جل آغا/ أمل محمد
على بعد 24 كيلو متراً شمال شرق ناحية تربه سبيه، تقع قرية “علي بدران”، والتي تعد من أقدم القرى في المنطقة، وهي ذات تاريخ عريق من الإصالة، وهي مقصد سياحي لأهالي سوريا كافة.
قرية “علي بدران”، من القرى الريفية الساحرة، الواقعة في ريف تربه سبيه، على بعد 20 كيلو متراً من شمال غرب ناحية جل آغا، تحيطها عدة قرى مثل “خوشينيه وباباسيه، وتوكل، وعتبة، وخرابا رش، وآلة قوس”، تجاوز عمر القرية 200 عام، حيث بُنيت بعد مجزرة آلة قمشة، والتي ارتكبها المحتل التركي بحق الكرد قديماً في عام 1926، والتي راح ضحيتها 40 رجلاً ونجى منهم القلة، حيث بنى حسين عقب نجاته، قرية علي بدران، فيما قام أخوه إبراهيم ببناء قرية خوشينيه، والتي تبعد عنها ببضعة أمتار.
سبب تسميتها وما تشتهر به
واكتسبت قرية “علي بدران”، اسمها من المقام الموجود فيها، والذي يعود تاريخه قبل بناء القرية، حيث يوجد في القرية مزاران، أحدهما فوق تلة صغيرة، وهو لشخص يدعى “علياً”، والآخر لشقيقه “بدران” اللذين كانا دعاة خير، ومن هنا جاءت تسمية القرية، كما واكتسبت القرية ميزة دينية واجتماعية هامة عبر التاريخ، لهذين المقامين، ولا يزالان مقصد السكان احتراماً وتباركاً لتحقيق الأمنيات والشفاء.
وتشتهر قرية “علي بدران”، بوجود نبع على طرفها، حيث يقصده سكان القرية والزوار من المناطق للتنزه، والترويح عن النفس، وكان النبع يغذي قرية علي بدران والقرى المجاورة لها بمياهها العذبة، حيث كان يعتمد عليها الأهالي في سقاية حقولهم وأراضيهم، ولكن بعد الجفاف الذي ضرب المنطقة وبناء الآبار حول القرية جفت مياه النبع، وكانت تحيط بالنبع أشجار متنوعة، مثل “كرم العنب، والتفاح، والخوخ، والرمان، والدراق، والحور على طول نهر القرية”، بالإضافة لشجرة “التوت”، العريقة، والتي تعرف باسم “شجرة الحج حسين”، نسبةً إلى الشخص الذي قام ببناء القرية، ولا يعرف أحد إلى يومنا هذا من قام بزرعها، فهي موجودة قبل بناء القرية، وقد تخطى عمرها مئات الأعوام، وتحظى بمكانة مرموقة من سكان القرية، ولها قدسيتها ، وقد حيكت الكثير من الأساطير حولها، باعتبارها شجرة مباركة لا يمكن لأحد الاقتراب منها، أو قطف ثمارها أو قطع أغصانها، لأنه وحسب الأساطير المنتشرة حولها، فإن ذلك سيجلب المصائب لمن يقوم بذلك، ويتجاوز قطر جذعها متراً ونصف المتر، ولا تزال صامدة حتى بعد أن ضرب البرق جزءًا منها، أما الجزء الآخر لا يزال يورق في الربيع.
عدد منازل القرية وطبيعتها
ولا يتجاوز عدد المنازل الموجودة في القرية ثلاثين منزلاً، وهم من عشيرة “قولنك وشماخكا”، كما وتوجد في القرية مدرسة واحدة “ابتدائية”، ويعمل سكانها بتربية المواشي والزراعة، ويقصد سكان القرية “ناحية تربه سبيه”، لتلبية احتياجاتهم.
ويغلب على بيوت القرية الطابع الريفي القديم في هندسة منازلها، حيث أن غالبية منازلها مبنية من الطوب والطين، وتحيط القرية الأحجار البازلتية السوداء بكثرة وهذا يضيف رونقاً ساحراً لها.
المصدر: صحيفة روناهي
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=52507