الأحد, فبراير 23, 2025

فراس قصاص: يجب أن تكون هناك سياسة تشاركية وطنية لإعادة بناء سوريا

أوضح السياسي السوري ورئيس حزب الحداثة والديمقراطية لسوريا، فراس قصاص، أن السلطة في دمشق عليها أن تذهب نحو سياسة تشاركية وطنية تساعد في إعادة بناء مؤسسات الدولة، دون أن يكون هناك إقصاء لأي قوة أو مكون أو قومية، مشيراً إلى أنه وعلى الرغم من وجود بعض الإشارات الإيجابية من قبل دمشق، إلا أن هناك مؤشرات أخرى تثير الخشية والكثير من المخاوف.

وقال قصاص لوكالة هاوار الكردية “في الواقع هناك إشارات متعارضة ومتضاربة صدرت ولا تزال تصدر عن الإدارة السورية الجديدة بعضها مبشر وبعضها الأخر يشي بما لا يحمد عقباه، ويشي بإرهاصات ومقدمات لدولة يطغى على حقلها العام سقف قيم دينية محافظة، وربما سلطة استحواذيه إقصائية تعتبر إن اسقاطها للنظام يمنحها شيك على بياض، وتفويض لا رجعة عنه لتشكيل البلاد تبعاً لمنطقها الفكري ورؤيتها بل وربما مصالحها”.

وأضاف قصاص: “إن غياب حضور أفكار الدولة الديمقراطية في خطاب الإدارة الجديدة ورفضها الاعتراف بالقوى السياسية والتعاطي معها بوصفها قوى معبرة عن خطابات سورية يحتاجها السوريون، وإعادة بنائها لمؤسسات الدولة لا سيما تلك التي تستطيع استخدام العنف المقونن فيها بشكل يرسخ هيمنتها ويطغى على بنيتها ومن ثم تفردها في رسم وتحديد مسارات المرحلة الانتقالية واستحواذها شبه التام على نواصي الإعداد لمؤتمر حوار وطني، كلها مؤشرات سلبية تصب في اتجاه استبداد نخشاه نحن ويخشاه السوريون”.

قصاص، وخلال حديثه، طالب السلطة الجديدة في دمشق “بالنحو الحاسم صوب سياسة تشاركية وطنية أثناء إعادتها بناء مؤسسات الدولة وبشكل لا يسمح حتماً بهيمنة لون قومي وايديولوجي معين على مفاصلها، فهذه الهيمنة التي تترسخ شيئاً فشيئاً على هوية مؤسسات الدولة الأيديولوجية ستشكل إفراغاً لكل طمأنة عملية أو نظرية يمكن أن يتخللها مسار المرحلة الانتقالية”.

وأوضح في هذا السياق بالقول: “لعل الشكل والصيغة التي ستنتهي إليه العديد من المظاهر التي تشهدها سورية، لا سيما التي تستهدف مناطق العلويين بسوريا وإنهائه إضافة إلى نمط التعاطي مع أهم الاستحقاقات التي ستؤثر في مستقبل سوريا، وأقصد مفاوضات هذه السلطة مع تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية وترسيمها لصيغة اتفاق معها ومع حالة السويداء بشكل أساسي، إضافة إلى إظهار الاستقلالية التامة عن إرادات الهيمنة الإقليمية على الوضع السوري على قاعدة الانحياز النهائي لمفهوم الهوية التعددية لسورية، كل ذلك سيقرر مدى صوابية الخطوات التي تتخذها حكومة الشرع وإدارتها للبلاد من عدمها”.

وفي ختام حديثه، قال قصاص: “إن المطلوب من الشعب السوري المبادرة إلى تنظيم نفسه في قوى سياسية يستطيع من خلالها ممارسة دوره في ترسيخ إرادته وتوجيهه لمسار وحياة البلد طبقاً لمصالحه ورؤيته في صناعة مصيره، ويجب على السوريين أن لا يركنوا لدعوات التريث والامتناع عن نقد السلطة السورية الحالية أو مراقبتها ومعارضتها، بل على العكس تماماً من ذلك”.

شارك هذه المقالة على المنصات التالية