في رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش، عبرت مجموعة من المنظمات الحقوقية عن قلقهم العميق حيال الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المدنيون الكرد في سوريا، خاصة في ظل تزايد نشاط مجموعات المعارضة المسلحة، بما في ذلك جماعات تصنف كإرهابية.
وأشار البيان إلى وقوع اعتداءات على المدنيين، معبراً عن مخاوف من تحريض علني ضد الكرد.
كما دعت المنظمات الحقوقية إلى اتخاذ إجراءات فورية تشمل وقف الأعمال العسكرية ضد المدنيين وإرسال بعثات تحقيق دولية وفرض الحماية الدولية على المناطق الكردية.
فيما يلي نص الرسالة:
رسالة إنسانية عاجلة للأمم المتحدة
سعادة الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش
تحية إنسانية وبعد،
السيد الأمين العام،
في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة السورية، ودخول مجموعات المعارضة السورية، التي يُصنَّف قسم منها على أنها مجموعات إرهابية، مثل “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقًا) و”فيلق أحرار الشرقية” بقيادة حاتم أبو شقرة وآخرين، ونظرًا لممارساتهم السابقة في انتهاكات حقوق الإنسان، فإن حياة المدنيين الكرد في المناطق التي دخلوها أو التي ما زالوا يستعدون لها مهددة بانتهاكات جسيمة. وقد سجلنا خلال الساعات الماضية مجموعة من الانتهاكات (في مستشفى تل رفعت)، وتعرض بعض النازحين لإطلاق الرصاص، مما أثار خوفًا حقيقيًا على حقوقهم الأساسية في الحياة والأمان.
السيد الأمين العام،
تتفاقم هذه الانتهاكات مع تصاعد الأعمال العسكرية والتحريض الواضح والصريح من قبل مجموعات عسكرية ومدنية معارضة ضد الكرد. وقد انتشر فيديو للعميد زاهر ساكت، وهو معارض سوري مقيم في بلجيكا، يُعرّف نفسه بأنه مدير توثيق انتهاكات الكيماوي، يطالب فيه بقتل الكرد خلف الكاميرات والتصوير!
هذا تحريض واضح يعرض حياة آلاف العائلات للانتقام، وهي عائلات تعاني أصلاً من ظروف إنسانية صعبة نتيجة النزوح السابق من عفرين.
السيد الأمين العام،
إننا، كمنظمات حقوقية ومدافعين عن حقوق الإنسان في سوريا، ندين بشدة الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون عمومًا والكرد خصوصًا، وندعو إلى تحييدهم عن مجرى الصراع العسكري في سوريا. كما نعبر عن قلقنا العميق إزاء غياب التدخل الدولي الفاعل لحماية المدنيين، مما يشجع على استمرار هذه الانتهاكات والممارسات اللاإنسانية التي تمارسها الفصائل المسلحة.
وبناءً على ما سبق، نرجو من سيادتكم:
1. التدخل الفوري من قبل المجتمع الدولي لوقف الأعمال العسكرية التي تستهدف المدنيين في تل رفعت والشهبا وحلب.
2. فرض ضغوط دولية على الأطراف المتنازعة لضمان احترام القانون الدولي الإنساني وحماية السكان المدنيين.
3. إرسال بعثات تحقيق دولية لتوثيق الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها أمام المحاكم الدولية.
4. تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للنازحين والمتضررين في هذه المناطق، وضمان وصولها على نحو آمن ودون عوائق.
5. وضع المناطق الكردية السورية تحت الحماية الدولية ونشر قوات حفظ السلام فيها لحمايتها من التطهير العرقي والتغيير الديمغرافي، وتسليمها لإدارة مدنية منها بإشراف دولي لحين إيجاد حل سياسي لسوريا وفق القرار الأممي 2254.
إن حماية المدنيين في سوريا، ولا سيما الكرد الذين يواجهون مخاطر مضاعفة، ليست مجرد التزام أخلاقي، بل واجب قانوني يقع على عاتق المجتمع الدولي. إن صمت العالم عن هذه الانتهاكات يفتح المجال لمزيد من التصعيد ويهدد السلام والاستقرار في المنطقة بأكملها.
ندعو سيادتكم، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى التحرك الآن قبل أن تتحول هذه المأساة الإنسانية إلى كارثة لا يمكن تداركها.
لكم منا كل التحية والاحترام،
وكلنا ثقة بلهفتكم ونصرتكم للمظلومين.
قامشلو – سوريا
02/12/2024
المنظمات الموقعة:
1. اللجنة الكردية لحقوق الإنسان / راصد
2. المنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا (DAD)
3. منظمة حقوق الإنسان في سوريا-ماف
4. الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا
5. منظمة الدفاع عن معتقلي الرأي في سوريا – روانكه
6. اتحاد كتاب كردستان سوريا-ممثلية أوروبا
7. قوى المجتمع المدني الكردستاني
8. اللجنة الحقوقية في اللقاء الوطني الديمقراطي
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=57287