) من معصرة “حسين” إلى حقل زيتون قريب، ولكنهم لاذوا بالفرار بعد أن تيقظ أصحاب المعاصر والحرّاس عليهم ولاحقوهم؛ بينما في وقتٍ لاحق تمكّنوا من سرقة معدّات الصوت والطاقة الكهرضوئية وخيمة وطاولات وكراسي مخصصة لمجالس العزاء من مسجد القرية. وكذلك سرقوا مجموعة الطاقة الكهرضوئية من منزل المواطن “عماد حسين شعبان“.

– في بلدة ميدانكي: رغم زيارة رتل من قوات الأمن العام للبلدة واستماعها لشكاوى الأهالي، هناك محاولات سرقة مستمرة ترافقاً بإطلاق الرصاص في الهواء لترهيب الأهالي؛ فإذا أخلي منزل ولم يكن صاحبه موجوداً، تُسرق منه ما بقي من أبواب ونوافذ؛ وبتاريخ 26/2/2025م، قام مسلّحون بسرقة أسطوانة وموقد غاز من منزل المواطن “صلاح شيخ عثمان” بعد استلامه لمنزله بأسبوع.

– بتاريخ 26/2/2025م، قام مسلحون ملثمون من عناصر ميليشيات العمشات ويحملون رشاشات بسلب هاتف جوال ومبلغ ألفي ليرة تركية من المواطن “عزيز قاشو” من أهالي قرية “أرنده”، في الطريق الواصل بين القرية وبلدة شيه/شيخ الحديد.

– بتاريخ 27/2/2025م، أقدم ثلاثة مسلّحين على إيقاف حافلتي ركّاب في الطريق الواصل بين قريتي “كُوركان تحتاني- مابتا/معبطلي، معملا – راجو”، وشلّحت مبالغ مالية (رواتب) و/17/ هاتف جوّال من الركّاب، وهم /17/ عامل، كانوا يعودون من المدينة إلى قريتهم، ثم لاذ المسلحون بالفرار.

– وصلتنا صورة لمبنى طابقي في مدينة جنديرس، وكان قد تضرر أثناء زلزال 6 شباط 2023م، إلّا المستقدمين الذين كانوا يقطنون فيه سرقوا ما بقي فيه من أحجار وسيراميك وأدوات، حيث أنّ إحدى الشقق كانت جاهزة ومسكونة من صاحبها المهجر قسراً “قازقلي محمد” فقط ستة أشهر، واستولى عليها مسلّح من ميليشيا “نور الدين زنكي” في نيسان 2018م، وكذلك سرقت الميليشيا سيارة تكسي لـ”قازقلي”.

– وبتاريخ 27/2/2025م، على طريق جنديرس – قرية “كُوران”، اعترض مسلحان طريق الشاب “رياض كدرو“، وسرقوا منه دراجة نارية وفراريج وهاتف جوّال، وتركوه على قارعة الطريق.

= انتهاكات أخرى:

– لاتزال ميليشيات “أحرار الشرقية” التي تسيطر على القطاع المحاذي لطريق راجو، بدءًا من مفرق قرية عَمارا لغاية مفرق بلدة بعدينا، تفرض إتاوات على كلّ حقل زيتون يتمّ تقليمه أو حراثته أو رش السماد فيه، بواقع دولار أمريكي واحد عن كل شجرة؛ على سبيل المثال، سلبت /200/ دولار من المواطن “محمد رشيد قاسو ” كإتاوة عن فلاحة حقل زيتون قرب “كازية كتخ” و /30/ دولار من المواطن “إسماعيل عارف علو” كإتاوة عن فلاحة حقل قرب مفرق “بعدينا”، حيث هناك دورية يستقلها عنصران مسلحان، تُحصل الإتاوات.

– وفق مقطع صوتي متداول على وسائل التواصل الاجتماعي، يطالب المدعو “أبو شلاش” عنصر بالمكتب الاقتصادي لميليشيات “فرقة الحمزات” بناحية راجو مختار قرية “بربنه” بإبلاغ أصحاب “الوكالات والعقود” الذين يديرون حقول الزيتون العائدة للمواطنين الغائبين لمراجعة المكتب وتجديد تلك الوثائق ودفع الإتاوات المفروضة عليهم (باسم الضمان)، تحت التهديد بتسليم الحقول لأشخاص آخرين (ضمّانة) من طرفه؛ وذلك في محاولة لسلب ما أمكن من أموال قبل حلّ الفرقة ومغادرة المنطقة.

– أواسط الشهر الجاري، قام المدعو “أبو وليد” متزعم ميليشيا “فيلق المجد” والمدعويّن “أبو خطار” و”أبو بشار” من عناصرها، بإطلاق الرصاص في الهواء وهم في حالة سكر، أمام منازل أربعة عوائل عائدة إلى قرية “جوبانا” – راجو، وفرضوا على كلّ عائلة إتاوة /500-700/ دولار أمريكي، و/1500/ دولار على عائلة أخرى في قرية “زركا” المجاورة بحجة إخلاء منزلها وتسليمه لها.

= فوضى وفلتان:

– هناك قطع واسع للغابات في ناحية جنديرس، وكذلك السرقات في مركز المدينة، حيث أنّ الميليشيات والمقرّبين منها من المستقدمين يعتبرون هذه الفترة فرصتهم الأخيرة لجني الأموال بالسلب والنهب؛ وفي هذا الإطار قام جهاز الأمن العام مؤخراً باعتقال المدعو “المقدم إبراهيم الجاسم” رئيس “فرع الشرطة العسكرية في جنديرس” منذ عام 2018م، المنحدر من ريف سراقب- إدلب، وآخرين معه، بسبب افتضاح أمره وغلوه في الفساد، مثل تلقي رشاوى بعشرات آلاف الدولارات من مجموعات قطع الغابات، وآلاف أخرى لقاء الإفراج عن معتقلين، وقيامه بسرقة عدة سيارات عائدة لموقوفين وأخرى حكومية.

– خلال الأسبوع الثالث من شهر شباط، قام مسلّحون بسرقة سيارتين بك آب عائدتين للمستقدمين القاطنين في قرية “ماراته” غرب مدينة عفرين، ولم يتم معرفة اللصوص أو ملاحقتهم.

هناك حاجة ملحّة حالياً لتولي جهاز الأمن العام العائد للسلطات السورية الجديدة كامل مهام الملف الأمني في عفرين، ونزع يد الميليشيات والاستخبارات التركية عنه، حتى تبدأ بوضع حدٍّ للسرقات والانتهاكات والاعتقالات على أساس الهوية، ولتتوفر بيئة آمنة نسبياً لعودة نازحي ومهجّري المنطقة.

01/03/2025م

المكتب الإعلامي-عفرين

حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

——————

الصور:

– مبنى في جنديرس تضرر جزئياً من زلزال 6 شباط 2023م، وسُرقت منه ما بقي من أحجار وسيراميك وأبواب ونوافذ وأدوات.

– المدعو “المقدم إبراهيم الجاسم” رئيس “فرع الشرطة العسكرية في جنديرس” سابقاً.

 

شارك هذه المقالة على المنصات التالية