أيها الكرد السورييون اتحدوا ( ٢٠ )
صلاح بدرالدين
تكاذب أحزاب طرفي (الاستعصاء )
كل ماقيل وتردد عن لقاءات ، وتفاهمات ، في أربيل ، والحسكة ، حول اتفاق أحزاب طرفي ( الاستعصاء ) بشأن ( مؤتمر كردي ) وتشكيل وفد مشترك للذهاب الى دمشق ، كان مجرد تضليل ، وتكاذب على البعض الاخر ، فهذه الأحزاب التي تدعي تمثيل الكرد السوريين ، ماهي الا كما كانت قبل اسقاط الاستبداد ، مرتبطة باجندات خارجية ، وغير مستقلة ، ولاتستطيع تمثيل الكرد السوريين لا في دمشق ولا في أي مكان آخر ، وستتسابق سرا وعلانية منفردة ، ولاتؤمن بالعمل الكردي الجماعي ، ولايهمها مصير الكرد السوريين بقدر اهتمامها بالمصالح الحزبية الضيقة ، جماعات ب ك ك تستمر بممارساتها ، وصلاتها السرية والغامضة بعيدا عن اطلاع الجمهور الكردي ، وبمعزل عن الجهود المشتركة التي تدعيها في التصريحات ، والبيانات ، ووسائل الاعلام ، وأحزاب المجلس تسير بالنهج ذاته وتبحث فقط عن اعتراف ما بانها – الممثل الشرعي للكرد السوريين – قبل البحث عن الاعتراف بالكرد والقضية الكردية والحقوق الكردية ، والمشاركة الكردية العامة ، وهنا يمكن توصيف الكرد بضحايا أحزاب طرفي ( الاستعصاء ) ومانحيها أيضا ، ولابد لهذه الضحية ان ترفع الصوت في وجه تجار القضية بكفى ، والتحرك من اجل توفير شروط عقد المؤتمر الكردي السوري بمعزل عن المتاجرين المضللين .
كلام صريح للاشقاء باربيل
باسم طلب الخير للكرد السوريين توسطتم بين مجموعتين حزبيتين ، واشرفتم على لقاءات بينهما في أربيل ودهوك منذ عام ٢٠١٥ ، وحينها اوضحنا لكم شفاهيا وبجملة من المذكرات المكتوبة ( جميعها موثقة ومنشورة ) شكرا لكم ولكن هذه ليست الطريقة المثلى لاتفاق الكرد السوريين بل نحتاج الى مؤتمر بمشاركة الوطنيين المستقلين وكل الطاقات والفعاليات من اجل إعادة بناء الحركة بصورة ديموقراطية ، ثم اخفقتم بمسعاكم ، وبدلا من المراجعة ، والكف عن تلك الطريقة الخاطئة ، واصلتم الأسلوب ذاته ، وبشرتم الكرد السوريين بتوحيدهم من دون ان يعلموا كيف ؟ والان كل مااعلن حول لقاء السيدين مسعود بارزاني – مظلوم عبدي ، واتفاق كل الأطراف ؟! ، والوفد المشترك ذهب ادراج الرياح ، وبدأ كل طرف حزبي من طرفي ( الاستعصاء ) يعمل لنفسه ، وبمفرده ، ولم يعقد أي مؤتمر جامع ، رغم انكم تواصلون عقد اللقاءات مع مسؤولي العهد الجديد بدمشق ، فماذا يحصل ؟ وهل انتم وسطاء محايدون ؟ وهل ترغبون فعلا في اتفاق ( جميع الأطراف الكردية السورية ؟! ) ام انتم وراء حزب معين ؟ فاذا كان الامر كذلك لااعتقد بوجود جدوى لاستمرارية الوساطة أيها الاشقاء الأعزاء .
محاولة الخلط باتت مكشوفة
التوافق على تشكيلة اللجنة التحضيرية الخطوة المفتاح لنجاح المؤتمر – أيضا هناك خلط بين مؤتمر كردي سوري ، ومؤتمر وطني لشمال شرق سوريا ، ومؤتمر قومي كردستاني ، هذا الخلط اما ان يكون متعمدا ، او من قصر نظر وكلا الحالتين لاتخدمان مصالح الشعب والوطن ، وتتعارضان مع سمات مرحلة مابعد الاستبداد ، ويقطع الطريق على توفير شروط عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع الذي تسعى اليه الغالبية الشعبية ، ويطرحها حراك ” بزاف ” كمشروع متكامل شفاف ، خصوصا حول تشكيلة اللجنة التحضيرية التي تشرف على المؤتمر المنشود ، وطبيعتها ، وصلاحياتها ، وتركيبتها التمثيلية المانعة للثلث الحزبي المعطل .
تلاعب فرنسي بالمصير الكردي
منذ أعوام ونحن نسمع ، ونقرأ من أحزاب طرفي ( الاستعصاء ) – الاتحاد الديموقراطي ، والمجلس الكردي – عن وساطة أمريكية تارة ، وفرنسية أحيانا بينها من اجل الاتفاق ، وفي الأشهر الأخيرة مابعد اسقاط الاستبداد ، بدأنا نسمع ادعاءات عن دور فرنسي من اجل تشكيل وفد من أحزاب الطرفين – فقط – على لسان ( ممثل وزارة الخارجية الفرنسية المقيم بشمال شرق سوريا السيد ” ريمي دروين ” ومن المعلوم ان معظم هؤلاء يمثلون مؤسسات استخباراتية بتغطية دبلوماسية ) ، بداية نقول ان إصرار – دروين – ومعنى الكلمة بالكردية – كذاب – على حصر التمثيل الكردي بالطرفين الحزبيين امر مناف للحقيقة والواقع ، وتدخل سافر وبشكل سلبي في الأمور الداخلية للحركة الكردية السورية ، وحتى وجوده على الأراضي السورية غير شرعي ، وهو يستغل الكرد من اجل مصالح بلاده ، ومعروف ان فرنسا – ماكرون لم تعد تتصف بالمصداقية لدى شعوب افريقيا والعالم ، وحتى الاتحاد الاوروبي وتحشر انفها في قضايا العالم من دون الاذن حتى من أصحاب القضايا .
علاقات هشة لامبدئية
مايشاع عن علاقات – قسد ومسد – الخارجية مع إسرائيل او فرنسا ، او حتى الولايات المتحدة الامريكية ، مجرد ادعاءات من طرف واحد ، ولاتستند الى ثوابت استراتيجية موثقة كما هي متعارف عليها في العلاقات الدولية فبنهاية الامر علاقات ميليشيا آنية مع دول عظمى وكبرى قد تستخدمها وقت الحاجة ، ثم تستبدلها بغيرها ، اما علاقاتها المصلحية بعرب ومسيحيي شمال شرق سوريا مبالغ فيها ولاتشكل نموذجا للاقتداء به ، وقابلة – للانفراط – في كل لحظة ، فالمسيحييون ومنذ سقوط الاستبداد ارسلوا مبعوثيهم الى دمشق لايجاد موقع لهم ، وعدم ربط مصيرهم بسياسات – قسد ومسد – وهكذا الامر بالعلاقات التي تلوح بها في وجه العهد الجديد بدمشق عند الحاجة التكتيكية في حالة – العلوين – والدروز – الذين لديهم ظروف خاصة تختلف تماما عن طبيعة ، واهداف ، وسياسات – قسد ومسد – ، وبالاخير فان الاختباء وراء تلك العلاقات – الوهمية – والتلويحات المكشوفة النوايا يتم على حساب الكرد السوريين ، ويلحق الضرر البالغ بمساعي عقد مؤتمر كردي سوري جامع .
” المكوعون ” يضلون الطريق
تهافت – المكوعين – الكرد ( اللذين لم يكونوا يوما مع لم الشمل ، وإعادة بناء الحركة ) للحاق بسلطة الامر الواقع بذريعة مواجهة الخطر التركي الداهم ردة فكرية – سياسية لاتخلو من النزعة المناطقية ماقبل القومية ا ، والسذاجة السياسية ، والنزعة الانتهازية ، والضياع الفكري ، فبيان واحد مرتقب من زعيم – ب ك ك – عبد الله اوجلان كفيل باحداث – الصدمة المزلزلة – للجميع ، وكشف كل الأوراق ، وعودة من يرغب الى رشده .
وفي الختام أقول : حان الوقت للبحث عن سبيل اختيار لجنة تحضيرية للاعداد للمؤتمر الكردي السوري الحقيقي ، واسدال الستار على هذه المشاهد – المقرفة – .
الفرق بين مؤتمر الحوار السوري ، والمؤتمر الكردي
المؤتمر السوري المزمع عقده هو مؤتمر للحوار بين الناس حول مستقبل سوريا ، وهو تجمع للتشاور ، ولاصفة تشريعية ، او تقريرية له ، ولا يشكل من يحضر ممثلا لاي مكون قومي او طرف سياسي ، لان التمثيل الشرعي يجب ان يتم عبر الانتخاب الحر ، وهذا مايؤمل تحقيقه لدى اول انتخابات حرة مابعد الاستبداد للمجلس النيابي ، لذلك يمكن لمن لم يدعى الى ذلك المحفل من جانب اللجنة التحضيرية المشكلة من اللون الواحد ، ان يدلي برايه عبر وساذل الاعلام ، ومواقع التواصل الاجتماعي حول مختلف القضايا السياسية مثل الدستور القادم ، والعدالة الانتقالية ، والنظام السياسي الأمثل ، والبرلمان القادم ، وحل القضايا العالقة وفي المقدمة القضية الكردية ، والمسائل الإقليمية ، والعلاقات مع المحيط وهناك من يقوم بذلك منذ أعوام مجموعات وافرادا ، في طرح ومناقشة جميع تلك المسائل والان أيضا كواجب وطني .
الممثل الشرعي هو من ينتخبه المؤتمر الجامع
ومايتعلق الامر بالحالة الكردية الخاصة فلم نتوقف يوما وفي اصعب الظروف عن طرح ومناقشة مشاريعنا ، ومصير وطننا وشعبنا ، ومستقبل اجيالنا ، فلايمكن فصل مهام إعادة بناء الحركة السياسية عن المهام والواجبات السياسية الراهنة فقد بات من تحصيل حاصل ان الممثل الوحيد المخول بالتحدث باسم الكرد هو من يتم تخويله من جانب المؤتمر الكردي السوري الجامع الذي يجب ان يسبقه تشكيل لجنة تحضيرية بغالبية من الوطنيين المستقلين ، وليس بغالبية من اللون الحزبي الواحد ، ويكون من وظيفته الأساسية إعادة بناء الحركة السياسية الكردية المفككة وباطار تنظيمي جديد ، وصياغة المشروع الكردي للسلام ، وانتخاب قيادة مؤهلة لمواجهة كل التحديات .
محاولة في تصحيح مفهومين غير مكتملين
هناك وضمن السجال الدائر بين ناشطي التواصل الاجتماعي من النخب الكردية السورية بشان ( – الاتفاق ، والاتحاد ، والاجماع ..) طرح ينتقد بشدة الحالة الانقسامية الراهنة في الحركة السياسية الكردية ، ويحذر من العمل الانفرادي الحزبي في مسالة الحوار ، او التفاوض ، او التواصل مع العهد الجديد بدمشق ، ويدعو في الوقت ذاته الى توحيد الجهود بين الأطراف الحزبية ، والتعبيرات السياسية والمدنية المجتمعية من دون استبعاد احد ، وهو طرح سليم ومطلوب خاصة في هذه المرحلة مابعد اسقاط الاستبداد ، ولكن مايحتاجه هذا الطرح حتى يكتمل ويكون حلا بديلا للازمة هو توضيح آلية ذلك الاجماع الكردي ، نحن في حراك ” بزاف ” قدمنا مشروعنا الاستراتيجي لاعادة بناء الحركة السياسية الكردية السورية المنقسمة والمأزومة من خلال مؤتمر كردي سوري جامع يسبقه تشكيل لجنة تحضيرية بغالبية مستقلة ، لتوحيد الحركة بالشكل الذي يتوافق عليه الجميع واقرار المشروع الكردي ، وانتخاب هيئة تمثل إرادة الغالبية ، وتواجه كل التحديات ، بالمقابل هناك من يعتبر تحقيق الاجماع الكردي السوري ضربا من الخيال ، ويرى اتفاق أحزاب طرفي ( الاستعصاء ) يفي بالمطلوب ، هذا الطرح يتجاهل القراءة التاريخية الموضوعية لمسار الأحزاب الكردية ، واخفاقاتها ، واوجه انحرافاتها السياسية ، وفشلها حتى في تحقيق التفاهم فيما بينها ، وتبعيتها للخارج ، وعجزها في التعبير عن مصالح وطموحات الكرد ، وضرورة اشراك الوطنيين المستقلين الذين يشكلون الغالبية الان بتقرير مصير الكرد ، وعدم اهدار الطاقات الخلاقة خارج اطر الطرفين الحزبيين .
حان وقت التغيير في العامل الذاتي
لقد تحولت أحلام السوريين في التحرر الى واقع ملموس منذ الثامن من ديسمبر المنصرم ، وسقط الاستبداد بعد عقود من القمع والاجرام ، وانتقلنا جميعا الى مرحلة جديدة مختلفة كنا نتمناها بكل جوانحنا ، ومشاعرنا ، وآمالنا ، وكانت طموحاتنا السياسية المشروعة حول وطن حر ، وشعب سعيد ، وقضية كردية منجزة تصطدم دوما بوجود نظام دكتاتوري ارعن ، بل ان تحقيق إرادة غالبية شعبنا الكردي ومنذ عقود نحو اصلاح ، وتغيير ، وتطوير ، وإعادة توحيد ، وشرعنة ، واستقلالية حركتنا السياسية ، كان منوطا بزوال نظام الاستبداد ، لمعرفتنا الاكيدة المستندة الى القرائن بتعاظم دور أجهزة السلطة الحاكمة – أقله – في العقود الأربعة الأخيرة ، وعلى وجه الخصوص في العقد الأخير في صفوف الأحزاب الكردية – وهي الجزء المرئي – من الحركة الوطنية الكردية ، حيث حدث الاختراق ، وتم تكريد الصراع بدلا من الصراع الرئيسي مع النظام المستبد ، وكنا قد عايشنا حقبا ومراحل كانت الحركة الحزبية الكردية توصف بها : مجموعة أحزاب مع النظام وأخرى ضده ، وبوصول – الوافدين – الجدد من اتباع – ب ك ك – بداية الثورة السورية ظهرت الصورة اكثر وضوحا لمصلحة – حلف النظام – وفي تلك المراحل وبسبب ضعف العديد من الأحزاب من النواحي الشعبية ، والتنظيمية ، والمادية حصل نوع من الاتكاء على البعد الكردستاني الى درجة التبعية المطلقة ، وكان للنظام دور أيضا في تشجيع هذه الظاهرة المدمرة خصوصا في حقبة الدكتاتور حافظ الأسد ، وذراعه الضابط الأمني محمد منصورة .
أحزاب طرفي ( الاستعصاء ) غير مهيأة لتمثيل الكرد
لاشك ان لسقوط الاستبداد نتائج مباشرة على الحالة الكردية السورية ، كتجسيد لظهور عوامل موضوعية إيجابية يمكن ان تشكل دفعا باتجاه تحقيق الطموحات المتوارثة منذ عقود من اجل اجراء التغيير النوعي ، والجذري في طبيعة ، وهياكل ، وبرنامج حركتنا ، قد يقال ولكن ماذا عن العامل الذاتي ؟ والجواب نعم كل مكونات هذا العامل من تنظيمات حزبية ، ومسؤولين ، وبرامج ، وسياسات لم يعد صالحا وبامس الحاجة الى التغيير ، كما انه لن يكون عاملا مساعدا مشاركا في عملية التغيير ، وان من يتصدى لمهام التغيير وإعادة البناء سيكون من خارج الحزبي السائد ، من جهة أخرى فان وجود القديم وتشبثه بالبقاء وادعاء ( التمثيل الوحيد ) يتعارض مع مرحلة مابعد الاستبداد ولن يساعد مطلقا في التفاهم الكردي مع العهد الجديد ، واستمراريته يعني التبعية ، والإبقاء على كل ماكان في السابق بكل مخاطره ، وكوارثه .
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=63114