بير رستم
مصائبنا نحن الكرد كثيرة على يد السوفييت من حروبها مع الدولة العثمانية ومن ثم دعمها لأتاتورك في القضاء على حلم الكرد؛ بأن يصبحوا شركاء في (تركيا) الحديثة، مروراً بإسقاطها لكل من كردستان الحمراء وجمهورية مهاباد.. وصولاً لدعمها للأنظمة الديكتاتورية التي تحتل أجزاء من كردستان؛ تركيا الكمالية مثالاً وبعدها كل من النظامين السوري والعراقي البعثيين وكانت آخر كوارثها وجرائمها بحق الكرد، عندما عقدت صفقة مع تركيا وتركت للأخيرة بأن تحتل عفرين.
طبعاً كل هذه الخيانات بحق الكرد يعرفها أغلبية شعبنا، وقد سبق وكتبنا مثل الكثيرين عن هذه المواضيع، لكن ما سمعته اليوم على لسان أحد القيادات العسكرية العراقية، ألا وهو اللواء في القوات الجوية العراقية والمشارك في ضرب الثورات الكردية في ذاك الجزء الكردستاني؛ اللواء رياض البياتي، وفي حديثه للدكتور حميد عبدالله في برنامجه “شهادات خاصة”، كشف عن معلومة جديدة بخصوص دور السوفييت في اتفاقية الجزائر عام ١٩٧٥م والتي تمت بين العراق وإيران وبرعاية جزائرية، بحسب ما نتداولها ونعرفها تاريخياً!
لكن ما أوضحه البياتي في حديثه المشار إليه، يؤكد بأن توقيع الاتفاقية بالجزائر كانت الخطوة البرتوكولية الأخيرة وذلك بعد جولة من المفاوضات الطويلة والتي تمت برعاية سوفيتية، وبالتأكيد برضى الغرب والأمريكان، كون إيران الشاهنشاهية كانت جزء من المحور الغربي الأمريكي ولا يمكن أن توقع هكذا اتفاقية دون موافقة الحلفاء! وهكذا تؤكد الأحداث مرة أخرى؛ كم كنا مخدوعين نحن اليسار الماركسي الكردي بشعارات الثورة الإشتراكية ودور السوفييت في دعم حقوق الشعوب المضطهدة بحيث كنا نرفع شعار الأحزاب الشيوعية؛ “يا عمال العالم”، مضافاً إليه “وأيتها الشعوب المضطهدة اتحدوا”، فأي اتحاد يا أيها السذج ونحن من كنا ضحايا وقرابين الصفقات القذرة ومخدوعين بأيديولوجيا مخدرة.
ربما يأتي من ينافح ويدافع عن السوفييت ويقول؛ ولم لا تدين الغرب والأمريكان أيضاً؟! وجوابنا لهؤلاء الأخوة وباختصار جد شديد هو التالي: عزيزي كنا نعتبر أولئك من المعسكر الرأسمالي الإمبريالي المعادي لحقوق الشعوب المقهورة والمضطهدة كشعبنا الكردي، وبالتالي هي بشكل طبيعي في الضفة المعادية لحقوقنا، بحسب مفهومنا الثقافي والسياسي حينذاك طبعاً، بينما كنا نفترض؛ بأن الاتحاد السوفييتي والدول الإشتراكية والقوى والأحزاب العمالية اليسارية والماركسية بالعالم هم حلفاء وأصدقاء لحركات التحرر بالعالم ونسميهم ب”المثلث الثوري العالمي”، ولذلك عتبنا ولومنا ينصب على من كنا نتأمل منهم الخير والصداقة والدعم لقضايانا وحقوقنا، كون تطلب الدعم من الحلفاء وليس الأعداء، بينما في حقيقة الأمر؛ كان “الحلفاء” أشد الأعداء لنا ولقضايانا وحقوقنا وللأسف.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=69974