بينما كانت أحداث الجزيرة مستمرة، استطاع أنصار الحكم الذاتي في هتاي (أنطاكية) إعلان حكومتهم بمساعدة السلطات التركية.
لم يتمكن أنصار الحكم الذاتي في الجزيرة من تحقيق أي مكسب سياسي لمنطقتهم، لعدم اتفاق وجهاء الجزيرة و لفقدان أي دعم جدي من خارج هذه المنطقة. و استطاعت الكتلة الوطنية أن تعرض الأمر و كأنه نزاع بين المسلمين و المسيحيين.
****
نترجم في هذه الحلقة وثيقتين، مرسلتين في13 آب عام 1937، من قبل مدير الأمن العام، المفتش العام للشرطة، إلى وزارة الخارجية الفرنسية في باريس.
****
(الوثيقة الأولى)
الأمن العام
بيروت في 13 آب 1937
معلومة رقم 4101
أمن قامشليه، 07-08-37. (الداخل)
أ/س – الحركة الانفصالية:(1)
غادر في الأمس إلى الحسجة كل من:
قدور بك، نائب
موسى آسو
گلّو شابو، من وجهاء السريان الأرثودوكس
عبدي آغا مرعي، رئيس عشيرة آليان
نايف باشا
موشى ناهوم
ملكى أسمر
عبدي آغا حلّو، رئيس عشيرة ميرسنية
خليل بك إبراهيم باشا و أخوه محمود …الخ.
من أجل الاجتماع مع وجهاء الحسجة، بغية تحضير الأجوبة المقدمة إلى لجنة التحقيق.
يفترض وصول السادة الوزير سعد الله جابري، و الكونت أوسترورگ إلى الحسجة في بعد ظهر يوم الأمس.
يقال بأن زعماء الحركة الانفصالية قد قرروا عدم تقديم إفادتهم إلا أمام لجنة معينة من قبل المفوض السامي أو عصبة الأمم.
خاتم و توقيع
مدير الأمن العام
المفتش العام لشرطة دول المشرق الخاضعة للانتداب الفرنسي
****
(الوثيقة الثانية)
الأمن العام
بيروت في 13 آب 1937
معلومة رقم 4111
أمن حمص، 12-08-37.
أ/س – اضطرابات جديدة في الجزيرة:
منذ صباح الأمس، يقال بأنه قد حدثت اضطرابات جديدة في الجزيرة.
يجري الخبر مع التضخيم، و في مساء الأمس كان يُهمس بأن جميع مسيحيي عاموده، قرى غير محمية في آخر تخوم الجزيرة، قد تعرضوا لمجزرة من قبل العشائر الكردية و العربية.
و ما يزيد القلق العام هو مرور خمسة رشاشات آلية بمدينة حمص هذا الصباح، متجهة نحو الشمال، و انتشار الخبر الذي تضمن بأن سربين من الطائرات قد غادرا رياق و تدمر ليذهبا من أجل قصف العشائر.
يخشى المسيحيون من أن تطال المجزرة مناطق أخرى، و يفزع المسلمون من النتائج السلبية التي من الممكن أن تعكسها هذه المجازر على الاتفاقية (2)التي لم تصدق بعد.
خاتم و توقيع
مدير الأمن العام
المفتش العام لشرطة دول المشرق الخاضعة للانتداب الفرنسي
****
ملاحظات المترجم:
(1)- كانت تسمي السلطات الفرنسية التيارات الشعبية المنادية بالحكم الذاتي في مختلف المناطق الخاضعة لانتدابها بالحركات الانفصالية، و ذلك للدلالة على ما كانت تصبو إليه تلك الحركات في عدم الخضوع المباشر للسلطات المركزية في دمشق. و كان يتم استخدام مصطلحي الوطني و الوطنيين للدلالة على أعضاء و حلفاء الكتلة الوطنية التي كانت تسعى لمد نفوذها على جميع المناطق السورية الخاضعة للانتداب الفرنسي.
(2)- المقصود هو الاتفاقية الموقعة بين الحكومة الفرنسية و ممثلي الكتلة الوطنية في باريس عام 1936، لآن الكتلة الوطنية تطالب بتصديقها من البرلمان الفرنسي لكي تدخل حيز التنفيذ.
يتبع
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=20429