الجمعة, سبتمبر 20, 2024
القسم الثقافي

من الوثائق الفرنسية: حاجو آغا وملك كردستان في نصيبين – خالد عيسى

 

بعد مرور شهر كامل من الانتفاضة الكردية في بياندور، شعرت السلطات الفرنسية بصعوبة السيطرة على الجزيرة عبر الوسائل العسكرية والأمنية، فلجأت إلى محاولة استعطاف العشائر الكردية.

اعتبرت السلطات الفرنسية ، في البداية، انتفاضة بياندور مجرد تمرد عشائري كردي، حدث نتيجة لتحريض تركي من جهة ونتيجة سوء تصرف المسؤولين المحليين من جهة أخرى. فلجأ الفرنسيون إلى ممارسة الضغط الدبلوماسي على حكومة أنقره (كانت اسطنبول مازالت محتلة)، و إلى شن العمليات العسكرية ضد العشائر المنتفضة.

و نتيجة لتعاظم نفوذ حاجو آغا ومؤيديه، وانتشار هذا النفوذ في المناطق الكردية الأخرى، خشيت السلطات الفرنسية من فكرة تشكيل كيان سياسي يمتد من الفرات إلى الموصل. وترسخ هذا الاعتقاد لدى السلطات الفرنسية العليا عندما سمعت بأن الشيخ محمود البرزنجي ( ملك كردستان) قد زار نصيبين في الوقت الذي كان حاجو آغا يتخذ من منطقة نصيبين مركزاً لنشاطاته.

****

المفوضية السامية للجمهورية الفرنسية
في سورية ولبنان
——–
دولة حلب
——–
الجنرال المفوض
——

حلب في 30 أب 1923
وارد إلى سكرتارية المفوضية في 3 أيلول برقم 1615
برقية مرسلة

من الجنرال القائد المؤقت للفرقة الثانية إلى الجنرال المفوض السامي

(إدارة المخابرات و المكتب العسكري) . عالاي
——
أولاً:
إن العشائر الكردية المتواجدة ضمن المنطقة السورية في شرق وغرب نصيبين، أي الآليان والتشيتية والميرسنية والدقورية والملية والكيكية، يبدو أن جميعها قد ارتدت.
(إنها تراجعت عن قبولها للخضوع للفرنسيين-المترجم).

ثانياً:
الشيخ محمود، الزعيم القومي الكردي الذي كافح لمدة طويلة في السنجق الكردي في العراق، قد يتواجد حالياً في نصيبين لتحريض عشائرنا إلى الانتفاضة.

ثالثاً:
حسب المعلومات الآتية من مصادر مختلفة، لمواجهة فرقنا المدربة، لقد وُضِعَ تحت تصرف حاجو آغا العديد من العساكر الأتراك المتنكرين بالأزياء المدنية.

رابعاً:
بتأثير من حاجو، وإسماعيل حقي ووجهاء نصيبين، بقي محمد عبد الرحمن في جنوب الحدود مع قسم من عشيرته.

خامساً:
وضِعَ تحت تصرف قائد تخوم الفرات كلاً من: الرائد مورتيه، رئيس المخابرات، والنقيب برفته فيرنو، رئيس المكتب3 في الفرقة الثانية للمشاة. لقد ذهبا البارحة، ونقلا إليه الأمر رقم 1608 /ج المرفق، والذي أعرض فيه على العشائر الكردية في الجزيرة العليا، الملحقة بسورية بشكل اعتباطي كبير، أعرض عليها استقلالاً ومكاسب ذات طابع سياسي ومادي، ما لا يستطيع الأتراك على ما يبد من تقديمها لها فعلياً.

سادساً:
سأعود إلى هذه المنطقة عندما أنهي هنا مسألة الانتخابات.

التوقيع

الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين

شارك هذه المقالة على المنصات التالية