المرصد السوري: مناطق “نبع السلام” سعي متواصل لتهجير من تبقى من السكان الأصليين
تتصاعد معدلات الانتهاكات الحقوقية في مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها في ريفي الحسكة والرقة، المعروفة بمناطق “نبع السلام”، والتي سيطرت عليها في تشرين الأول/أكتوبر من العام 2019.
تصاعد الانتهاكات يأتي مقابل تحقيق المآرب والأطماع السياسية والاقتصادية على حساب استغلال هذه الأراضي وثرواتها ومواردها وأهلها أسوء استغلال، وقد رصد ووثق نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان جميع الأحداث التي شهدتها تلك المناطق خلال الشهر الأول من العام 2024.
حيث بلغت حصيلة الخسائر البشرية خلال الشهر الفائت قتيل واحد من فصائل الجيش الوطني، حيث قتل عنصر من فصيل “أحرار الشرقية” وأصيب طفل بجروح، جراء انفجار قنبلة داخل منزل العنصر في بلدة السلوك بريف تل أبيض شمال الرقة ضمن منطقة “نبع السلام” الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها.
وبالانتقال إلى ملف الانتهاكات المستمرة من قبل الفصائل الموالية لأنقرة، أقدم عناصر من كتيبة الصقور التابعة للفصائل الموالية لتركيا على اختطاف شاب وسرقة مبلغ مالي كان بحوزته “5000 دولار أمريكي”، إضافة لسيارته ومسدس شخصي، قبل أن يفرجوا عنه بعد سرقته في منطقة سلوك ضمن منطقة “نبع السلام” الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية لتركيا في ريف الرقة الشمالي وذلك بتاريخ 25 كانون الثاني.
في حين أقدم عناصر من فصيل “الجبهة الشامية” أحد تشكيلات “الجيش الوطني” في تل أبيض، ضمن مناطق “نبع السلام”، على سلب محتويات منزل أحد المدنيين وطردوا قاطنيه بعد إطلاق النار وضرب صاحب المنزل وزوجته وأمه وبشتائم وألفاظ شنيعة، وهددوا باعتقالهم، بذريعة أن صاحب المنزل يعمل بالتهريب.
كما يُعرف عن مدينة رأس العين بأنها منطقة زراعية نظرا لخصوبة أرضها ومياهها الجوفية القريبة من سطح الأرض، إلا أنه ومع سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها منذ 2019 جعلها مهمشة وبات سكانها المتبقين يعيشون حالة من الفقر وذلك لإهمال الزراعة وتسلط الفصائل على المزارعين والاستيلاء على المزارع وطرد أصحابها منها.
ونظرا لاستيلاء عناصر من الفصائل المسلحة كفصيل “السلطان مراد وملك شاه وأحرار الشرقية والمعتصم والجبهة الشامية والفرقة 20” على الأراضي الزراعية فرضوا إتاوات على المزارعين ومنعوهم من زراعة أراضيهم وهجروا الكثير من أصحاب الأراضي من منطقة “نبع السلام”.
ويشتكي المواطن (ع.ح) وهو من قرية الداودية بأنه يملك 300 دونم من الأراضي الزراعية وكان يعيش قبل سيطرة الفصائل والقوات التركية على القرية في رفاهية تامة لكن بعد السيطرة، قرر بيع محرك الديزل الذي كان يعتمد عليه لاستخراج المياه وسقاية أرضه لكفاية احتياجات عائلته في أمل أن يتحسن وضعه اذا كان الموسم وفيرا وإلا فسوف يبيع أرضه ويغادر المنطقة مثله مثل آخرين سبقوه.
وأضاف نشطاء المرصد بأن سكان المدينة ليسوا بأحسن حال من سكان الريف حيث أن تسلط مسلحي الفصائل على كل شيء سبب حرمان سكان المدينة من العمل، فيما تم رفع سعر ربطة الخبز من 5 ليرات تركية إلى 8 أي ما يعادل نحو 3 آلاف ليرة سورية.
المصدر: المرصد السوري لحقوق الإنسان