مَعَ كُل لَحظةَ تَختصِرُ البقاء
أستَنشِقُ ذَاك النَفس .. أستَنشِقُ أنفاس الله المبَعوثة لِهَذِه الحَياة
معَ كُل يأسٍ خَنوق يَتمَلكُني و يَتجَسدُني الأَملَ المَوعود
كُلما تَوجهتُ نَحوَ هاويةَ الهَلاك أُصبِحُ مُجَنَحاً و أجتازُ تِلكَ المَدينةَ الكَئيبة
و كَأنَني مَنبعٌ !! يَنبَعُ مِنهُ عِشقَ الملائِكةَ و الأَحِبة الرَاحلين
لا أعَلمُ حَقيقةَ أمري لإنَ كُلَ ما يَحدُث هو إنَني غَارقٌ بَينَ أطفالَ الجَنةِ لا يَتعَبون مٍنَ اللَعبِ و لا يَملون
في إحدَ المَرات أحَدُهم أمسَكَ يَدي بِأنامِلهِ الصَغيرة و بَدأ بي الصِعودَ فَوقَ تِلكَ السلالِم الخَفية
لَم يَتعَب هو .. و لِوَهلةٍ رأيتَ نَفسي فَوقَ النِجوم أستَبِقُ الحاضِرَ
نَعم لَقَد رَأيتُ ذَلِكَ المُستَقبل الذي لَم يَكُن فيهِ والِدةٌ تَبكي و تَنوح علىَ طِفلِها المسكين
الطِفل الَذي دَفَنتهُ بِنَفسِها تَحتَ أقَدامِها لأِنها سَمِعت إِنَ الجَنةَ تَحتَ أقدام الأُمهات
لأِنها لَم تُرِد أن يَكونَ طِفلَها مُجرِماً غَاطِساً بَينَ حُمَمَ جَهَنم في ذَلِكَ الماضي الأَليم
و أَيضاً لَم يَكُن هُناكَ تِلكَ البَشر المُقطَعة إلىَ أشلاء و كَانَ هُناكَ مُتَسع لِلجَميع لَم يَكونوا طَامِعين بِعَدم المَوت
لِهَذا قَطعتُ رِحلَتي نَحوَ السَماء لِكَي أعرُفَ نَفسي و أخرُجُ مِن دَوامات الضَياع
كَي أعرُفَ مَا الَذي سَيكونُ عَالَمي عَليه في ذَلِكَ المُستَقبل المُتأمِل
و أيضاً لِكَي أكونَ عَادِلاً و أُعطي السَماءَ حَقَها كَما الأرض
إنَهُ عَالمٌ جَميل و يَجبُ أن لا يَدخِله السَيئيين يَجبُ أن لا يُحَوِلوا تِلكَ الجَنة الكَبيرة المُجَننة
إلىَ كَوكَبَ أرضٍ صَغير مُجَهنَم .. لا يُحَوِلوا شَلالاتِها النَقية إلىَ حَمراء و سَوداء اللَون
رَأيتُ في عَيني ذَلِكَ الطِفلَ المِتَسَوِل تِلكَ الحَياةَ الخَالِدةَ و رَأيتُ في عَينَي ذَلِكَ الطِفلَ المُتَنَعِم قَذَارَةَ القَدَر
لا ذَنبَ لِلمُتَسَوِل بِتَسَوِله و لا ذَنبَ لَلمُتَنَعِم بِتَنَعِمِه .. إنَهُم مُجَرد أنوار يُضيؤن لَنا مَعنى الحَياة
ف لَولا بَياض الوَرقة الَتي أكتبُ عَليها الأن لَماَ كَانَ هُناكَ كِتَابة ،
و لَولا سَوادَ الحِبرُ الكاتِب لَماَ كَانَ هُناكَ قِيمَةً للبَياض
سَواد الحِبر و بَياضَ الأوراق وَلدَ لي المَعرِفة و جَمالِها …
أمانوس كلاويش
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=920






