الجمعة, نوفمبر 22, 2024

من هو عبد الرحمن قاسملو

أحد أبرز زعماء الكرد في “روج هلات، شرق كردستان” في إيران خلال النصف الثاني من القرن العشرين. كان قاسملو مثقفاً يتكلم لغات شرقية، وأوروبية، وكان سياسياً معتدلاً يطالب بإدارة للحكم الذاتي للكرد ضمن إيران.
ولد عبد الرحمن قاسملو عام 1930 في وادي قاسملو، المجاور لبلدة رضائية (أورمية حالياً) بشرق كردستان، كان أبوه ملاّكاً ميسور الحال. وكان في سنوات دراسته يتتبع حركة القاضي محمد الذي أعلن الجمهورية في مهاباد الكردية، عام 1946، في ظل الحماية السوفيتية.


درس المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية فيها وفي طهران وفي العراق. ومن ثم انتقل إلى مدينة إسطنبول عام 1948 من أجل اتمام دراسته الجامعية، واقتنع فيما بعد بأنه سيتلقى تعليما أفضل في أوروبا. تعرف خلال وجوده في إسطنبول على الكاتب والصحفي موسى عنتر، وبعض الطلاب الكرد الوطنيين، وانتقل قاسملو فيما بعد إلى أوروبا بمساعدة موسى عنتر لإكمال دراسته.
قام الدكتور قاسملو بتدريس مادة رأس المال والاقتصاد الاشتراكي في جامعة براغ، ودرّس اللغة والثقافة والتاريخ الكردي في جامعة السوربون في باريس حتى عام 1961، ولعب دوراً هاماً في تشكيل اتحاد الشباب الديمقراطي في كردستان، الذي كان أحد مؤسسي الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني. وبعد فترة قصيرة أصبح عضواً رسمياً في هذا الحزب، وعمل في مناصب الحزب حتى وصل إلى منصب الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني عام 1973.


العقلانية والديمقراطية كانتا صفتين تمتّع بهما الدكتور عبد الرحمن قاسملو، درس مع رفاقه الحزبيين الوضع السياسي والاقتصادي لإيران ووضع اليسار الإيراني والحركة الوطنية الكردية وعلاقاته كأمين عام مع الاتحاد السوفيتي، وانطلق من استراتيجية (الديمقراطية لإيران، والحكم الذاتي لكردستان). وقد وافق الحزب في مؤتمره الثالث على مقترحات الدكتور عبد الرحمن قاسملو وأصبحت استراتيجية الحزب الرسمية، وانتخب في مؤتمر الحزب أميناً عاما له، وأصبح من الشخصيات السياسية المهمة في أنحاء كردستان كلها.


في أواخر عام 1978 عاد إلى كردستان الإيرانية ليؤسس هناك فروعاً لحزبه، وقام الدكتور عبد الرحمن قاسملو برفقة عشرين ألف مقاتل من البيشمركة بحملة ضد جيش شاه إيران عام 1978 خلال الاضطرابات، التي عمت البلاد خلال الثورة الإيرانية. وكاد الشعب الكردي يعود إلى أمجاده في أيام 1946 حيث سيطرت البيشمركة على ثماني مدن، وعشرين بلدة في شرق كردستان، وبذلك وضع الشعب الكردي حجر الأساس لشبه إدارة فيدرالية.


في أعقاب الثورة الإسلامية لم يحصل الكرد على حقوقهم القومية، وانفجرت مواجهات مسلحة بينهم وبين القوات الحكومية، وكان دور قاسملو فيها قيادياً، وتم إعدام أعداد كبيرة من الكرد في محاكم خلخالي السيئة الصيت.
حاول الدكتور قاسملو بعد ذلك تحقيق مكاسبَ لشعبه عن طريق المفاوضات، وبعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية في آب 1988، استدرجه الإيرانيون إلى فيينا للتفاوض من أجل الحكم الذاتي لشرق كردستان، واغتالوه مع اثنين من رفاقه يوم 13 تموز 1989م.
كما أعلنت السلطاتُ النمساوية أنها تمتلك وثائق تؤكد ضلوع الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد بالمشاركة في اغتيال الدكتور قاسملو. دفن د. عبد الرحمن قاسملو في مقبرة العظماء ”pere lachaise” في مدينة باريس في 20 تموز عام 1989.
الغريبُ أن أحدَ المفاوضين الإيرانيين القتلة جعفر سحرارودي (الذي كنا نعرفه في سوريا في الثمانينات بآغاي رحيمي) لازال يتردد على إقليم كردستان، وبغداد ويستقبله بعض المسؤولين الكرد و”رفاق” الدكتور قاسملو بالأحضان والقبل!
وكالات

​المصدر:  صحيفة روناهي  + وكالات

 

شارك هذه المقالة على المنصات التالية