رصدت “منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا” في سلسلة تقارير حقوقية حديثة استمرار الانتهاكات بحق المدنيين والمواقع التاريخية والدينية في منطقة عفرين وريفها، متهمة فصائل مدعومة من تركيا وأجهزة أمنية تابعة للحكومة السورية المؤقتة بالضلوع في تلك الانتهاكات.
تل عيندارة الأثري.. تخريب وتجريف تحت إشراف فصائل مسلحة
وثّقت المنظمة، بالصور الفوتوغرافية، تعرض موقع تل عيندارة الأثري بريف عفرين للتخريب والتجريف منذ السيطرة التركية على المنطقة في 18 آذار 2018. وأشارت إلى أن “عمليات التجريف تمت على أيدي مسلحي فصائل ما يعرف سابقاً بـ’الجيش الوطني السوري’ والمستوطنين، بإشراف من الاستخبارات التركية”، مؤكدة استخدام الآليات الثقيلة للبحث عن الآثار واللقى التاريخية.
وأضافت المنظمة أن “في عام 2021، تم إنشاء معسكر تدريبي تابع للجيش الوطني داخل الموقع، حيث استخدمت فيه ذخيرة حية، ما شكّل انتهاكاً واضحاً لقيمة الموقع التاريخية”.
تخريب مولدة كهرباء في قرية بعية بعد محاولة فاشلة لسرقتها
ذكرت المنظمة أن “ليلة الجمعة 27 حزيران، تعرّضت مولدة الكهرباء العائدة للمواطن الكردي حسين عمر علوش (أبو عارف) في قرية بعية – ناحية شيراوا، للتخريب والتحطيم بعد فشل محاولة سرقتها”، مرجحة أن يكون الفاعلون من “بقايا المستوطنين في المنطقة”، بحسب ما نقلته عن مصادر محلية.
السرقة تطال المساجد والمزارات في عفرين
قالت المنظمة إن “المنطقة تشهد منذ سنوات سيطرة الفصائل المسلحة انتهاكات تطال الممتلكات العامة والخاصة، بما في ذلك المساجد والمزارات الدينية”. ووفق تقديراتها، فقد “تعرّض نحو 50 مسجداً و7 مزارات إسلامية للتخريب والسرقة، شملت أدوات صوت وأثاثاً ومصاحف وكتب دينية”.
كما وثّقت المنظمة قيام “مستوطنين” بتدمير أكثر من 10 مزارات إيزيدية وتحويل بعضها إلى أماكن لتعاطي المخدرات وشرب الكحول، على حد وصفها.
اعتقال مواطن كردي وإطلاق نار في شيخ الحديد
أفادت المنظمة بأن “مجموعة ملثمة تابعة لجهاز الأمن العام اقتحمت بلدة تل عران صباح الثلاثاء 24 حزيران، واعتقلت المواطن الكردي أحمد عموري الخميس”، مشيرة إلى أنه لا يزال قيد الاعتقال التعسفي.
وفي سياق آخر، قالت المنظمة إن “القيادي في أمنية العمشات سيف الدين الجاسم ومعاونه أبو معاذ أطلقا النار في ساحة النبعة ببلدة شيخ الحديد، ما أثار حالة من الذعر بين الأهالي”، متهمة إياهم بانتهاك قرارات وزارة الداخلية في الحكومة المؤقتة.
استمرار الحواجز والسرقات رغم ادعاءات إزالتها
على الرغم من تصريحات الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا عن إزالة الحواجز، أكدت المنظمة أن “عدداً من الحواجز ما يزال قائماً، ومنها حاجز قرية كوكانة بناحية معبطلي، حيث يتم إخضاع المارة لاستجواب مباشر من قبل عناصر يرتدون الزي المدني ويتبعون للاستخبارات التركية (الميت)”.
كما أبلغت المنظمة عن “قيام مستوطنين بهدم منبر جامع قرية أرندة وسرقة أحجار الرخام، فيما شهد جامع قرية كيلا – ناحية بلبل، سرقة سجاد ومصاحف وأجهزة صوت من قبل مجموعة وصفتهم المنظمة بـ’المستوطنين اللصوص'”.
مصير مجهول لشاب كردي منذ 2018
قالت المنظمة إن الشاب الكردي “أحمد محمود حمو” (أبو جبل)، من قرية دوميليو – ناحية راجو، فقد منذ سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على المنطقة في 18 آذار 2018، مشيرة إلى أن عائلته لا تزال تجهل مصيره حتى اليوم، وتناشد الجهات المعنية الكشف عنه.
اعتقال شاب في راجو بعد مداهمة فجراً
في تقرير آخر، وثّقت المنظمة “مداهمة نفذتها دورية تابعة لجهاز الأمن العام في بلدة راجو فجر السبت 21 حزيران، واعتقال الشاب الكردي رشيد بكر (18 عاماً) من منزله، دون توجيه أي تهمة أو معرفة أسباب الاعتقال”.
وقالت إن “الشاب كان قد رُحّل من تركيا قبل أربع سنوات ودُفع فدية مالية مقابل الإفراج عنه، ورجّحت مصادر أن اعتقاله الأخير جاء بعد نشره مقطع فيديو على منصة تيك توك يحيي فيه الأكراد وكردستان”.
موجة اعتقالات في تل عران تطال خمسة أشقاء من عائلة واحدة
ذكرت المنظمة أنه “تم يوم الأحد 22 حزيران اعتقال ثلاثة أشقاء من عائلة محمد بشار في قرية تل عران – ريف السفيرة، بعد أيام من اعتقال شقيقيهم خليل وخالد”، مؤكدة استمرار احتجازهم دون معرفة الأسباب.
وأشارت إلى أن عناصر الأمن العام “اقتحموا منازل عائلة أكرادة في القرية ذاتها، لكنهم لم يعثروا على أحد لاعتقاله”، مؤكدة تصاعد حالات الاعتقال والسرقة في القرية خلال الفترة الأخيرة، في ظل غياب أي رقابة من المجتمع الدولي والسلطات التركية.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=71304