في القضية الكوردية، بعض المسائل الجوهرية، يجب أخذها بعين الاعتبار

جواد إبراهيم ملا

إن كل من يتسنم أي منصب عراقي أو سوري أو تركي أو إيراني لن يستطيع العمل أو أن يتحدث أفضل من رئيس الجمهورية العراقي لطيف رشيد أو من وزير خارجية العراق فؤاد حسين لأن العراق قد تم بناؤه على حساب استقلال كوردستان… فلطيف رشيد وفؤاد حسين وقبلهم جلال الطالباني ليسوا أعداء الكورد بل إن الحقيقة هي أن العراق وتركيا وسوريا وإيران كدول وكيانات هي العدو رقم واحد للشعب الكوردي، حيث إبتلعت كوردستان وطن الشعب الكوردي وفي غفلة منه.

المسألة الأخرى وهي مسألة الديمقراطية وتعايش الشعوب مع بعضها والقبول بالآخر هي من الأمور الغائبة تماما من وجدان وسياسة سورية والعراق وتركيا وإيران القريبة والبعيدة.

ففي بريطانيا، ناضلوا نضالا كبيرا من أجل الديمقراطية، فقد تم بناء بناية البرلمان البريطاني في العام 1200م كما أن البرلمان البريطاني كان موجودا قبل البناية بزمن بعيد. إلا أن البريطانيون خلال نضالهم الديمقراطي أعدموا ملكهم، الملك تشارلز الأول في 30-1-1649 وأحرقوا بناية برلمانهم، البرلمان البريطاني في 16-10-1834 وغيرها من الأعمال العنفية والارهابية. ومع كل مؤسسات الديمقراطية البريطانية الرائعة في بريطانيا فإنها لم تصل إلى مستوى الديمقراطية كما يجب أن تكون… وعليه فإذا كانت الديمقراطية البريطانية قد أخذت أكثر من ألف عام من القتل والفوضى والإرهاب، فإن الديمقراطية في سوريا والعراق وتركيا وإيران بحاجة إلى ملايين السنين من القتل والفوضى والإرهاب.

وبناء على ما تقدم، يجب الانفصال عن هذه الدول وإعلان استقلال كوردستان… وفي هذا التوجه إن كل كوردي يسلم سلاحه للعراق وسوريا وتركيا وايران، فإنه لا يهدف للسلام على الإطلاق بل إنه استسلام ويقوم بعملية بيع كوردستان بالجملة.

كما إني أشبه من ينضال من أجل ديمقراطية سوريا والعراق وتركيا وإيران كمن يريد إقناع الحمير بالاستمتاع بمنظر ورائحة الورود، ولكن الحمير لا تحاول الاستمتاع بمنظرها ولا برائحتها بل تباشر بأكها بدون تأخير.

إن إعلان الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع في إنه سيطبع مع إسرائيل حسب أوامر أمريكا، فقد توقفت جميع تصريحات اسرائيل بحماية الدروز كما أن الامريكان أعلنوا عن انسحاب قواتها من سوريا لأنهم قد ضمنوا سوريا كلها إلى جانبهم، وإن ترك الكورد ليست مسألة جديدة بل تكررت كثيرا وإن الكورد بالنسبة لهم ليسوا أكثر من ورقة ضغط للوصول إلى مآربهم.

ومما تبين سابقا في أن حل القضية الكوردية ليست عند سوريا والعراق وتركيا وإيران على الإطلاق، إن كانت ديمقراطية أو غير ديمقراطية، كما إن حل القضية الكوردية ليس عند الدول الكبرى الشرقية والغربية أيضا، بل إن حل القضية الكوردية عند الشعب الكوردي، والشعب الكوردي فقط.

لذا على الشعب الكوردي أن يتثقف ثقافة قومية كوردية صافية بعيدة عن العشائرية والحزبية والإقليمية، بالضبط كما جاء بها حزب كاژيك الذي تأسس بمدينة السليمانية من أجل قيام الدولة الكوردية في العام 1959.
وعليه إني أعتبر كل كوردي يموت من أجل الديمقراطية والتعايش مع العدو مضيعة للوقت والإمكانيات الكوردية، وإنه وبلا شك خائن للكورد وكوردستان وفي أحسن الأحوال يموت وهو مغرر به أي إنه يخون شعبه بدون أن يدري.

عاشت كوردستان دولة مستقلة.