تركيا تمارس رعونتها وعنجهيتها ليس فقط على الكرد، إن كان كرد الداخل أو الخارج، بل على المستويين الإقليمي والدولي حيث اللعب والمراوغة وفرض إرادتها في العديد من الملفات، كما وجدنا في قضايا انضمام بعض الدول الأوروبية لحلف الناتو، ناهيكم عن ممارساتها العدوانية في عدد من دول المنطقة وبالأخص سوريا والعراق بحجة محاربة الإرها//ب وقد وصلت بها الزعرنة والوقاحة؛ بأن تفرض شروطها بقضية حصة الدولتين من المياه ضاربةً عرض الحائط بكل القوانين الدولية المتعلقة بتقسيم المياه بين دول المنبع والمصب.
طبعاً عنجهية تركيا تأتي من واقعها الجيواستراتيجي حيث مرور الطاقة من “أراضيها” لأوروبا وبالتالي ولكسر عنجهية تركيا هذه فمن الضروري سحب هذه الورقة من يدها وسيكون ذلك من خلال ايجاد ممر بديل وهو موجود فعلًا بحيث تصبح سوريا -روژآڤاي كردستان- أي أن يصل نفط إقليم كردستان؛ كركوك وغيرها من خلال روژآڤا إلى البحر المتوسط ومنها للقارة الأوروبية وبذلك ستفقد تركيا لورقتها التي تبتز بها الجميع، وهكذا فإن كانت هناك إرادة أمريكية أوروبية لكسر عنجهية تركيا يمكن تنفيذ هذا المشروع وطبعاً لو كانت الأحزاب والقوى الكردستانية تملك إرادتها وقرارها السياسي لأستطاعت أن تفرض مثل هكذا مشروع إستراتيجي على الآخرين وذلك من خلال اتفاقها على مبادئ وطنية أساسية، بدل الصراع الحزبي والتبعية لمحاور إقليمية لبعض الدول الغاصبة وحينها سيكون الحديث عن تحرر كردستان واقعًا جيوسياسياً!
ولذلك يمكننا القول؛ بأن ولادة كيان سياسي للكرد في روژآڤاي كردستان، ضمن دولة اتحادية ديموقراطية في سوريا، سيعني سقوط تركيا وفقدانها لموقعها الجيوإستراتيجي، فهل سيكون بمقدور السياسيين الكرد العمل والتوافق على هكذا إستراتيجية تخدم المصالح الكردستانية العليا؟! سؤال نتركه برسم القادة والأحزاب الكردية.
بير رستم
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=29643