بير رستم
يبدو أن الرياح هذه المرة أيضاً لم تجر كما تشتهي سفن تركيا والميليشيات التابعة له حيث حاولوا سابقاً مع أهلنا في كل من الساحل والسويداء وكانت النتائج بعكس ما أرادوه سياسياً على الأقل، وها هم جربوها مرة أخرى مع أهلنا في كل من شيخ مقصود والأشرفية، بالأحرى مع قوات سوريا الديمقراطية والكرد عموماً، لكن جاءت النتائج بعكس ما أرادوها حيث جاء التدخل الأمريكي حاسماً، ونقصد زيارة الوفد الأمريكي بشقيه الديبلوماسي والعسكري حيث لم يكن اعتباطياً، بل رسالة واضحة ليس فقط لدمشق وإنما لتركيا أولاً، وإلا لكانت الأخيرة صعدت الموقف أكثر ودفعت بالمزيد من المرتزقة ودعمتهم بمختلف الأسلحة لإخضاع الإدارة الذاتية وقسد وأجبرتهم على الإذعان وقبول دخول ميليشيات الجماعات الجهادية باجتياح الحيين، كما فعلوا مع أهلنا بالساحل والسويداء.
نعم الموقف الأمريكي كان واضحاً ولو لم يتم الإعلان عنه، لكن التحرك على الأرض قرأ جيداً والأهم هو ما نتج عن هذا الضغط الأمريكي حيث أجبر الطرفان، أو بالأحرى دمشق وراعيتها أنقرة على القبول بالجلوس مع قيادات قسد والإدارة والخوض في مفاوضات مباشرة حول عدد من القضايا والملفات التي كانت ترفضها سابقاً مثل قضية التمثيل لكل المكونات في الدستور بحيث يتم تعديله ليضمن تمثيل جميع المكونات وهو تعبير سياسي آخر عن مفهوم اللامركزية حيث التشاركية بدل حكومة بهوية أيديولوجية مركزية، مما يجعلنا نتأكد بأن الأمريكان بدؤوا بممارسة المزيد من الضغوط على كل الأطراف لتهدئة الأوضاع ورسم ملامح سوريا القادمة في دولة تشاركية تضمن حقوق كل مكونات البلد.
وللعلم ستكون المفاوضات القادمة بين قسد والإدارة من جهة وحكومة دمشق من جهة أخرى بإشراف أمريكي مباشر وهذه ضربة أخرى لتركيا وميليشياتها التي كانت تأمل أن تكون تحت إشرافها أو إشراف إقليمي تركي عربي في أحسن الأحوال.. وهكذا يمكننا القول؛ بأن الأمور لصالح من يريد أن تكون سوريا دولة تعددية ديمقراطية تشاركية لكل مكوناتها، وليس كما يريدها البعض دولة الأيديولوجيا الواحدة بسلطة مركزية مستبدة وفقط لاحظوا العواء لبعض القوى الإقليمية على المنابر الإعلامية وحينها ستعرفون إلى أين تتجه الأمور!
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=77565