تصريحات “هاكان فيدان” والرد عليها!

بير رستم

جاء في تصرح وزير الخارجية التركي “هاكان فيدان” مؤخراً ما يلي:
تركيا ترفض كافة التدخلات الخارجية المستهدفة لوحدة وسلامة وسيادة الأراضي السورية.
نرفض وجود جهات تحمل السلاح خارج سلطة الحكومة المركزية في دمشق.
………………………………..

وإليه وإليكم الرد التالي:
طيب “سيادة” الوزير معليش اسمحلنا نرد عليك وعلى الخبر العاجل تبعك بتعليق سريع وعلى مقاس ما تريد أن تمليه علينا نحن السوريين، فها نحن كمان بنرد بنفس العيار ونقول:
بخصوص التدخلات الخارجية ما بقيت دولة وما تدخلت بالشأن السوري، يعني حتى إمارة قطر ومشيختهم تتدخل ومنذ ومن طويل، لكن بما إنك تشترط بشرط التدخل “وحدة وسيادة وسلامة الأراضي السورية” وأنت تعني التدخل الأمريكي الأوربي بخصوص دعم القضية الكردية من خلال دعمهم لقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية وباقي الأحزاب والفعاليات الكردية وكذلك التدخل الإسرائيلي مؤخراً بدعم الإخوة الدروز في جنوب البلاد، ولكن تتناسى تدخلكم، بل واحتلالكم لكل الشمال السوري، فدعنا يا “سيادة” الوزير أن نذكرك بأن أسوأ التدخلات في قضية وحدة البلاد والسيادة السورية هي التي تنتهك من قبل حكومتكم حيث ترفعون علم بلادكم في المناطق التي تحتلونها وتتعاملون بالليرة التركية وتدرسون مناهجكم وتجعلون اللغة التركية بعد العربية في تلك المناطق، بالرغم من خلوها من تركي تركماني واحد في أغلبها، بل وتعينون والياً من عندكم لإدارة شؤن مناطقها.. فمن يتدخل في وحدة الأراضي السورية وسلامتها وسيادتها يا “سيادة” الوزير؟!

أما بخصوص رفضكم -أي تركيا- “وجود جهات تحمل السلاح خارج سلطة الحكومة المركزية في دمشق”، فأنتم تقصدون قوات سوريا الديمقراطية مع العلم أن هذه القوات أبدت موافقتها الانضمام للجيش السوري القادم وبرعاية دولية وبموافقة دمشق وبالتالي ليس هناك من مبرر لطرحكم المتكرر لهذه المسألة، ثم ما شأن تركيا وحكومتها بقضايا أمنية وعسكرية داخلية تخص السوريين وحدهم بحيث يتفقوا على مخرجات تحفظ أمنهم وبلادهم وحدودهم ودون أن تهدد الأمن الوطني لجيرانها وهذه مسؤولية السوريين ونظامهم السياسي ولا شأن لتركيا بها وكيف يتفق السوريين عليها! ثم لم لا توجه هذا الخطاب لحكومتك في أنقرة والتي تدير العشرات من الفصائل الميليشاوية في الشمال السوري، المناطق التي تحتلونها حيث وبالرغم من انضمام تلك الفصائل “نظرياً” لقوات الأمن العام والجيش الجديد في “مؤتمر النصر”، إلا إنها فعلياً وعملياً ما زالت خاضعة لكم ولاستخباراتكم العسكرية وبالأخص تلك التي تتواجد في المناطق الكردية حيث القرار لكم ولقيادات تلك الميليشيات وليس للأمن العام والحكومة الانتقالية في دمشق.

يبدو أن تركيا كانت تأمل من موافقتها على اتفاق عبدي – الشرع وبعدها موافقتها لانعقاد الكونفرانس أو المؤتمر الكردي الذي انعقد مؤخراً في قامشلو؛ بأن تحل القضية الكردية وفق رؤيتها السياسية باعطاء الكرد بعض الحقوق الفولكلورية والثقافية، لكن عندما رأت بأن هذه الموافقة والتي أجبرت عليها أمريكياً، أوروبياً؛ بأنها ليست فقط بداية تشكل إقليم كردي آخر إلى جانب إقليم كردستان، بل وتوحيد الكرد عموماً وليس فقط كرد روجآفا حول مشروع ورؤية سياسية كردية موحدة وربما تنتقل لداخلها أيضاً وقريباً، لذلك تحاول التكويع والالتفاق عليها من خلال تأليب حكومة دمشق وخلق صراع واقتتال بين الحكومة الانتقالية في دمشق والكرد عموماً، ونقول الكرد عموماً، كون الأمور بعد المؤتمر الكردي لن تكون مثلما كانت قبلها حيث في الماضي كانت تركيا تتحجج ب”محاربة الإرهاب” والتي كان يلبسها للإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، أما اليوم وبعد أن توحد الكرد وبالأخص انضمام المجلس الوطني الكردي لها، فقد سحبت تلك الحجة والذريعة منها وبالتالي حربها، أو حرب الوكالة عنها من قبل دمشق إن وافقت، ستكون مع كل الكرد، إلا بعض الخونة والعملاء الذين نشطوا مؤخراً وبتوجيه استخباراتي تركي، وبالتالي ستكون حرب شرسة وخاسرة ليس لقوة الكرد ووحدتهم، بل لكونهم يدعمون بتحالف دولي وكردستاني ولذلك نصيحة لحكومة دمشق بأن تعمل وفق أجندات سورية لا تركية قطرية إخوانية.