الأربعاء 04 حزيران 2025

آلدار خليل: عفرين ، مدينة البطولة ودرع السوريين في وجه الطغاة

25d825a725d9258425d825af25d825a725d825b12b25d825ae25d9258425d9258a25d92584-9093817

أمام مرأى العالم يستمر أردوغان في عدوانه على شعبنا في عفرين حيث يستخدم مختلف صنوف الأسلحة والطائرات دون أي اعتبار لأية قوانين دولية بل حتى يستخف بالمظلة الأممية ويستخدم مواد محرمة دولياً ومنها النابالم ويطال في قصفه المدنيين الأبرياء والمدارس والمشافي والمزارع، كذلك أماكن تواجد اللاجئين والنازحين الفارين من طائرات النظام بهدف خلق الرعب والفزع في صفوف الأهالي من أجل إفراغ المنطقة وإحداث تغيير ديموغرافي كما يفعل الآن في إعزاز والباب وجرابلس ويفرض وجود الإرهابيين الفارين من مناطق سقوطهم على الأهالي هناك، سيطرة أردوغان بالأساس على المناطق المذكورة من الحدود كان بهدف استقبال الإرهابيين من داعش وجبهة النصرة، وبالتالي هو خلق منطقة آمنة لهم، واليوم ينطلق من تلك المناطق بدعم جوي على مناطق عفرين في محاولة منها للثأر لداعش ولجبهة النصرة ممن هُزموا في مناطق مواجهاتهم مع قوات سوريا الديمقراطية، وبالتالي يحاول ومن خلال الاعتماد على المرتزقة ممن تبقوا منهم إعادة الحياة إلى الإرهاب في سوريا، أردوغان يُؤوي اليوم هؤلاء الإرهابيين في مناطق تواجد ما يسمى بدرع الفرات ويتخذهم سبيلاً للهجوم على مناطق شعبنا الآمنة، ولابد هنا من رادع دولي وبالأخص من التحالف الدولي في محاربة الإرهاب حيث هناك مناطق سورية يوجد فيها إرهابيين تحت غطاء تركي وهذا تحدٍّ واضح لكل الجهود والأهداف الدولية في محاربة الإرهاب، ففي فترة الحرب على الإرهاب هناك من يُؤويهم ويضمن لهم الأمن وهذا خطر يهدد جميع السوريين لأن أردوغان لن يكتفي بمناطق عفرين ويريد إحياء النفوذ العثماني في المنطقة وها هو يستميت لاستعادة ما خسرته الدولة العثمانية البائدة وبخاصة مناطق ريف حلب والخط المنظور نحو الموصل، لا يعنيه السوريون ولا حتى مستقبلهم، تآمر على الشعب السوري منذ بداية الأزمة والآن يضرب الجهود الدولية في إيجاد الحلول بالتواطؤ مع دول كروسيا ويضرب تلك الجهود المحلية التي تتطلع نحو تحقيق الحل والديمقراطية كما حال مشروع شعبنا في سوريا،
الهدف من وراء إحياء الدور العثماني السيء تاريخياً مؤشر خطير يعيد إلى الأذهان حالات القمع والإبادة وهنا ليس الكرد فقط موضع الهدف المقصود وإنما العرب، السريان والأرمن وغيرهم حيث المجازر التاريخية التي ارتكبتها الدولة العثمانية لا تزال حية وأردوغان يحاول تجديدها اليوم عبر وابل الهجمات التي يشنها ويخطط لها ويدفع عملاءَه لتنفيذها،
تركيا خطر حقيقي في سوريا والمنطقة ونهجها خطر أكبر، تاريخ الدور التركي الحديث الذي يشمل أقل من عشر سنوات في سوريا مليء بالعداء تجاه السوريين، تركيا دولة إبادة وتحاول اليوم القضاء على الدور العربي بهدف التحكم بالمحور السني ومجابهة الإيرانيين وغيرهم في النفوذ حيث وبالرغم من التفاهمات بينهم إلا إنه لا تزال الحرب على النفوذ منذ ايام الصفويين والعثمانيين قائمة وتركيا تريد كما فعلت في فلسطين وأزمة القدس السيطرة على الدور العربي في ظل وجود الأزمات في المنطقة وكذلك تأجيجها لها، عفرين اليوم ليست مدينة عادية يتم الهجوم عليها وإنما الهدف والغاية أعمق والموضوع ليس موضوع تأمين الحدود ولكن للأمر حسابات وأهداف ومطامع تتجاوز ذلك، مسؤولية العالم وعلى وجه الخصوص الدول الفاعلة والمؤثرة في الأوضاع السورية وكذلك جميع السوريين وضع حد للممارسات التركية الخطيرة، الشعب في عفرين يدفع ثمن الدفاع عن السوريين عموماً ويشكل درعاً حصيناً لمنع الامتداد التركي ولابد للجميع من إبداء مسؤولياتهم تجاه سوريا المصغرة في عفرين.
“روناهي”

أضف تعليق