جواد إبراهيم ملا
منذ أن أدلى الزعيم الكوردي السجين عبد الله أوجلان بتصريحه حول نزع سلاح حزبه وإعلان حله، تتوالى الاجتهادات وتتضارب بين مؤيد ومعارض.
وفي هذا الصدد إني ضد أمر نزع السلاح من يد المقاتلين الكورد على مختلف مشاربهم، إن كان الأمر صادرا من دمشق أو أنقرة أو إمرالي أو أية جهة أخرى، للأسباب التالية:
1. لقد فشلت الأمم المتحدة وجميع المنظمات الدولية في تلبية مطالب الشعب الكوردي في الحرية والاستقلال.
2. وفشلت الدول التي تحتل كوردستان الإسلامية والقومية والسلطوية المركزية والديمقراطية والفيدرالية فشلا ذريعا في تلبية مطالب الشعب الكوردي في الحرية والإستقلال.
3. كما فشلت مظاهرات شعوب العالم وإعلامياتهم المتعاطفة مع الشعب الكوردي في العام 1991 خلال النزوح المليوني الكوردي في تحقيق الحرية للكورد والاستقلال لكوردستان أيضا.
لذا على الشعب الكوردي عدم التخلي عن سلاحه على الإطلاق لتكون عنده مقدرة الدفاع عن نفسه أمام الهجمات الشرسة المستمرة لجيوش الدول التي تحتل كوردستان في جميع المناطق الكوردستانية وفي مقدمتهم مدن كركوك وعفرين.
أما المسألة الأخرى التي أردت التنويه عنها وهي أن الزعيم الكوردي عبد الله أوجلان يقبع سجينا في جزيرة إمرالي منذ العام 1999 ويعيش حياة السجناء التي لا تصل بحال من الأحوال لحالة العبيد، حيث لا رأي وفعل لهم، وأصغر عنصر مخابرات تركي يستطيع أن يفعل بالزعيم ما يشاء.
ولذلك، فإن كافة زعماء العالم حينما كانوا يقعون في أسر العدو كانت شعوبهم وأحزابهم تناضل من أجل إطلاق سراحهم ولكن بدون أية صلاحيات أو إعطاء أوامر، كما تم عزلهم من قيادات أحزابهم خلال فترة وجودهم في سجون الأعداء وفيما يلي بعض الأمثلة:
1. في العام 1961 جرد حزب المؤتمر الوطني الافريقي الزعيم العالمي نيلسون مانديلا من مسؤولياته الحزبية حينما تعرض للسجن لمدة 27 عاما.
2. تم عزل رئيس الحزب الشيوعي العراقي كريم أحمد من رئاسة الحزب لأن قوات الاتحاد الوطني الكوردستاني أسرته لبضعة أيام إثر معركة بشتآشان في جبال قنديل في العام 1983 حيث شاركت شخصيا في تلك المعركة.
والسبب في عزلهم هو أن السجين لدى العدو لا يملك الحرية ولذلك لا يحق له ممارسة صلاحياته، إلا أن حزب العمال الكوردستاني أصبح أسيرا بعد أن تم أسر قائده عبد الله أوجلان وهذا التصرف غير عقلاني ولا منطقي على الإطلاق.
فالشعب الكوردي في جنوب كوردستان لم يتخلى عن سلاحه حينما اتفق مع دولة العراق عام 1970 وحصل على الحكم الذاتي ولم يتخلى عن سلاحه أيضا حينما حصل على الفيدرالية فيما بعد، فالتخلي عن السلاح هو التنازل المؤكد عن العرض والأرض.
ومن أجل شرح هذه المسألة أكثر يكمن في طرح السؤال التالي: هل تمنح تركيا الشعب الكوردي الحكم الذاتي أو الفيدرالية مقابل التخلي عن السلاح؟
الجواب هو أن تركيا لم تقدم أي مشروع لحل القضية الكوردية لا بالحكم الذاتي ولا بالفيدرالية ولذلك إني أعتبر نزع السلاح من يد المقاتلين الكورد ليس بهدف السلام على الإطلاق بل إنه الاستسلام الحقيقي وبلا قيد أو شرط، مع إني لا أؤمن بالحكم الذاتي ولا بالفيدرالية لأن مثل هكذا حقوق تؤدي إلى انحلال الشعب الكوردي في مجتمعات الدول التي تمنحه المناصب والرواتب ومما يؤدي شيئا فشيئا إلى انهيار الروح القومية والثورية الكوردية، على النفس الطويل وعلى نار هادئة.
كما إن السبب الرئيسي لعدم وجود أي مشروع للشعب الكوردي في تركيا هو أن الأتراك لديهم عقدا نفسية عميقة ومزمنة ليس تجاه حقوق الشعب الكوردي بل تجاه الوجود الكوردي.
وإن تصريح التخلي عن السلاح هو ليس تصريح الزعيم أوجلان بل هو بالتأكيد تصريح أحد عناصر المخابرات التركية.
وكل ما أرجوه من الزعيم عبد الله أوجلان فيما يخص بنزع السلاح أن يقدم مشروعا متكاملا للأمم المتحدة تحت عنوان مشروع نزع السلاح متضمنا إصدار قرار أممي في نشر قوات دولية في الشرق الأوسط من أجل أن تكون كوردستان منطقة منزوعة السلاح كليا من القوات الكوردية ومن أي قوات عسكرية أو استخباراتية للدول التي تحتل أجزاء من كوردستان، من أجل ضمان أن يعيش الشعب الكوردي وغيره من شعوب الشرق الأوسط بسلام وتأمين دماؤهم وممتلكاتهم وكرامتهم من أي انتهاكات أو تهديد.
كوردستان منزوعة السلاح ليس من طرف الكورد فقط بل منزوعة السلاح من كافة الأطراف.
إن لم يتم ذلك فالنضال العادل والمشروع هو إقامة الدولة الكوردية من أجل أن نقول للعالم كله، كفى قتل وتهجير الكورد.
إن الشعب الكوردي شعبا مسالما ولا يهدف إلى الاعتداء على أحد بل يطلب حريته واستقلال وطنه كوردستان كغيره من شعوب العالم.
فلنرفع جميعا شعار كفى، كفى، كفى. إيدي بسه.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=65940