كوباني-سامر عثمان – عمر محمد
تستمر الدولة التركية في سياسة دعم المجموعات المرتزقة تحت ذرائع عدة تنتهي جميعها في خدمة الأجندات التركية التوسعية، بدءاً من احتلال أجزاء من سوريا, وإقامة قواعد على الأراضي العراقية, وصولاً إلى التنقيب في البحر الأبيض المتوسط إلى دعم جماعات متطرفة في ليبيا، وإرسال المرتزقة السوريين لقتل الشعب الليبي، وارتكاب المجازر بحقهم.
حول هذه التحركات، يتحدث عضو الهيئة الإدارية في حزب الاتحاد الديمقراطي أحمد خوجة لوكالة أنباء هاوار، ليكشف الأهداف الحقيقة من وراء هذه السياسات، وتأثيراتها المباشرة على شعوب المنطقة.
سياسة الدولة التركية باتت معروفة بصبغتها الدموية منذ بداية النشأة العثمانية
وقال: أحمد خوجة, إن كل من يريد الخوض في معرفة السياسة التركية، لا يحتاج إلى أدلة، وبراهين لإظهار التاريخ الدموي الذي تُعرف به تركيا من كافة جوانبها من حملات إبادة, وتطهير عرقي, وتهجير، وظلم.
وعرّف خوجة السياسة التركية بأنها “سياسة لا تقبل الاعتراف بحقوق الغير منذ نشأتها في القرون الوسطى وإلى اليوم، وهي سياسة ترمي إلى السيطرة على شعوب الشرق الأوسط عبر استغلال الدين الإسلامي كغطاء لها”.
وأضاف “الحكومات التي تعاقبت في إدارة السياسة التركية الخارجية نمت على حساب قتل شعوب المنطقة من كردٍ، وعربٍ، وأرمنٍ، وغيرهم من المكونات في الشرق الأوسط”.
تركيا تنظر إلى سوريا وغيرها من الدول العربية كجزء من الدولة العثمانية وتسعى لاحتلالها
وفي هذا السياق يقول أحمد خوجة :إن “تركيا لا تنظر إلى سوريا كدولة مستقلة منذ نشاءتها, وهي ترى لنفسها الحق في احتلال الأراضي السورية، وسرقة ثروات الشعب السوري.
وقد استغلت الأزمة السورية لتفعيل المكونات المكبوتة من قبل الحكومة السورية، واللعب على وتر العاطفة الطائفية”.
وتابع قائلاً :”تركيا كانت تؤسس لهذه المجموعات الإرهابية ولكنها كانت بانتظار اللحظة المناسبة لإطلاق يد المتطرفين على الشعب السوري، والنظام السوري شريك في إنشاء هذا المجموعات عبر الاستبداد الذي كان يمارسه من خلال مؤسساته الأمنية والاستخباراتية”.
وأكد خوجة بأن الدور التركي كان بارزاً في اتساع رقعة الأزمة في سوريا، والخوض أكثر في القتل، والدمار بحق الشعب السوري عبر دعم هذه المجموعات المتطرفة سعياً منها إلى احتلال أجزاء من الأراضي السورية، وتمكنت من تحقيق هذا الهدف.
كما وأشار عضو الهيئة الإدارية في حزب الاتحاد الديمقراطي أحمد خوجة، إلى تاريخ تركيا الدموي وأضاف: “بالنسبة لتركيا, أينما وصلت نعال أحصنة العثمانيين فتلك الأراضي عثمانية، والحكومة التركية الحالية ترغب في استعادة الدولة العثمانية، وتسعى جاهدةً لتحقيق الميثاق “المللي” (الوطني) من أجل السيطرة على المناطق الغنية بالثروات الباطنية، والغنية بالثروات الزراعية، في شمال وشرق سوريا, كما أنها لا تنظر وفق هذا المنظور إلى سوريا فقط، بل إن أطماعها تصل إلى اليمن في الجزيرة العربية، ومراكش في المغرب العربي، وكافة الدول التي احتلها العثمانيين الأسلاف”.
تركيا حققت تغييراً ديمغرافياً كُرمةً لأجنداتها في المناطق السورية
وتابع أحمد خوجة : “من بداية الأزمة في سوريا في حلب وحمص والغوطتين وتزامناً مع ظهور الباصات الخضراء بدأت نوايا تركيا بادية، وواضحة المعالم في تحقيق تغيير ديمغرافي للمناطق السورية عبر الاتفاق مع النظام السوري، وتثنى لها ذلك عبر الاتفاقيات السياسية التي أبرمتها مع النظام السوري عن طريق روسيا، وإيران في سوتشي، وأستانا من جانب، وعبر احتلال أجزاء من الاراضي السورية مثل عفرين وكري سبي/ تل أبيض وسريه كانيه /رأس العين، وإدلب، والباب، وإعزاز، وجرابلس من جانبٍ آخر”.
وأكد خوجة أن تركيا الآن تحاول الاستفادة من الأزمة السورية لاحتواء أزمتها الاقتصادية الداخلية عبر السيطرة على المناطق الغنية في سوريا.
تركيا مسؤولة بشكل مباشر عن قتل الشعب الليبي
أما فيما يخص الصراع في ليبيا، وإرسال المرتزقة (السوريين) الموالين لتركيا إلى هناك، قال أحمد خوجة: “تركيا بإرسالها المرتزقة المتطرفين إلى ليبيا، وبشكل رسمي عبر الطيران التركي المدني وعلى الملأ، وأمام مرأى، ومسمع من العالم تهدف لإخضاع الشعب الليبي لخدمة أجنداتها كما تفعل في عدد من دول شمال أفريقيا”.
وأوضح بأن الصراع بين حفتر والسراج تستغله تركيا للوصول إلى دول شمال افريقيا حتى تستطيع الوصول إلى الجماعات المتطرفة مثل “بوكو حرام”، وغيرها من التنظيمات المتطرفة، لاسيما ظهور داعش في تلك المناطق في وقت سابق.
أحمد خوجة وفي نهاية حديثه لفت، إلى أن تركيا باتت تضغط بشكل معلن عبر مرتزقتها على دول شمال أفريقيا، محذراً من أن الاستمرار في الصراع يؤدي إلى المزيد من القتل بين أطراف الشعب الليبي، وهذا يخدم الأجندات التركية التي تعتبر مسؤولة بشكل مباشر عن قتل، وإبادة الشعب الليبي، وهي السبب في عدم اتفاق أطراف الصراع الليبي.
ANHA
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=509